من المسؤولين عن العراقيل..!

عبدالكريم المدي
الثلاثاء ، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٥٧ مساءً
أين ستتوقف مِحن اليمن المتناسلة مثل قِطع الليل ؟ ومتى سيتم وضع حدّ لتكهنات إختيار اسم رئيس الوزراء وحكومته ويتم تبديد الغموض الذي يحيط بهذه المسألة ؟
 
 
أعتقد إنه من غير المنطق تحميل الرئيس هادي مسؤلية التأخير في تسمية رئيس الحكومة وأعضائها ، لسبب بسيط وهو ما ورد  في بنود اتفاقية السلام والشراكة ، فتسمية الاتفاقية بهذا الاسم ،  وحده كفيل برفع الحرج عن الرئيس هادي ، وتوجيهه نحو القوى السياسية التي وقّعت على الاتفاقية والتي إلى اليوم لم تتوافق فيما بينها على اختيار اسم رئيس الحكومة الجديدة التي تأتي في ظل ظروف مختلفة ،وتحالفات مختلفة وخارطة جديدة للتحالفات والصراعات والبيئة السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادي .
 
 
القوى السياسية اليوم معنية بإتخاذ خطوات جادة ، وتقديم كل الحلول والتنازلات الإيجابية التي من شأنها أن تُساعد اليمنيين  في التقدم للأمام  ولو خطوة واحدة أهم شيء يتزحزحون من مكانهم .الناس تعبوا وهم يراوحون مكانهم في دوّامة واحدة ، أو في نفق لا ضوء يلوح في نهايته ..
 
علينا أن نعترف : البلد مشلول والحكومة مشلولة والحركة التجارية مشلولة  والحركة النقابية مشلولة ، والتعليم مشلول والحراك السياسي مشلول، ومعظم السفارات العربية والأجنبية المعتمدة في صنعاء مغلقة أبوابها في وجوه الناس ، وشركات الطيران الخارجية أوقفت رحلاتها لمطار صنعاء ، الذي  يعد نافذة اليمن الرئيسة على محيطه العربي والاقليمي والعالمي .
 
أكثر من 35شركة نفطية عطّفت أغراضها وغادرت اليمن وحتى  حفارات استخراج النفط الصينية قد غادرت ؟ 
 
السؤال : ماذا تنتظر القوى السياسية المتصارعة ومن ستحكم ؟ إذا كان البلاد مفرغا من الأمن ومن التنمية ومن الاقتصاد والروح ومن التطلع ؟
 
على ماذا كل هذا الصراع ؟ ما هي النتيجة والمكافأة؟  اليمنيون يقتلون اليوم  بالمخاوف والجوع والتفجيرات والذل واليأس والفقر..
 
نقول : القوى السياسية مجتمعة ( المؤتمر الشعبي العام - التجمع اليمني للإصلاح - أنصار الله - الاشتراكي - الناصري - البعث ) وغيرها قدموا تنازلات حقيقة من أجل الوطن ،اخرجوا من ساحات الصراع والتفاصيل الصغيرة، لساحة الوطن الكبرى ..القوى السياسية في العالم تختلف ،
 لكنها تتفق على المصالح الوطنية العلياء ، لاحظوا في بريطانيا ، مثلا، لم يفز حزب رئيس الوزراء الحالي ديفد كاميرون إلا بفارق بسيط جدا  لم يكن ليمنحه حق تشكيل الحكومة، ناهيك عن الصراع السياسي التقليدي بين الحزبين ( العمال - المحافظين ) ومع هذا اتفقا من أجل بريطانيا وشكلا حكومة وحدة وطنية  منسجمة وفي قمة التماسك، تجسد الشراكة الناجحة بكل المقاييس ويكفيها إنها وحدت جهودها ونجحت في إقناع الأسكتلنديين قبل أقل من 10 أيام للتصويت لصالح بقاء أسكتلندا ضمن المملكة المتحدة، بعد أن كانت التوقعات وبنسبة تفوق 70% تصب لصالح الإنفصال.
 
 
 ويكفي هذه الحكومة إنجاز كهذا.وهذه ، في الحقيقة هي الحكومات والأحزاب التي تفرض على شعوبها والعالم بأسره إحترامها ..
اليمنيون ينتظرون موقفا تاريخيا من الأحزاب والقوى السياسية ،اليمنيون  ينتظرون تشكيل حكومة بعيدة عن الصراعات والممحاكات السياسية ، حكومة تكون بعيدة قدر الإمكان عن المحاصصة والتقاسمات ..وهذا قسمي وهذا قسمك ..!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي