جراح اليمن .. وعظمة الرئيس هادي

هادي الشحيري
الاربعاء ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٢٤ مساءً
منذ منتصف القرن الماضي واليمن تعيش أوضاعاً مأساوية بعد ان عانت كثيراً من الظلم والقهر والطغيان والاستبداد من حكم الأئمة الكهنوتي في الشمال , ومن حكم الاستعمار البريطاني في الجنوب .. عقود من الزمن عانى شعبنا اليمني شتى صنوف القهر والظلم والاستبداد لم يشهد لها التاريخ مثيلاً  لها , ورغم قساوة تلك الظروف لم يركع هذا الشعب الأبي     , ولم يستكين , وظل يقاوم ببسالة وقدم قوافل من الشهداء الأبرار الذين قدموا دماءهم الغالية رخيصة من أجل نيل التحرر والاستقلال ,وكان له ما أراد بعد أن نجح الشعب في الشمال بانتصار ثورة 26 سبتمبر في العام 1962م وإعلان الجمهورية على أنقاض الحكم الأمامي   الكهنوتي الذي عانى منه أبناء اليمن قرون من الزمن , واستطاع شعب الجنوب أن يهزم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بقيام ثورته 14 أكتوبر 1963م والتي توجت بنيل الاستقلال الوطني الناجز في الثلاثين من نوفمبر1967م وجلاء آخر جندي بريطاني من عدن .
 
 
- ومنذ مطلع ستينيات  القرن الماضي التي  انتفض فيها الشعب اليمني ضد الإمامة  والاستعمار بثورتيه العظيمتين 26سبتمبر1962م  و14 أكتوبر 1963م معلناً للعالم أجمع واحدية
 
الثورة والشعب إلا أن المؤامرات الداخلية  والخارجية التي كانت تدار من قبل الأعداء قد أحدثت صراعات دموية .ذهب ضحيتها قوافل من الشهداء والجرحى والمشردين ,ورغم كل
 
ذلك لم يركع ولم يستكين هذا الشعب المناضل   , وخسر الوطن اليمني كثير من الأبطال الشجعان وهم من أبرز وخيرة قادته  ومناضليه  في فترات زمنية متضاربة خلال دورات الصراع الدموي ولم يبال بتلك  الخسارة , بل خرج من أحشاء هذا  الشعب المكافح والصبور قيادات جديدة واصلت المسيرة  الوطنية .
 
 
- وجاءت الوحدة المباركة واستبشر الناس خيراً بعهد جديد آمن ومستقر على أمل أن عظمة هذا الحدث وهذا الحلم قد تحققت ,  غير إن أجندات
 
صانعي  هذا الحدث التاريخي العظيم  قد أفسدت فرحة الشعب , وتم استئناف سفك الدماء
 
خلال دورات الصراعات   الدموية والتصفيات الجسدية وأعمال العنف والفوضى والقتل والتنكيل وإثارة بؤر الصراعات والفتن والاحتراب الداخلي منه القبلي والمذهبي الطائفي والديني . . تلك القوى التقليدية ظلت تمارس عنجهيتها وطغيانها وفسادها وغطرستها من أجل ضمان بقائها واستمراريتها في نهب ثروات الوطن ومقدراته وبناء امبراطورياتهم المالية , وإيداع أرصدتها في البنوك والمصارف العالمية والعربية والمحلية على حساب شعب بأكمله .
 
 
-  ممارسات عصبية  وشوفونية  ومناطقية  كشفت  عنها عورة تلك الأجندات تهدف  إلى تصفية
 حسابات سياسية  الكل كان شريكاً فيها  وان تعددت  الأسباب , ودفع الشعب
 
اليمني ثمناً باهضاً , ودفع الوطن من مكانته  وحضوره الشيء الكثير إقليمياً
 ودولياً  , ومحطات كثيرة أثرت  سلباً في مسيرة الحكم ليمننا الحبيب , وكان للخارج دور بارز في تنمية وتغدية بؤر عدم الاستقرار  وتذكية الصراعات , وغض الطرف  عما يدور في اليمن وكأن أمن اليمن واستقرارها لا يعنيها من قريب ولا من بعيد , وتناسى الخارج والإقليم أن أمن منطقة الخليج  وباب المندب من أمن اليمن واستقراره .
 
 وظلت  اليمن وطناً وسيادة وشعباً وقوى حية تقاوم  وتواجه التحديات  انطلاقاً من كرامة اليمن وتاريخه النضالي والحضاري برغم حالة الفقر وتدني مستوى الحياة الاقتصادية والمستوى المعيشي والصحي والاجتماعي الذي يعاني منه أغلبية أبناء شعبنا اليمني …مراحل طويلة مرت بها اليمن وهي تعاني من الصراعات وسفك الدماء لا يستطيع أي
 
مراقب محايد في عالمنا أن يتصور حدوثها في بلد يعاني من أوضاع صعبة في
 
مختلف مناحي حياته, ولكنها يمن الصمود والتحدي والإبداع والحضور
 
السياسي بالرغم من انحراف الممارسات السياسية التي كانت تقوم بها قوى النفوذ التقليدية صانعة الإرهاب والعنف والفوضى والقتل والتخريب والابتزاز السياسي والسلب والنهب والفساد , وعمقت جراحات عميقة نتيجة سلوكيات معقدة  لرموز المصالح عبثت بالمصالح
 
العليا لليمن وانهكت اقتصادها الوطني وأمنه واستقراره.
 
 
 
- وجاء الرئيس هادي (حفظه الله) بإجماع وطني وإقليمي ودولي غير
 
مسبوق , وتحمل الرئيس هادي المسؤولية في ظروف معقدة وبالغة الصعوبة وتركة
 
هائلة من الأزمات والملفات المعقدة في مختلف المجالات , بالرغم من هذا الإجماع غير المسبوق لدعم فخامة الأخ الرئيس هادي ظهرت على السطح قوى سياسية عسكرية وقبلية شاهرة  سيوف الابتزاز والضغوطات الانتهازية  في محاولة للحد من مواصلة جهود الرئيس  في تنفيذ مخرجات الحوار وبناء يمن اتحادي جديد يتسع للجميع .
 
 
- بالرغم من كل هذا نجح الرئيس هادي من تجاوز تلك المظاهرات
 
التخريبية وحقق الرئيس نجاحات كبيرة جداً, أهمها تعزيز الأمن والاستقرار
 
وفي الانتخابات الرئاسية وفي الهيكلة العسكرية , والحفاظ على استقرار
 
العملة المحلية أمام العملات الصعبة وقراره التاريخي بإعلان مؤتمر الحوار
 
الوطني ..والنتائج الرائعة التي كانت في عداد المستحيلات وأصبحت واقعاً ملموساً في ظ قيادة الرئيس هادي لدفة الحكم  , المتمثلة بمخرجات الحوارالوطني التي حظيت بارتياح شعبي ودولي واعتبرت مثلاً ونموذجاً يمنياً فريداً من نوعه , وتحمل فخامة الرئيس هادي تلك المسؤولية الملقاة على عاتقه بشجاعة وإقدام , وبصدر رحب وصبر ورباطة جاش في نفس الوقت.
 
 
 
- وتحمل فخامة الرئيس الحملات الإعلامية الحاقدة التي شنت وما زالت  تشنها عليه
 
صباحاً ومساء وسائل إعلام تلك القوى المتخلفة والحاقدة ,وهي حالة شاذة غير مسبوقة في مراحل أنظمة  الحكم في اليمن والعالم العربي  , وحرص فخامة الأخ الرئيس هادي (حفظه الله) التعاطي بحكمة  وحنكة في التصدي لكافة محاولات التخريب والإرهاب الممنهجة في معظم محافظات الجمهورية وكان
 
للجان الرئاسية التي كانت مثار ازدراء من قبل بعض القوى السياسية والإعلامية والصحفية الناطقة  بإسم قوى المصالح قد حققت أرتياحاً شعبياً وعربياً ودولياً وقطعت تلك اللجان الطريق على مخططات قوى الشر والظلام والإرهاب .
 
وأثبت الرئيس هادي مقدرة فائقة  وشجاعة  نادرة, بتواجده في قلب
 
الأحداث الخطيرة , ولم يسبق لرئيس يمني أن قام بذلك ولعل وجوده في مجمع
 
العرضي بساعة واحده من اقتحامه من قبل إرهاب القاعدة , وكذا  ووجوده في مدينة
 
عمران.. الأمر الذي أضفى  حالة من الأمن والاستقرار والطمأنينة في نفوس
 
المواطنين.
 
 
- واليوم يثبت الرئيس هادي حكمة القائد الفطن وهو يعالج الأزمة
 
الحالية  عقب قيام حركة الحوثي بممارسات استفزازية بنصب الخيام للتصعيد داخل
 
العاصمة صنعاء ومداخلها, حرصاً منه على عدم سفك الدماء  , والوصول إلى حلول عادلة وبالحوار السلمي لتحقيق مخرجات الحوار وبمشاركة واسعة في تنفيذ تلك المخرجات من  قبل كل القوى التي شاركت في الحوار ومخرجاته ودون إقصاء أو تهميش لأحد , وللأسف إن بعض القوى ظلت تماطل وتسوف وتضع العراقيل والإحراجات للرئيس هادي , وبذلك أعطت الفرصة لتيار أنصار الله بقيادة عبدالملك الحوثي ليخرج على الناس وكأنه الوحيد الذي يحرص على تنفيذ مخرجات الحوار , أما مسألة الجرعة فهذه مسألة اقتصادية ويعرف الحوثي نفسه أن إلغاء الجرعة غير وارد ,وأن رحه بهذه الصورة غير حكيم . وكان بإمكانه التوسط في الأمور وعدم الطرح الحدي , وبالنسبة للشراكة في الحكومة وتنفيذ المخرجات فهي استحقاق منذ نهاية واختتام مؤتمر الحوار في 25يناير 2014م والمعاندون وهم يعرفون أنفسهم والشعب يعرفهم ويتحملون ما يجري اليوم من استفزاز إلى جانب تيار أنصار الله .
 
وأثبت فخامة الرئي هادي  إنه الوحيد بحكم الدستور الحريص على
 
حماية المنجزات وأمن الوطن والثوابت الوطنية ,في ظل أن الوطن يعاني  أوضاعاً
 
خطيرة جداً  , وحتماً ويقيناً أن الرئيس هادي سيضع حداً لاختلالات  الحكومة
 
وفقاً لصلاحياته  الدستورية وبدعم شعبي منقطع النظير , ووفقاً  لمخرجات الحوار دون إجحاف أو استضعاف وانتقاص من أحد حتى لا يقو قائل أن الرئاسة تستجيب فقط لسيف القوة وأزيز الرصاص .
 
ولا ننس أن هناك قوى كالحراك السلمي الجنوبي المشارك في الحوار حتى اليوم لم يتم إشراكه في الحكومة كما نصت على ذلك المخرجات والضمانات وظل متمسكاً بسلميته ويثق بالرئيس هادي في إنه سيكون جاداً وحازماً مع جميع القوى المعاندة والقوى الاستفزازية وإلى جانب الشعب والوطن اليمن الاتحادي أولاً وأخيراً والقوى الحضارية والمدنية وفي مقدمتها قوى الحراك السلمي وشباب الثورة .
 
 
- إنها حالة  استثنائية غير مسبوقة  لقدرة الرئيس هادي لبناء يمن
 
جديد للوطن خال من الفساد والابتزاز ومحاولة  الضغوطات .. حفظ الله الرئيس
 
هادي ومتعه المولى بالصحة وطول العمر وسيكتب التاريخ عهده بأحرف من نور.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي