إلى شوقي هائل.. الاتجاه شمالاً

كتب
الأحد ، ٠٦ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:١٩ مساءً


عارف أبو حاتم
الأمور زادت سوءاً منذ كتبت المناشدة للمحافظ، وكأن قُطاع الطرق لديهم فريق إعلامي أفضل من الذي لدى المحافظ، لذلك زادوا وبالغوا في الخطيئة.
الخطوة التالية التي كان يجب على شوقي هائل أن يتخذها بعد أداء اليمين الدستورية، هي أن يرتدي بزة رجل الدولة الضارب الشديد، رجل الدولة الذي يعتقد أن كل ما ينشر في الصحافة هو نوع من يد العون له، وليس بحثاً عن مداخل للتقرب.
كتبت في هذا العمود يومي 26، 29 من الشهر الماضي حلقتين بعنوان (بين يدي شوقي والجمهورية - الجهاد ضد الوطن)، وتحدثت فيه عن حرب الإرهاق التي تُمارس ضد الدولة في مديرية التعزية؛ من خلال الاعتداءات المتكررة على أعمدة الكهرباء في طريق مدينة القاعدة - تعز، فأكثر من 10 أعمدة ملقية على الأرض، بعد أن فتح اللصوص “البراغي” وأسقطوها أرضاً من أجل سرقة لمبة الإضاءة، وبيعها بـ 15 ألف ريال فقط، فهذه النماذج تبحث عن التنمية التي هي عدوتها.
ثم جاء الحديث المر عن استنزاف مياه حوض تعز، في مديرية التعزية، التي تعد الممول الرئيسي لمدينة تعز بالمياه، خاصة منطقة الحيمة وما جاورها، والتي دخلت في ماراثون حفر الآبار بمبرر واحد: “فرصة الدولة ماهليش”.
وتم حفر جائر واستنزاف عشوائي للمياه الجوفية، دون اكتراث أو شعور بالمسؤولية تجاه مستقبل أرض وجيل.
حين كتبت ذلك ظننت أن المحافظ شوقي سيجعلها قضيته الأولى؛ فالمياه ثروة سيادية، لا مساومة ولا تهاون فيها، وسيرسل كل أجهزة الضبط لإيقاف نزيف المياه، وعقاب الجناة المتورطين بمحاولة اغتيال المستقبل الجميل لأجيال الغد.
وظننت – وبعض الظن ليس إثماً – أن المحافظ على أقل تقدير سيرفع أعمدة الكهرباء الملقية على الأرض، وسيوجه بتعقب الجناة والمشتبهين، خاصة أن تلك الطريق هي الرابط بين مدينة القاعدة - الممر الرئيسي للقادمين من العاصمة - ومطار تعز الدولي، لكن الأمور زادت سوءاً منذ أن كتبت المناشدة للمحافظ، وكأن الجناة وقُطاع الطرق لديهم فريق إعلامي أفضل من الذي لدى المحافظ، لذلك زادوا وبالغوا في الخطيئة.
وضاعف حفارو قبور المستقبل من جهودهم في استنزاف مياه الحيمة وما حولها، وفي لحظة الكتابة هذه يوجد أكثر من خمسة حفارات تعمل في تلك المناطق.
من يصعب عليه الإصلاح أو التغيير فلن يصعب عليه إخفاء الفضيحة وتغطية الخطأ، وطريق مدينة القاعدة – مفرق ماوية، يمكن للمحافظ على الأقل أن يرفع أعمدة الكهرباء الملقية، واحتجاز حفارات المياه في التعزية، إلى أن يتم ضبط الجناة.
أحاديث مشابهة تتحدث عن استنزاف مياه حوض تعز في أكثر من مكان (خاصة ماوية)، وبإمكان المحافظ التأكد من ذلك عن طريق أعضاء المجالس المحلية ومديري المديريات ومديري الأمن.
كل الأمور لاتزال بسوء، وكلنا لانزال معتصمين بحبل الأمل، عسى ولعل أن يفعل المحافظ شوقي شيئاً إيجابياً.
[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي