الثورة والحراك والحوثي

د.الفت الدبعي
الاربعاء ، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٠٣ صباحاً
 
للإنصاف وبغض النظر عن أنها جماعة مسلحه..(فهذه مسألة لها سياقها الاجتماعي الذي ينبغي أن يعالجها لوحده) فإنه من باب الموضوعيه العلمية فإن ما يحدث في صنعاء حاليا هو امتداد حقيقي للحراك الجنوبي السلمي وامتداد حقيقي لثورة 11 فبراير الشبابية الشعبية ...
 
هذا لمن يقرأ حقيقة هذا الحراك الاجتماعي والسياسي الذي قد يدخلنا في محنه لفترة زمنية ولكنه سيفضي إلى تقدم اليمن للإمام وفي المسار الصحيح ...
 
لقد بحت أصواتنا ونحن نقول الثورة لا تجب ما قبلها ...
الثوره تحتاج إلى عدل وإنصاف...
الثوره تحتاج الي استرداد الأموال المنهوبة ....
إلى قلع الفاسدين ...
الثوره تحتاج إلى عدالة انتقالية مباشرة بعد المبادرة الخليجية ...
 
عدالة تتعدى المصالحة السياسية لصالح نخب سياسية معينة لتكون عدالة لصالح المواطنين ولصالح المجتمع ولصالح جميع الضحايا الذين تأثروا من كل الظالمين والفاسدين في مرحلة ما قبل نظام المخلوع على صالح ،وقلنا أن اليمن لا يمكن أن تستقر إلا بكشف حقائق الماضي واللاعبين الرئيسيين فيه ، خاصة وأن الماضي يشترك فيه أكثر من لاعب وأكثر من عامل وأكثر من سياق وكل طرف يأخذ حقه من المسآله والاعتذار عنها وجبر ضررها لضمان عدم عودتها ،ولضمان عدم العوده الى فساد وظلم الماضي ...لأنه لا خير ولا ثوره حقيقة تكتمل إلا بإقامة العدل وتضميد جروح الماضي ولو على حسابنا.
 
والآن يحق لي أن أتسآل هل الحوثي القادم الجديد في شراكة الحكومة القادمة سيقبل أن تفتح ملفات العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية دون نغمة (تعالوا نتصالح وننسى الماضي) خاصة وأن الحوثي مثل ما له استحقاقات في العداله عليه أيضا ملفات انتهاكات ضده مارسها أثناء مسيرته وبغض النظر عن نسبتها أو سياقها فهي تدخل ضمن سياق انتهاكات تضرر منها أبرياء أيضا و ينبغي أن تكشف بشأنها الحقائق أيضا والتي إذا تنصل عنها الحوثي الآن تحت مبرر نحن الان في عمل سياسي كما تعذر به من قبلهم فإني اتوقع أن يصل الحوثي لنفس النتيجه التي وصل لها غيره خاصة وأنه يتحالف مع من قتله وقتل الشعب وهو ما يشكك بمدى مصداقيته وأنه سوف يسير في الطريق السليم ..
 
على الجميع أن يدرك أنه من غير خروج اللاعبين الرئيسيين في انتهاكات الماضي من المشهد السياسي والإداري لليمن فلن تستقر اليمن ....
 
وتشكيل لجنة محائدة منصفه لكشف الحقيقية والإنصاف والمصالحة ضرورة لا بد منها الآن وحتى لا تتحول العملية إلى عملية ثأرية فقط من شخصيات معينة ...
 
وإنما علاج للواقع اليمني بشكل عام السياسي والثقافي والاجتماعي منه..
وهذا لا تقوم به إلا الهئية الخاصة بالعدالة الانتقالية التي لا ينبغي أن يكون هدفها الثأر والانتقام ..
 
وإنما يكون هدفها كشف الحقائق ومعرفه السياق الذي ارتكبت فيه الانتهاكات وإدانه ما كان منه سبب في ظلم الآخرين والاعتذار عنه وجبر الضرر..
 
وإصلاح المؤسسات التي مارست ذلك الظلم..
وإعادة كتابه تاريخ اليمن بعيدا عن كل الزيف الذي شوهه...
لأن تشكيل هذه الهئية وإعلان نتائجها للشعب اليمني ...
سوف يشكل وعيا كبيرا ..
وسوف يساعد في أحداث نقله كبيرة للمجتمع اليمني ...
وسيمنع أي محاوله لتزييف وعي المواطنين مرة آخري سواء من قبل جماعة أو حزب أو حاكم .
 
تحية كبيره للتجمع اليمني للإصلاح الذي أثبت موقفا تاريخا انحاز للمدنية يشكر عليه في هذه الأيام..
والانتظار للقادم وما سوف يفرزه العقل السياسي لأنصار الله في الأيام القادمة وهل سيجنبون أنفسهم التعامل كأنهم الدوله...
لانهم إذا تعاملوا بذلك فهم لا يعملون غير تكرار اخطاء غيرهم ...
وسيقودون أنفسهم لنفس المصير .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي