الكل يمزق فيها !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٣١ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٢١ مساءً
 
عندما تتهرب شريحة كبيرة من التجار و بيوت المال الغنية من دفع ما عليهم للدولة من ضرائب فانا ذلك يعني أن هذه الشريحة مريضة اخلاقياً, مما سوف يصلون بالمجتمع الى جرع غير منتهية بسبب جشعهم الغير منتهي و هذا بالضبط ما سوف يحدث في اليمن ان لم يتدارك الامر بحراك اخلاقي سريعاً في المجتمع .
 
فالأرقام الرسمية الى الان تكشف أن نسبة من يسددون ضريبة الربح او الدخل لا يزيد علي 5 % فقط من جملة مستحقي سداد ضريبة الدخل و البالغ عددهم مايقارب أربعمائة وعشرون ألف شركة و مؤسسة و منشئة اقتصادية, و من هذا الرقم المضحك مع الاسف الشديد فقط مابين 1 الى 2% يسددون الضرائب المستحقة فعلا علي دخلهم الحقيقية كما ورد، أما الباقون و نسبتهم مابين 99 و 98% فانهم إما يتهربون أساسا من سداد الضرائب أو يقدمون إقرارات ضريبية مغالطة, و التي تقل كثيرا من دخلهم الحقيقية كما اوردنا في منشور سابق.
 
و المشكلة في واقع الامر ليست في قلة الربح او عدم وجود جهات مختصة تتابع هذا الامر و انما قلة الضمير و تمثيل الفضيلة عند هذه الشريحة من المجتمع وعند القائمين على ذلك مما ينعكس في قلة عدد من يسددونها بشكل صحيح لاسيما و إن عدد من يتقدمون بإقراراتهم الضريبية حسب الاحصائيات المتوفرة لا يزيد علي 12% من المكلفين الواجب أن يقدموا إقرارات ضريبية بينما يجب أن يكونوا أكثر من هذا الرقم كما هو واضح. 
و هذا الامر يعني إن التهرب من سداد الضرائب للدولة أمر سائد في كل شبر في ارض الوطن و ذلك منذ سنوات وليس منذ ثورة التغيير كما قد يبدو ظاهراً و قد ترسخت هذه الظاهرة المريضية في المجتمع حتى صارت ثقافة الفيد على حقوق الدولة منتشرة عند الجميع لاسيما عندما تسمع إن الشاطر هو الذي يتهرب من سداد الضرائب أما الملتزمون فهم قليلو الحيلة.
 
الغريب ان التلاعب في الضرائب في الغرب الكافر لها اشد عقوبة من جريمة القتل و قد تصل عقوبة ذلك الى السجن 15 سنة مع مصادرة الاملاك حتى و ان كان التلاعب 100 يورو; و هذا من الناحية القانونية اما من من الناحية الأخلاقية فاحصائياتهم عكسنا من حيث المبدأ . و مختصر الامر المشكلة هي مشكلة ضمير و اخلاق في المجتمع يدعي الفضيلة و الايمان قبل ان تكون مشكلة منظومة قانونية عند دولة هشة الكل يمزق فيها. !!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي