الطالب المستجد الطموح : الحوثي

نشوان صادق
الجمعة ، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٥ مساءً

عندما تكون ثقافة أن تتعامل كسياسي متمدن غير مقبولة أصلاً في أيديولوجيتك - عوضاً عن كونك مستجداً فيها - يكون المخلوق الناتج عن استخدامها مشوهاً ، وعلى كل حال ستكون أنت أبوه .

عبد الملك الحوثي - كممثل لجماعته الحوثية - بدا عارياً حين فشلت محاولاته القليلة في العناق مع السياسة المدنية والخطاب المتسامح.

كل اليمنيين - في انتظارهم مصير المرحلة القادمة - سمع خطابه الذي مدّ فيه يده لحزب الإصلاح في دعوة منه للتعايش .

في تلك الأثناء ، كانت مليشياته تقتحم منازل الإصلاحيين وغيرهم ممن دُوِّنت عليهم أي خلافات - على وجه حق أو باطل - مع تلك المليشيات .

يطلً علينا عبد الملك ليقول " الجماعة لا تسعى لتصفية الحسابات مع أي مكوّن سياسي " في نفس التوقيت الذي تنشر فيه بعض الصحف - كعكاظ السعودية - " إعدام الجماعة لـ 200 جندي من الفرقة الأولى مدرع ، ورمي جثثهم في شوراع شملان ، وبغض النظر عن صدق الرواية ، فالكل يعلم أن شوارع صنعاء مكتظة بألوف المقاتلين التابعين للجماعة يرقبون بشهية دموية أدنى معلومة للوصول إلى خصومهم السياسيين لتصفيتهم .

الجماعة غير قادرة على كتم أنفاسها الشريرة التي تشهق ريح الدماء و تزفر شتم وسب الخصوم .

بإعتقادي : (بالعافية) استطاع الحوثيون تأجيل أخذ ثأرهم من حليفهم الحالي حتى إشعار لا يحتمل أن يكون أكثر بقليل من ( قريباً جداً ) .

لم يكن الحوثي موفقاً في تدشين مرحلة تسويق مبدأ التعايش و نقضه بشكل خفي ، فهو بذلك قفز لرأس السلم  - بالنسبة لقرب عهده بالسياسة المدنية - مثاله في ذلك الكذب على المخابرات الإسرائيلية بعد أول جلسة تدريب عربية لتجاوز جهاز فضح الكذب .

القفزة في الخطاب الودي الزائف جاء إثر الإنتشاء بالنصر - على الوطن - والتي طغت فيه نبرة رئيس جمهورية يتحدث إلى شعبه ، عزز هذه النبرة حقيقة أن عبدربه نفسه يأتمر بأمره ، هذا غير أن إتفاقاً محلياً - مع قوى نافذة - وإقليمياً - مع دول حاقدة - ودولياً مع دول تفعل أي شيء في سبيل الشعور بأمنها وذلك ليس إلا بانبطاح الشعوب ومن قبلها القادة العرب ، وإسقاط أي جنين يُتنبأ بأنه سيبحث عن مجد أجداده .

المرحلة القادمة مقلقة جداً : أستاذ المكر والخداع (صالح) مقابل الطالب المستجد الطموح (عبد الملك الحوثي ) .

اللهم سلِّم .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي