التيار القادمون من الشمال !!!

تيسير السامعي
السبت ، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٢٨ مساءً
في عام 1948هاجمت القبائل صنعاء قاموا بتدميرها  ونهبها  وتحويلها الى ركام , لقد كان يريدون ان يغتالوا الدستور لان  الامام  احمد يا حناه قال لهم ان هذا الدستور هو اختصار للقرآن..  يصف  شاعر اليمن الكبير عبدالعزيز المقالح  تلك الفترة " ومن اعمق ما سجلته عدسة العين والذاكرة في هذه المدينة خلال هذه المرحلة جولة حزينة فوق تلال اكوام التراب المتخلفة على الاسواق المهدمة ,دمرها البرابرة ,حين هجموا علي صنعاء لاغتيال الدستور لقد رأيت  بعيني الصغيرتين التتار وهم يهاجمون بغداد   قبل ان اقرا عنهم بالكتب ".
 
 
  استباح صنعاء من قبل  الرجال القادمون من أدغال وكهوف  جبل الشمال كان بمثابة  اغتيال حلم  البسطاء بإقامة دولة عادلة تكون فيها المرجعية للدستور ليس لسيد الذى يزعم انه صاحب حق الهي بالحلم , اليوم التاريخ يعيد نفسه والمشهد يتكرر  وان كان بطرق ووسائل  حديثة تتناسب مع تطورات العصر , قبائل الشمال تجتاح صنعاء تريد ان تدنس طهرها وتلوث نقاءها  قبل ذلك تريد اغتيال حلم  اليمنيون في بناء دولة مدينة حديثة ليس فيها سادة ولا عبيد  ولا مشائخ  ورعية .., لقد جاءوا من اجل استعادة ما يزعمون انه حقهم المسلوب الذى ورثوه عن اجدادهم , بعد ان رسم  اليمنيون طريقهم واختاروا مستقبلهم عن طريق الحوار وتوافقوا على وثقة تاريخية  فيها  طريق واضح  ليناء دولة , كما  جاءوا لقتل  الدستور في 48  جاءوا اليوم لقتل وثيقة  الحوار الوطني لانهم  يشعرون  انها سوف تقضى علي هيمنتهم  ستسلبهم مصالحهم  ونفودهم ’ الفكرة هي  الفكرة والهدف هو الهدف وأن اختلف الاسلوب .
 
 
يزعمون انهم ثوار من  اجل الحرية ., ويمجدون سيدهم في نفس الوقت ,  ولا يعلمون التمجيد هو بوابة الاستبداد وعمود الديكتاتورية والفصل الاول من فضول العبودية , او  كما يقول الكوكباني "التمجيد ان يأخذ المرء جذوة  نار جهنم كبرياء المستبد ليحرق بها شرف الانسانية "..
 
أن من يعتقد ان  له سيد فقد رضى  لنفسه ان يعيش عبدا , والعبودية كما يقول  المنفلوطي "لا يمكن ان تكون مصدرا للفضيلة ولا مدرسة لتربية النفوس علي الاخلاق والصفات الكريمة "هذا ما تثبته  اعمال عبيد السيد في حربهم لاسقاط عاصمة اليمن ...
الحجر الصحفي في زمن الحوثي