ماذا نعمل لو انتصرنا عليهم !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ٠١ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٤٦ مساءً
بعد احتلال افغانستان و بالذات في عام 2002 خرجت هذه النكتة الى الحياة, و التي تعكس واقعنا الذي لم يتغير. النكتة تقول ان الرئيس اصابه الاحباط ان الوطن لن يتطور و الفقر لن يحل و الازمات لن تنتهي و البنية التحتية من سيئ الى اسوأ و النظام و القانون غير موجود و التخلف زاد عن ذو قبل و الفساد منتشر و الشعب مدوخ على الاخر. المهم لم يدري ايش يعمل و اين يبدأ. هنا دعاء كل المستشارين و طرح عليهم الامر .
 
و بعد النقاش جاء ردهم انه لا امل الا ان يأتينا الاستعمار و نسيبه يبني و يصلح لنا اليمن زي عدن من قبل او سنغافورة او هونج كونج و بعد مايخلص نقوم نحن بثورة و نطرده. اقتنع الرئيس بالفكرة و لكن قال لهم كيف نقدر نجبر بريطانيا او امريكا يحتلونا ؟ فرد عليه المستشارون عندنا طائرة حربية قديمة واحدة نحملها اسلحة و نبدا نهاجمهم في عقر بلدهم و هم سوف يغضبون و يحتلوا بلدنا مثل افغانستان و كذا يكون عندنا استعمار . لكن الرئيس رد عليهم المشكلة, ماذا نعمل لو انتصرنا عليهم بالطائرة؟
 
بنفس السياق دار نقاشي مع اهلي من عدن حول هل كان توقيت خروج الإستعمار من جنوب الوطن مناسبًا؟ ماذا لو بقى الإستعمار لفترة اطول كما هو الحال في المانيا و اليابان بعد الحرب العالمية او هونج كونج؟ فمثلا هونج كونج سلمها الاستعمار بعد ان اوصلها الى القمة و جعلها مفخرة الشرق و رائد نهضتها. اليس حرياً بنا ان نرى اين كانت عدن مقارنة بهونج كونج او سنغافورة و اين هم الان مثلا حتى نندب حظنا. الم تصبح الجنوب بعد ذلك اكبر تجمع للفقراء و الارهابيين في جزيرة العرب بعد خروج الاستعمار و الذي ترك لنا تخطيط حضري في عدن لازلنا نتباهى به. اين كانت عدن في 1960 و الخليج مثلاً.
 
بعدين عن اى استعمار نتكلم اليوم و كرامة الانسان اليمني و قيمته ممتهنه و سيادة الدولة مرتهنة تحت البند السابع . اليست ممارسات شيوخ القبائل و اصحاب المصالح الضيقة و الانتهازيين أفرغت الاستقلال و الجمهورية في الشمال و الجنوب من معناه الحقيقي؟ اليس مخجلاً اننا بعد اكثر من 50 عام لازلنا نناقش شكل الدولة و اكثر من نصف قرن و نحن خائفين على الجمهورية و اكثر من 24 عام و نحن نناقش امر الوحدة ايضاً و قبل ذلك لم و لن نصل بعد الى المواطنة المتساوية بفكرنا الضيق .
 
ماذا لو رأى شهداءنا اننا اليوم نستجدي الخارج ان يصرف عنا شرور اخواننا بطائراته و قراراته و دعمه و ان يهبنا ماتجود به نفسه او يبني له قواعد و سجون عندنا مقابل قليلا من المال او دعم فصيل على اخر؟ الا نرى الجميع يحتفل ايام عدة اذا زاره امريكي او بريطاني. الا نرى ان ثروتنا ليست ملك لنا هذا ان ادركناها و اموالنا خارج اوطاننا و كرامتنا ممتهنة في الاشارات و امام السفارات و المطارات و منافذ الحدود مع الجيران , بينما لو ظل الاستعمار كان حالنا في اقل تقدير مثل سنغافورة, و التي هي اصغر من الضالع او صعدة تمتلك اكثر من 300 مليار دولار فقط احتياط نقدي, و الذي يعادل 60 مرة احتياطنا النقدي بالاضافة ان للانسان المتعلم هناك كرامته بينما الضالع لا تملك لا متعلمين و لا ايجار العاملين فيها ناهيكم عن التقطع فيها و الفقر و التشرذم و انعدام الامان المنتشر كسرطان ليس في الضالع و انما اليمن ككل.
 
نسيت ان اقول لكم ان المانيا تحتفل كل سنة في 6 يونيو بنزول قوات الاستعمار في نورماندي في عام 1941. يحتفلون انهم انهزموا بعد ان راءو اين وصلوا يومنا هذا. فسحب الجيوش الاستعمارية ليس دليلاً على أننا تملكنا إرادتنا و مصائرنا لنتمتع بالحرية و السيادة و الكرامة و التطور و السعادة. !!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي