اخواننا في المحافظات الجنوبية أيها الأخيار

محمد مقبل الحميري
الثلاثاء ، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٣٦ مساءً
اخواننا في المحافظات الجنوبية أحببناهم من كل قلوبنا ولا زلنا نحبهم ، وكلما قربنا منهم بعدوا ، وكلما صفونا لهم تعكروا ، وكلما او فينا معهم بعظم غدروا ، وكلما حرصنا على الوحدة زاد بعضهم نفوراً وانفصالا ، وكأنهم هم الرازقون لنا وليس الله جل في علاه.
 
 
 منذ ان توحدنا معهم لم نر او نشاهد سوى النكبات ، بعد ان كنا مستقرين آمنين ، وإذا حدث خوف او تخريب في تلك الايام كان مصدره منهم ، كنا نؤي طريدهم ، ونعايش كل واحد منهم بكل مشاعرنا ، لم نشعر يوما واحداً أنهم غرباء عنا رغم ماسببوه لنا من نكبات ، وكان منها إلغاء الامتيازات التي كان يتمتع بها ابن شمال الوطن في السعودية من إقامة احرة ومعاملته معاملة السعودي في العمل والدراسة والتنقل والصحة وغيرها ، كل هذا حرمنا منه بهد الوحدة  ولم نمن عليهم او نشعر بغبن أو الم ! ومن حقهم ان يقولوا ونحن بالمقابل كنا نتعامل مع كل مواطن من ابناء المحافظات الشمالية يصل الى الجنوب معاملة أي مواطن جنوبي ، وسآقول لهم صدقتم في قولكم هذا ولا احد يستطيع نكرانه ، ولكن الجنوب حين ذاك كان طارداٍ لكثير من أبنائه ، فضلا عن انعدام رواده من غير اليمنيين (شماليين وجنوبيين)المضطرين للاقامة بحكم تواجد أسرهم هناك وعدم السماح لهم بالخروج ، والشمال كان جاذباً للعيش فيه وايضا لمن يريد الهجرة للمملكة أوالخليج ، وهذا فارق جوهري .
 
 
اخواننا الجنوبيون كثير منهم في منتهى الوفاء والإخلاص للوطن ، ولم يكن فيهم هذا المرض  الذي الذي انتشر في أوساط البعض منهم ، ففي كل مناسبة يمنون علينا ويطالبون بالانفصال ونحن نمسك على قلوبنا خوفاً على الوحدة ، والطيب منهم ساكت ْو الساكت عن الحق شيطان اخرس ، اليوم طلع لنا القيادي الجنوبي تربية الشمال احمد الميسري مناديا الجنوبيين وعلى رأسهم الرئيس هادي بالذهاب الى عدن وإعلان الانفصال لان الشماليين شياطين بنظره وكل الجنوبيين ملائكة لا يخطئون ولا يتآمرون ، ( ولا ادري هل هذا النداء وفق السيناريو المعد سلفاً) ، احمد الميسرة عضو اللجنة العامة يتكلم على الشمال والشماليين بحقد دون أنصاف ، ونسي أننا بعد ثورة 11فبراير المغدورة ممن توكلوا لها نيابة عن الثوار ، بعد هذه الاحداث سلمنا مقاليد الحكم لاخواننا من ابناء المحافظات الجنوبية ، فتولوا الرئاسة ورئاسة الوزراء ورئاسة القضاء وقيادة ورارة الدفاع والبنك المركزي ومعظم مفاصل الدولة ، ولكن هؤلاء اثبتوا أنهم ليسوا أهلا لقيادة دولة ، والبعض منهم يجيد التآمر كالعادة ، وما حصل بصنعاء او بحضرموت او شبوة ليس عن تآمرهم ببعيد، كان الأولى بالأخ احمد الميسري وأمثاله الكرام الذين طلعوا يخاطبون الشعب بنغمة الانفصال ان يكون  لهم موقف وطني في هذا الضرف الدقيق الذي يمر به وطننا وتكاد تعصف به الريح من كل جانب يطالبون فيه تلاحم ابناء الشعب ، ويخاطبون كل القوى في الوطن ان تترك نزواتها وأمراضها وأحقادها وانتقاماتها من بعضها البعض ويصطف الجميع لتأسيس وطن يقوم على العدل والمواطنة المتساوية ويتسامى الجميع فوق الجراح ، وان ترفع المليشيات المسلحة ويؤمن المواطن في صنعاء وفي كل ربوع الوطن ، وتمكن الدولة من بسط نفوذها ، لا ان يضيفوا لجراح الوطن جراحاً. 
 
اخواننا ابناء المحافظات الجنوبية والله أننا نحبكم بالفطرة وفي نفس الوقت اذا كان الانفصال هو قدركم ورغبتكم فلن نأسف على ذلك بعد ان بذلنا دماءنا فداء لكم وما أحداث فبراير وثورته إلا كانت انتصاراً لكم وللمظلمة التي حلت بكم رغم ان المظلمة التي حلت معظمها كانت بأيدي جنوبية ( انتقام الزمرة على الطغمة بعد حرب صيف 94م) وكلنا نشهد ان بعض محافظاتكم ظلمت فأنصفناكم بدماء أبنائنا حتى وضعناكم على قمة هرم الدولة وطلبنا منكم ان تنصفوا أنفسكم كما تشاؤون ، ودخلنا وإياكم مؤتمر الحوار مناصفة واثناء الحوار غلبنا آرائكم على ارائنا ومصالحكم على مصالحنا وساوينا ثلاثة مليون مواطن بعشرين مليون ولم نقل هذا ظلم وانتقاص لمواطنتنا .
 
 
اخواننا ابناء المحافظات الجنوبية لقد ظلمتمونا وبعضكم عمل بكل طاقته لتفريق شملنا وتآمروا على الشمال والجنوب ، لان التآمر عند البعض اصبح طبع متأصل لا يستطيع الاستغناء عنه ، فوصلنا الى قناعة ان البعض منكم لا يستطيع العيش إلا ان يكون ظالما او مظلوما ،، اخواننا لا تكثروا  علينا بالمن والأذى بسبب الوحدة رغم حبنا لكم ولها ، واصبح الإساءة للوحدة من قبل البعض والمطالبة بالانفصال ليس الهدف منه إنصافا للمظلومبن  من ابناء المحافظات الجنوبية ولكن هذا النداء اصبح وسيلة للارتزاق والابتذال وللكسب الغير مشروع ، فأصبح هؤلاء يملكون القصور والفلل والسيارات الفارهة والارصدة في البنوك والمواطن في الجنوب يقاسي مرارة الحياة دون ان يهز لهم ذلك شعرة او يحرك لهم ضمير، وكلما أرادوا مزيدا من الكسب ما عليهم الا ان يلعنوا الوحدة وينادوا بالانفصال  ، انها وسيلة سهلة للثراء والعيش ببذخ!! ،ولكن الحب من طرف واحد تعب ومئآله الفشل ، فإما ان يرد العقلاء منكم على هؤلاء المتطاولون على إخوانهم في الشمال بمناسبة وبدون مناسبة ، وأما ان ........ ! وأرجو ان تبحثوا عن المتآمرين على الوطن في قلب صنعاء ستجدون ان معظمهم منكم ، وهناك الكثير من ابناء المحافظات الشمالية لا يقلون خيانة وتآمر عنهم ، والخير والشر موجود في الشمال وفي الجنوب ، وكنا نريد تغليب الخير على الشر ونعيش أخوة محتابين.
 
 
وعلينا في المحافظات الشمالية واياكم جميعا يا احبتنا ابناء المحافظات الجنوبية ان رأيتم ذلك أيها الشرفاء ان نفتح صفحة جديدة بين الجميع ونغلب المصلحة العامة على المصالح الضيقة ، ونقبل بعضنا بعضا وفق مواطنة متساوية ونطبق مخرجات الحوار دون التفاف او استعلاء من طرف على آخر رغم المستخدات الخطيرة  ، ونحافظ على الثوابت الوطنية ونأخذ من الماضي دروساً وعبرة لنا جميعاً.
 
 
ربما كنت حادا في بعض عباراتي السابقة ولكنها حِدّة حبٍ لكل الوطن وفي مقدمته جنوبنا الحبيب ، واتفق مع الاخوة ان الجنوبيين ظلموا كثيرا وظلمنا وظلمت كل مناطق اليمن عبر المراحل المختلفة ، ولكن لا نقابل الظلم بظلم ، وإنما نقابله ببناء وطن يسوده العدل والإنصاف والمساواة والتسامح والحب للجميع ،
 
سامحوني أحبتي في المحافظات الجنوبية فوالله الذي لا يقسم الا به اني احب الجنوب واهله كما احب قريتي وأهلها ، واحب كل تراب اليمن فلا تفهموني خطأ. 
 
                                      
*عضو مجلس النواب - عضو الحوار الوطني
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي