تعز محافظة يمنية

محمد مقبل الحميري
الاثنين ، ٢٠ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٥٩ صباحاً
اتصل عليّ الأخ الشيخ عبدالرحمن احمد نعمان سليل الأسرة النعمانية العريقة رائدة التنوير في اليمن ، يسألني بانزعاج عن منشور يقول : تعز محافظة جنوبية ، بمعنى الانضمام للجنوب وترك الشمال ، مستفسرا عن الجهة التي هي مصدر هذا المنشور ، كونه يدعوا الى التفرقة وتعميق الفرقة بين ابناء الوطن الواحد ، وأناايضا كنت قد قرأت هذا المنشور في ألوتس اب ولم اعرف مصدره ،
 
فإذا كان المقصود ان تعز محافظة تقع على الجانب الجنوبي في خارطة الوطن اليمني فهذا صحيح ، أما اذا كان الهدف منه نعرة تفرقة وتمزيق فهذا مالا يرضاه أي تعزي ، كون تعز عبر تاريخها الطويل عامل وصل بين كل ابناء الوطن شمالا وجنوبا ، وتنظر لكل مناطق اليمن بجهاتها الأربع بعين سواء ، وفي ضمير كل تعزي تعز هي الجنوب وهي الشمال وهي القلب ، ولسان حال ابنائها يردد ماقاله شاعرها وشاعر الوطن العملاق عبدالله عبدالوهاب نعمان "ليس منا ابداً من فرق ، ليس منا ابداً من مزق ، ليس منا ابدا من يسكب النار في أزهارنا كي تحرق" هذا النبض الرائع الذي لحنه ابن تعز فنان اليمن الكبير ايوب طارش مغروس في ضمير كل تعزي ،
 
ولا نقبل ابدا ان يتمزق الوطن مهما كانت الضروف والعوامل فما بالك بمن يريد لنا ان ندعوا لهذا الستات ، فتعز هي اليمن كل اليمن واليمن هي تعز ، ولن نتنكر ليمنيتنا ولن نتبرأ من أي منطقة من مناطق وطننا الكبير ، ولا يمكن ان تكون هذه لهجتنا مهما عانينا او ظُلِمْنا ، ولكن سنعمل مع كل شرفاء الوطن لإزالة الظلم وتأسيس دولة العدل والقانون والمواطنة المتساوية ، وتأسيس الأقاليم كحل عادل ومخرج منصف لكل اليمنيين في ظل دولة اتحادية تحافظ على الارض اليمنية وسيادتها ، قد يكون كاتب هذا المنشور متأثرا بالأجواء المشحونة جراء المليشيات القادمة لإب والتي فسرت بالغزو المذهبي وفرض الآراء بالقوة ، او انه سرب للأساءة لأبناء تعز وقد يستحسنه البعض مع هذه الأجواء المشحونة ،
 
وفي كلا الحالتين فهذا التفكير من وجهة نظري مرفوض جملة وتفصيلا ، لانه يحمل في طياته شحن إضافي وعمل تمزيقي للوطن فأناشد كل إخواني بالمحافظة ان لا يسمحوا لهذه المصيدة ان تعمم ، فنحن جنوبيون ونحن شماليون ونحن يمنيون حتى النخاع ، كما أناشد إخواني الحوثيون ان يستشعروا حساسية الموقف ويتفهموا طبيعة ابناء إقليم الجند الذين يقبلون التعايش مع الجميع وليس لديهم حساسية من أي فكر او مذهب ولكن كل حساسيتهم ان يفرض عليهم الفكر او المذهب بالقوة ، فلنعمل مع اخواننا انصار الله على ضرورة تواجد الدولة لتقوم بدورها بدلا من استبدالها بالمليشيات المسلحة من أي طرف كان ، ونحرم الدم اليمني خاصة والدم الإنساني عامة ، فدم المسلم على المسلم حرام ، وابن إقليم الجند مهما تضعف الدولة او حتى تتوارى فإن ثقافة الدولة في وجدانه ، فهو يحترم دور الدولة ويقدس النظام والقانون .
نسأل الله سبحانه ان يحفظ وطننا قويا عزيزاً موحداً.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي