هل نحن حقا مستقلون!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ١٤ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:٢٢ صباحاً
دار نقاشي مع اهلي من عدن حول هل كان توقيت خروج الإستعمار من جنوب الوطن مناسبًا؟ ماذا لو بقى الإستعمار لفترة اطول كما هو الحال في المانيا و اليابان بعد الحرب العالمية او هونج كونج؟ فمثلا هونج كونج سلمها الاستعمار بعد ان اوصلها الى القمة و جعلها مفخرة الشرق و رائد نهضتها. اليس حرياً بنا ان نرى اين كانت عدن مقارنة بهونج كونج او سنغافورة و اين هم الان مثلا حتى نندب حظنا. الم تصبح الجنوب بعد ذلك اكبر تجمع للفقراء و الارهابيين في جزيرة العرب بعد خروج الاستعمار و الذي ترك لنا تخطيط حضري في عدن لازلنا نتباهى به. اين كانت عدن في 1960 و الخليج مثلاً.
 
بعدين عن اى استعمار نتكلم اليوم و كرامة الانسان اليمني و قيمته ممتهنه و سيادة الدولة مرتهنة تحت البند السابع و الارتهان للخارج. اليست ممارسات شيوخ القبائل و اصحاب المصالح الضيقة و الانتهازيين أفرغت الاستقلال و الجمهورية في الشمال و الجنوب من معناه الحقيقي؟ 
 
كيف يمكن لبلد أن يكون مستقلا من الاستعمار، عندما لا يستطيع الاعتماد على نفسه؟ فلا يمكنك الحصول على الاستقلال مع متلازمة التبعية الحالية بشكل مخجل؟كيف نقف امام انفسنا فى ذكرى استشهاد آباؤنا المناضلون من اجل اهداف الثورة و نحن ندرك اننا بعد اكثر من 50 عام لازلنا نناقش شكل الدولة و اكثر من نصف قرن و نحن خائفين على الجمهورية و اكثر من 24 عام و نحن نناقش امر الوحدة ايضاً, برغم النسيج الاجتماعي اليمني الواحد, و قبل ذلك لم و لن نصل بعد الى المواطنة المتساوية بفكرنا الضيق .
 
ماذا لو رأى شهداءنا اننا اليوم نستجدي الخارج القريب و البعيد ان يصرف عنا شرور اخواننا بطائراته و قراراته و دعمه و ان يهبنا ماتجود به نفسه او يبني له قواعد و سجون عندنا مقابل قليلا من المال او دعم فصيل على اخر او المساعدة في تمزيق بلدنا؟ الا نرى ان حال الجنود البريطانيين في مقبرتهم في عدن محميين من حكومتنا افضل من ابنائنا الاحياء !!, الا نرى الجميع يحتفل ايام عدة اذا زاره امريكي او بريطاني او يهودي.
 
الا نرى ان ثروتنا ليست ملك لنا هذا ان ادركناها و اموالنا خارج اوطاننا و كرامتنا ممتهنة في الاشارات و امام السفارات و المطارات و منافذ الحدود مع الجيران , بينما لو ظل الاستعمار كان حالنا في اقل تقدير مثل سنغافورة, و التي هي اصغر من الضالع او صعدة تمتلك اكثر من 300 مليار دولار فقط احتياط نقدي, و الذي يعادل 60 مرة احتياطنا النقدي بالاضافة ان للانسان المتعلم هناك كرامته بينما الضالع لا تملك لا متعلمين و لا ايجار العاملين فيها ناهيكم عن التقطع فيها و الفقر و التشرذم و انعدام الامان المنتشر كسرطان ليس في الضالع و انما اليمن ككل.
 
نسيت ان اقول لكم ان المانيا تحتفل كل سنة في 6 يونيو بنزول قوات الاستعمار في نورماندي في عام 1941. يحتفلون انهم انهزموا بعد ان راءو اين وصلوا يومنا هذا. فسحب الجيوش الاستعمارية ليس دليلاً على أننا تملكنا إرادتنا و مصائرنا لنتمتع بالحرية و السيادة و الكرامة و التطور و السعادة. صحيح اننا حصلنا على الاستقلال منذ 51 سنة، لكن نظاما واحدا مع الوجوه الموجودة استهلك أكثر من نصف تلك الفترة !!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي