الجنوبيون على خطى أكتوبر... سائرون

مها السيد
الاربعاء ، ١٥ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:١٥ مساءً
يحتفل الجنوبيون اليوم بحلول الذكرى ال 51 لثورة 14 أكتوبر المجيدة ، وفي هذة الذكرى العظيمة هب الجنوب من أقصىاه إلى أقصاه ، وبمختلف فئاته الشعبية ومكوناته السياسية ، إلى عدن  بمليونية سميت (مليونية الحسم )  وبأرقى صور السلم والتعايش والمدنية للاحتفال بالذكرى المجيدة  والمشاركة والتأكيد على عدالة القضية الجنوبية ومشروعية مطالبها  .
 
اليوم التحمت كل القوى الجنوبية ، الحراك السلمي بكل فصائله مع مؤتمرين ، وإصلاحيين ، ووحدويين ، وحواريين في مشهد مهيب ينحني  له الجبين ،لإحياء مليونية الحسم ، كتأييد مطلق ومؤشر ايجابي على أن الجنوبيين  بمختلف انتماءاتهم جزء لا يتجزء من المكون الجنوبي الذي يتوق إلى العدالة والسلم الاجتماعية والعيش الكريم ، وتحقيق تطلعاته كحقه في  تقرير مصيره  وفقا للمادة الثانية من ميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي والشرعية الدولية لحقوق الإنسان وقرارات الجمعية العامة ذات الصلة .
 
ووفق وثيقة ضمانات القضية الجنوبية فأن الهيكل والعقد الاجتماعيين الجديدين الذي يضمنان تحقيق تطلعات شعب الجنوب لم يتم الشروع بتطبيقهم فعليا  إلى الان ، نتيجة تراجع عدد من القوى السياسية الشمالية عن توافقها ما أدى إلى نشوب صراعات متعددة الاوجه والمصالح ، وأصبح اليوم الجنوبيون الوحدويون والجنوبيون المشاركون بمؤتمر الحوار يشعرون بالغربة ببقاء الوحدة بهذة الصورة ، وبأنها ستؤدي بما تبقى ، فقد فقدنا كرامتنا وفقدنا مشاعرنا وتطلعاتنا بيمن اتحادي موحد مستقر وآمن .     
 
مؤامرات كثيرة تحاك بالأفق القريب محاولة إرباك وزعزعة الصف الجنوبي وخلط الاوراق من خلال جعل الساحة الجنوبية ساحة لتصفية حسابات بين حلفاء الأمس خصوم اليوم ، وليس بالغريب ولا بعيد هذا الآمر فذاكرتنا الجنوبية  مليئة  بأحداث لم ولن ينساها الجنوب من تاريخ ذاكرته...
 احداث حرب  صيف 94 م ، يوم النصر عند الكثير من قوى الفيد في الشمال ، ولكنه بالنسبة للكثير من الجنوبيين يوم سقطت فيه قيم الوحدة وتم طعنها في خاصرتها ، وحدث الانقسام المجتمعي والنفسي لأبناء اليمن الواحد الذين حلموا كثيرا  بوحدة عادلة أساسها دولة النظام والقانون والشراكة في السلطة والثروة  .
 وقبل سقوط عدن النهابون لم يتركوا شيئا  إلا ونهبوه ، ممتلكات عامة  ،غارات على بيوت خاصة ، في  عمل  ممنهج  دمر البنى التحتية المؤسسية، وقضى على عدن ومدنيتها ونظاميتها وتحولت معها عدن إلى قرية خاوية على عروشها . 
 
 اليوم وفي أنبل وأعظم ايامنا الوطنية عيد ثورة أكتوبر الأبية  التي ضحى من اجلها شرفاء وأحرار يمنيون بأرواحهم لأجل تحرير الجنوب من الاستعمار والعيش بحرية وكرامة دون وصاية ...
 
 نقول لكل المتآمرين والنهابين من دمر بالأمس الجنوب ونهبه ، و دمر اليوم صنعاء وأحرقها أن محاولتكم فاشلة وبائسة واستغلال واقع الجنوب ومطالب شعبه الحر في تقرير مصيره والتنفيس عن أزماته مكشوف أمامنا نحن الجنوبيون ،ولن تفلح ممارستكم بفرض المزيد من السيطرة بقوة السلاح  ، وبنشوة الغازي ، أو بحرقة الناقم والمنتقم على الشعب الثائر عليه ، والضغوط على الرئيس هادي نحو تحقيق مصالحكم  الذاتية  وتأليب الجنوب واليمن عليه ايضا لن يفلح ، ونذكركم بقوله تعالى :
    ‏{‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏.
ومثلما جسدت ثورة أكتوبر المجيدة حقيقة أن الجنوب حر ومقبرة للغزاة ولا مكان فيها لبقاء أي مستعمر أو متآمر ، فأن كل الجنوبيون بلحمة واحدة وبسلمية ويقظة مع بعضهم البعض سائرون على خطى أكتوبر المجيد ، لتفويت الفرصة على المتآمرين ضد شعب الجنوب وقضيته العادلة وسيكون الجنوب مقبرة كل متآمراً وغازاً .‏‏ 
ورحم الله شهداء ثورة أكتوبر الميامين وشهداء الجنوب الحر الخالدين .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي