أعشق دموعك

كتب
الخميس ، ٢٦ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٤ مساءً

بقلم / عبدالسلام الشريحي :

يوم السبت الماضي كنت مع مجموعة من الزملاء في إحدى استراحات صنعاء وعند إلقاء باسندوة كلمته على أعضاء مجلس النواب في جلسة إقرار قانون الحصانة لصالح وأركان نظامه وتزكية عبدربه مرشحاً توافقياً كانت الاستراحة مليئة بالناس وكان بالجميع، يسمعون إليه بصمت تام وقبل الانتهاء من الكلمة بكى باسندوة فصفق الجميع، نظرت في وجوههم وكلهم في عيونهم دمعة فرح وكأنهم يقولون أخيراً وجدنا مسؤولاً يبكي علينا لا نبكي على أنفسنا منه.

رغم كل من زايد على دموع دولة الرئيس ورغم أنني أكره الكتابة للمسؤولين مدحاً أو ثناء، أجد نفسي مضطراً للاعتراف بأن الدموع لم تكن عادية ولم تكن كاذبة وللدموع شأن كبير نحو تحول حقيقي لخدمة الوطن تحت قيادة الرجل، هكذا أثبتت تصرفات باسندوة على الأقل حتى الآن.

أزعم بأن دموع الرجل غسلت رجساً منتشراً في البرلمان وألانت قلوباً قاسية بين النواب واستنهضت وطنية غابت عند الكثير من أصحاب المصالح ومثلت لحظة فارقة وبداية توبة عند المغرر بهم من السياسيين.

قال البعض بأنه بكى كي يقبل الجميع بمنح حصانة لصالح وكلنا يعرف أن الحصانة كانت في طريق إقرار قانونها بدموعه أو بدون دموعه أولاً وأن الرجل انضم للثورة وطالب برحيل صالح ثانياً، لذا فهو ليس من فريق الدفاع عن صالح ولم تكن دموعه إلا حرقة على الوطن وما وصل إليه واستغاثة لإنقاذه من هاوية سحيقة تنتظره، وبالمناسبة ليست المرة الأولى التي يبكي فيها الرجل على وطنه.

ليست وحدها الدموع ما جعلتني أتفاءل بمرحلة جديدة مشرقة لليمن، فالرجل ومن نفس المكان الذي بكى فيه قال سنعمل لأن تكون اليمن كتركيا وماليزيا وبعيداً عن إمكانية تحقق ذلك الآن لكنه يبقى حلماً مشروعاً وممكنا في المستقبل إذا ما تضافرت الجهود وصدق الجميع وكلنا يعرف كيف كانت تركيا وماليزيا قبل النصف الأخير من القرن المنصرم.

منذ توليه المنصب دعا باسندوة إلى انتهاج سياسة تقشفية في حكومته وهذا مؤشر هام جداً في صدق الرجل وحسن نواياه، ويبقى المهم ألا نسيئ الظن بالرجل ودموعه وأن نعطيه الفرصة لنرى وإن فعل كما فعل السابقون فلنكن جميعاً ضده وسأبدأ أنا بنقده والقول بأن الأيام أثبتت بأن دموعه كانت دموع تماسيح وربما في نفس هذا العمود وبهذه الصحيفة أيضاً.

الجمهورية نت

الحجر الصحفي في زمن الحوثي