على خلفية مسيّلات خط المطار ..نصيحة لوجه الله

عبدالكريم المدي
الأحد ، ٠٧ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٥٨ مساءً
أي محاولة لتفجير الوضع من خلال حصار العاصمة والوزارات الهامة وخنق الطرقات الرئيسة وكسر الإرادات لن يخدم احداً، كما أن من شأنه تجريد أي مطالب عادلة  وسلمية وخالصة لوجه الله ومن أجل الشعب لأي طرف كانت  .
 
مثلما إننا نُدين العنف وسفك الدماء من قِبل السلطات الأمنية ، فإننا نُدين في الوقت ذاته أي ممارسات واستفزازات تعمل على تأزيم الوضع وافشال التسوية السياسية وفتح المجال للخارج كي يتدخل أكثر ويدسّ أنفه في أوضاع البلاد من أوسع الأبواب ..وهذا ما ينبغي أن تستشعره كافة القوى السياسية المعنية المطالبة بالعمل وبروح  الفريق الواحد على وقف أي تداعيات وممارسات تُفرّق أكثرمما تقرب،وتضرُّ أكثر مما تنفع.
 
 نعتقد بأنه قد حان الوقت الذي يجب فيه على جميع الفاعلين واللاعبين الرئيسيين تسخير الطاقات وكل الخبرات وبذل الجهود الحقيقية لوقف التداعيات الحاصلة وتهيئة المناخات في أسرع وقت  ممكن لعودة الجميع لطاولة الحوار ، بعدا عن التجييش والتحريض وخلق البلبلة وحالة من اللايقين في المجتمع.
ما يحدث اليوم في خط مطارصنعاء الدولي ، كان يجب أن لا يتم بتاتا ، وكان يجب  تداركه وعدم التصعيد من خلاله واغلاق الطريق الرئيسي للمطار ومغازلة وزارة  الداخلية والحبو باتجاهها وكذا تعطيل الحياة والاضرار بمصالح الناس ،والمبالغة في توصيف الحالة بصورة جنائزية والتهديد والوعيد ، والإعلان عن مواقف جديدة كالاستعداد بمواجهة عنف السلطات بعنف مضاعف ، كما سمعنا من بعض المتحدّثين.
 
الأوضاع بحاجة ماسة لابتعاد الجميع بمسافات آمنة عن الطائفية والفوضى ولغة التحدّي والرهانات الخاسرة التي لا يخدم التقريب بين وجهات النظر وتهدئة الوضع .
 
ما نتمناه مخلصين هو أن لا ينجر الإخوة في جماعة " أنصار الله " وخصومهم المعلنين أو المخفيين ،إلى استخدام العنف أو دفع الآخر لاستخدامه ، لأن ذلك لايعني  أمرا واحدا وهو ، اغلاق كافة نوافذ الحوار وفتح نوافذ الجحيم وتضييق الخيارات على الكل وكتابة مرثية - لا سمح الله - التسوية والمبادرة .
إلا أمرا واحدا وهو الحرب الأهلية ،وعلى الذين يلهثون وراء العنف ، أو الانتقام من الآخر ، أن يتذكروا تلك المقولة : إذا اردت الأنتقام عليك أن تحفر قبرين أحدهما  لك " أما الذين يمنّون النفس في الوصول إلى الكرسي ومركز القراربأي وسيلة كانت بما فيها العنف ، إن يضعوا في بالهم حقيقة إن هناك مجتمعا إقليميا ودليا ، لن يسمح بذلك أبدا، ولن يسمح بتدهور الاوضاع الأمنية وافشال المبادرة الخليجية ، التي تنظر لها المملكة العربية السعودية بحساسية مفرطة وكأنها مولود يحمل اسمها لا ينبغي قتله أو اهانته من أي طرف كان . الأمر الذي يجب على الجميع ، في الأول والأخير استشعاره، ، وقبل هذا وبعده استشعارالمصلحة الوطنية العلياء ويكفّوا عن المزيد من المقامرات والتهوّرات.
 
كلمة أخيرة: ما الذي سيضير الإخوة في جماعة " أنصار الله  " من أن يقوموا برفع مخيماتهم من الطرقات والأماكن التي تؤثر على حركات السير والمصالح  العامة والخاصة والأماكن الحيوية والحساسة كالمطار ووزارات الداخلية والمواصلات والكهرباء ومداخل العاصمة ..وينقلون مخيماتهم  بصورة سلمية إلى أماكن أخرى ،وبالتالي يوفّرون  على أنفسهم والناس والبلد العناء ،أوأي خسائربشرية ،أو مادية، لاسمح الله، وبهذا يكونون قد اغلقوا الباب أمام المشككين ببراءة موعدالة مطالبهم وتوجهاتهم الحقيقية .
 
واغلاق الأبواب - أيضا - أمام قوى التطرُّف التي تسعى لتفجير الوضع وإشعال حرب طائفية لن تبقي ولن تذر.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي