لنستبدل شعار الموت بشعار الحياة

محمد مقبل الحميري
الأحد ، ١٤ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٨ مساءً
ما أحوجنا الى ان نحل شعار الحياة بدلا عن شعار الموت ، والرحمة لكل البشر بدلا عن شعار اللعنة ، والنصر لمكارم الأخلاق ، لان ديننا الإسلامي الحنيف يحث على الحياة واحترام آدمية الإنسان الذي اصله واحد لا فضل لاحد من بني البشر على الآخر إلا بالتقوى ، فقد قال تعالى في محكم كتابه مقررا هذه الحقيقة :( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، ان أكرمكم عند الله اتقاكم) والنفس البشرية في الاسلام لها قدسيتها العظيمة واعتبر ان الاعتداء عليها بغض النظر عن معتقدها او لونها اعتداء على البشرية جمعاء ،
 
فقال عز من قائل : ( من قتل نفساً بغيرِ نفسٍ او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعًا) ، والإسلام يدعو الى البناء والعمران لا الى الهدم والتخريب ، فقد قال صلى الله وسلم : ( اذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) ، وجعل الاسلام شرط دخول الجنة المحبة بين الناس فقال عليه السلام : ( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على شئ اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم ) فالقلوب الخالية من الحب خالية من الإيمان ، فما بالنا اليوم نرى جماعات وطوائف تدعي الإيمان وكلها حقد وبغض وتحمل أرواحا تدميرية ، لا تعرف للأخوة معنى ولا الرحمة قيمة ، تستبيح الدماء البريئة وتنتهك الأعراض وتستحل الأموال وتدعي انها تدافع عن الاسلام وهي تسئ له أكثر مما يسئ له أعداءه ، كيف لا ورسولنا الاعظم قد قال لنا :
 
( لا يزال المرء في بحبوحة من دينه مالم يصب دماً حراما ) وقال عليه السلام :(لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرءٍ مسلم) ، كما قال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في صعيد عرفة : (ان دماءكم واعراضكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، إلا هل بلغت ،، اللهم فاشهد) وقبل ذلك يقول الحق سبحانه : (ومن يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ، وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذاباً عظيماً) ، فالله سبحانه لم يتوعد احد كما توعد قاتل النفس البريئة ، فبأي دين اصبح البعض اليوم يسترخصون الدماء الطاهرة ويقتلونها تقرباً الى الله كما يدعون ، فأي ظلال اكبر من هذا الظلال ، وأي انحراف فكري اكبر واعظم من هذا الانحراف ، وصدق الحق سبحانه القائل (قل هل ننبؤكم بالاخسرين اعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً) .
 
 
ان كل من يستبيح الدماء ولو بالكلمة او التحريض فإنه مشارك في هذا الجرم العظم ، فلنعلي من قيم المحبة والتسامح والإخاء ونعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف فيه ،  فلكل شخص او طرف رأيه وتفكيره ، ولنجعل من التنوع الفكري عامل قوة لا عامل ضعف وفرقة ، ونستبدل هذه الشعارات التي تدعوا للدمار والخراب والتي لا تصيب إلا ابناء الوطن الواحد والدين الواحد واللغة الواحدة والأصل الواحد ، نستبدلها بقيم المحبة وشعارات تعطي للحياة قيمتها ورونقها ، وتبعث الأمل في النفوس ، ونعمل جميعا معاً على تطبيق مخرجات الحوار التي توافق عليها اليمنيون ونتجه لتأسيس وطن يتسع للجميع وفق الثوابت الوطنية وفي مقدمتها الوحدة والجمهورية والديمقراطية والمواطنة المتساوية وفقا لقيم الاسلام النبيلة ، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير الاسلام آذلنا الله .
 
      اللهم الف بين قلوبنا واجعلها عامرة بحبك وحب الخير للوطن وللإنسانية جمعا.
 
*عضو مجلس النواب - عضو مؤتمر الحوار الوطني 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي