إلى المنادين بإقامة دولة سنية منفصلة عن دولة الحوثي

عبدالرب صالح السلامي
الخميس ، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٢٢ صباحاً
 
ألستم أنتم من أصدر فتاوى بالأمس تقول: "الوحدة اليمنية فريضة شرعية"، وأن حتى مجرد الفيدرالية حرام؟!
 
ألستم أنتم من ضلل وخون وسفه علماء ودعاة الجنوب الذين خالفوكم الرأي في هذه الفتاوى؟!
 
أيها المشائخ الفضلاء، أنتم تعلمون أن الوحدة في ظل الدول الوطنية هي قضية مصلحية سياسية وليست فريضة شرعية، وأنتم تعلمون أن حل الأزمات حولها تحكمه التقديرات الاجتهادية لا القطعيات الشرعية، ولكنكم أبيتم طوال السنين الخوالي إلا فرض اجتهادكم السياسي بقوة الإرهاب الفكري!
 
قلنا لكم نحن لا نرى الانفصال دينا ولا فك الارتباط فريضة، ولكن مطلبنا الوحيد هو ان تتركوا تقدير الموقف الشرعي في هذه القضية لعلماء الجنوب فالنازلة في أرضهم وهم أولى بالفتوى فيها، فأبيتم إلا الوصاية علينا!
 
لا أدعوكم اليوم للتراجع عن أقوالكم الاجتهادية فذاك حقكم العلمي، ولكن أدعوكم للاعتذار لإخوانكم علماء ودعاة الجنوب الذين ضللتموهم وبدعتموهم وخونتموهم، بسبب خلافهم معكم حول فتاوى سياسية بتم اليوم تدكون مداميكها بأقلامكم!
 
لقد عانى إخوانكم العلماء والدعاة في الجنوب منكم ظلما أشد مضاضة على نفوسهم من وقع الحسام، شعرتم بذلك أم لم تشعروا، ولن يكون الاعتذار إلا أقل القليل لجبر القلوب!
 
أدعوكم للاعتذار لشعب الجنوب السني الذي زرعتم في داخل كيانه -بسبب مواقفكم الخاطئة- ثقافة الكراهية ضد كل ماهو إسلامي وسلفي!
 
شعب الجنوب - أيها المشائخ الفضلاء - ليس شعبا زيديا ولا شيعيا، ولكن فتاويكم ومواقفكم الخاطئة جعلت جموعا من ابنائه يرحبون بالتشيع السياسي نكاية بكم..
 
أيها المشائخ الفضلاء، عليكم أن تعلموا أنه لولا توفيق الله ثم مواقف علماء ودعاة الجنوب الاحرار الذين وقفوا الى صف شعبهم السني المضلوم، لكان الجنوب اليوم قطعة من قم!
 
أنا هنا ليس هدفي أن استفيد من اعتذاركم موقفا سياسيا لتبرير انفصال الجنوب، فقناعتي أن الوحدة اليمنية قد انتهت، ولكني ادعوكم للاعتذار وجبر القلوب لتبقى بينكم وبين شعب الجنوب الوحدة الاسلامية والأخوة الدينية!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي