نصف عام من التوقيع.. ما الذي تغير؟؟

كتب
الخميس ، ٠٣ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:١٣ مساءً

 

عبد السلام الشريحي

 لم يكن لدى الساسة في اليمن من خيار سوى القبول بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ليخرج كل طرف من مأزقه الذي وضع نفسه فيه أو وضعتهم فيه الثورة الشبابية الشعبية. ولم يكن أمام المواطنين أمل أكبر من المبادرة لتجنيب البلد ويلات الحرب الأهلية واستعادة عافية الدولة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وحتى اجتماعياً، هذا إذا استثنينا بعض المكونات الثورية التي كانت ولا زالت تراهن على خيار الحسم الثوري وتتنكر لأي مسار سياسي. ولم يكن أمام دول الخليج والمجتمع الدولي من بد سوى العمل بكل ما لديها لإنجاح المبادرة كونها المخرج الأمثل والوحيد وذلك للقيام بواجبها تجاه الجارة اليمن أو حتى لنزع فتيل ثورة توشك رياحها أن تحرك الركود السياسي في بعض تلك الدول. وعلى أية حال تم التوقيع على المبادرة وتحقق الكثير من الأمن والاستقرار وتمت بداية التغيير وكل يوم كان يمضي تزاد القاعدة الشعبية المؤيدة للمبادرة والمباركة لكل ما نتج عنها على أرض الواقع. لكن العيب الأكبر أو المأخذ الأكبر هو تصوير بعض الأطراف السياسية للمواطن البسيط الذي تعلق بكل شيء لتحسين ظروفه، تصويرها بقصد أو بدون قصد بأن المبادرة لن تكن بداية الخير بل هي الخير كله وما على الناس سوى الانتظار لأيام أو لأسابيع أو لأشهر ليصبحوا على يمن جديد ومختلف تماماً عن ذاك الذي كان قبل التوقيع. ولذا أدرك ذلك الطرف الموقع على المبادرة مكرهاً فعمل ولا يزال يعمل على إفشال المبادرة وما نتج عنها ابتداء بمحاولة عرقلة قرارات رئيس الجمهورية وانتهاء بالتقطع للكهرباء والغاز والنفط، بالإضافة إلى ظهور القاعدة بتوقيت وفكر وشكل مريب للغاية ويضع الكثير من علامات الاستفهام واختلاق الأزمات في مجلس النواب ومحاولة عرقلة عمل الحكومة وغيرها من الاستفزازات . ولذا يجب على الطرف الذي يهمه إنجاح المبادرة وعلى الدول الراعية لها، عليها بأن تكون أكثر حرصاً على العمل في خطين متوازيين الأول بالوقف بحزم، أما من يريد تعطيل المبادرة والتعجيل في تنفيذ بقية بنودها من هيكلة وحوار، والآخر بالعمل على تحسين الوضع الاقتصادي للوطن والمواطن الذي انتظره الناس بمجرد الوصول إلى توافق سياسي قبل أن يفقد اتفاق الرياض هذا الإجماع الشعبي وتتحول الثورة إلى ثورة جياع لا تبقي شيئاً ولا تذر.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي