قلبي ينزف ..!

عبدالكريم المدي
الجمعة ، ١٠ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٥١ مساءً
لا أدري من أين أبدأ الكلام والقلب ينزف دماً ، وكمداً ، والنفس غائمة بكل هذا القطع الكثيفة من الحزن والألم ، مشهد الأطفال الذين سقطوا أمام البنك اليمني  للإنشاء والتعمير وهم ملقون في الشارع في صمت أبدي، مضرّجون بدمائهم صدمني ويبّس الدماء في أركان أوردتي، وصور الضحايا الذين مزّقتْ أيدي الغدر والإرهاب أجسادهم وهم آمنون على أنفسهم ، لا ذنب لهم عدا إن هناك عناوين بليدة ومتخلفة وحقيرة تريد بعض الأطراف أن تُكرّسها في بلادنا ملأتني بحزن الدهر كله، أن تلك المشاهد والصور لن تفارق عيني وذاكرتي ما حييت .
 
أعتقد إن القتلة ومن خطط لهم ومولهم لا يمتلكون الحد الأدنى من الأدب والقيم ، وليس لهم من الإسلام إلا الشعارات  التى يتدثرون بها،ويقتلون الحياة والطفولة  والإنسانية غدرا وذبحا باسمها .
 
طبعا ليست هذه الأحداث الإجرامية مفاجئة لنا ، حيث سبق وأن فاجأونا بمئات الجرائم  وإنفجارات بالوعات البذاءة والإنحطاط والكراهية والبؤس والتحريض لسفك الدماء ونشر الخوف بين الناس، لكن لعل أكثر مايثير الوجع هنا هو ان البعض يظن إن بإمكانه  من خلال صناعة وتدريب وتمويل الإرهاب سيُسقط الآخر وسيهزمه، وسيقهر المختلف معه على مستوى الداخل والخارج، مع إنه لا يقوم بأكثر من إسقاط نُظم الأخلاق والقيم والمفاهيم والتعاييش وتكريس صورته المتوحّشة لا أكثر..
 
أقول صادقا إن تراجع مؤسسات الدولة وتقزيم حضورها ، كما هو حاصل حاليا ، سيكون في صالح قوى التطرف  وبؤر الإرهاب وضعاف النفوس من المؤدلجين وأصحاب المصالح والنفوذ، وكل الشبكات الإنتهازية التي تنتهز الفرص والمغانم لتنتهك حرمات الناس وأمنهم وحياتهم وحقوقهم بلا رادع.
 
وأقول صادقا إن التعجيل بتنفيذ بنود إتفاقية"  السلم والشراكة"  ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ودعم الرئيس عبدربه منصور هادي ، المؤسسة الوحيدة التي تمتلك شرعية في هذه البلاد ، مخرج مهم وخطوة أكثر أهمية - أيضا - لمحاربة هذه الأفكار ووقف التدهور الأمني الذي تعيشه البلاد ومعه التدهور الاقتصادي
والاجتماعي وغيره .
 
لقد حصلت تحولات وتغيرات جبارة بسرعات غير مألوفة ربما في تاريخنا ،تشكلت معها هذه العقليات والأفكار القاتلة التي تحمل لغة مغايرة،مغامرة وأفكار طليقة منحرفة،ذات نزوع شريرة لهدم القيم الإنسانية والدينية السوية، ومن ثمّ التأسيس لأخلاق ومفاهيم  قائمة على الكذب والمخاتلة والمراوغة والأقنعة والمسوح الدينية الشكلية المتطرفة،الطقوسية التى لا تأبه بحياة الناس  وحقوقهم ، وإرادتهم الحرة المسئولة.
 
أكرر ..ليس لنا من مخرج غير التواضع لبعض والجلوس على طاولة الحوار وتحقيق الشراكة الوطنية قولا وعملا ، ولندع أنفسنا من فكرة المؤامرة وشيطنة كل شيء ولنعلم إن التخلص من القوالب الفكرية والمفردات النمطية ، الخشبية التي يحاول البعض تكريسها غير جدير بالإهتمام ولن يقدم في الأمر شيئا ، أكثر من أنه يُعطي الإرهاب السفيه مبررات لتجنيد المعطّلين ذهنيا وربطهم بالأحزمة الناسفة والدفع بهم للساحات وأماكن التجمعات لذبح الإنسان والجمال والمحبة .
 
لو سمحتم علينا البحث  الجاد عن معالجات وطنية ومنطقية واعية وذكية ودعونا من مفردات وشعارات العدو الأميركي وغيره .
 
أجدد إدانتي لهاتين الجريمتين الإرهابيتين البشعتين اللتين كان ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء مسرحا للجريمة الأولى التي راح ضحيتها أكثر من (123) شخصا ما بين قتيل وجريح وطفل وشاب ومُسن ، فيما كانت نقطة العبر غرب مدينة المكلا مسرحا للجريمة الثانية التي راح ضحيتها (19) شهيدا من الجنود و(13) جريحا على يد نفس عناصر الغدر والإرهاب.
الرحمة للشهداء ، الشفاء للجرحى ، اللهم احفظ يمننا من كل شر ومكروه، والله المستعان .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي