البند السابع الخديعة الكبرى !!!

محمد مقبل الحميري
الاثنين ، ٢٥ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٣ صباحاً
البند السابع الذي وضعت اليمن في إطاره ضمن قرار مجلس الأمن ، هذا البند اعتقد الكثير ان الهدف منه وضع حد للمعرقلين للتسوية السياسية حرصا من مجلس الأمن ومن الدول الراعية للمبادرة الخليجية لإخراج اليمن الى بر الأمان ، فباركته معظم القوى اليمنية كوسيلة أممية لردع المعرقلين ، كما أيدناه نحن المستقلون وأيدته كل قوى ثورة 11 فبراير !!
 
     مرت الايام وتجلت المواقف واخترقت مخرجات الحوار واعتدي على الجيش وعلى مصالح الشعب من أبراج الكهرباء وسقطت مدن وصفيت ألوية عسكرية ونهبت اسلحة الدولة ، ففي البداية كان الجميع متوقع درعاً قويا من قبل الأسرة الدولية ورعاة المبادرة بحق المخالفين ، وإذا بالأيام والليالي تمر وإذا بنا نتعايش مع هذه الجرائم والحكومة والدولة تتعامل معها بتسامح كبيروعفو كريم وتتفاوض مع كل معتدي وتشكل لجاناً رئاسية ، وسفراء الدول العشر يتحركون بغموض يوجهون النصائح للجميع بألفاظ عمومية يناشدونهم ضبط النفس ، وحكومة مغيبة عن الواقع تماماً وكأنها ليست حكومة اليمن ورئاسة تراهن على الخارج،  وشعب تائه لا يدري ما يراد به ، صاحب القرار في هذه البلد.
 
     من خلال ملاحظاتي وفهمي المتواضع وصلت الى قناعة ان البند السابع اعد لفصيل سياسي معين في اليمن ضمن المخطط الإقليمي والدولي المستهدف لهذا الفصيل في المنطقة ، رغم ان هذا الفصيل ممن فرحوا وصفقوا لهذا البند بداية ، وما كان يعلم ان الحبال تعد للفها عليه ، فهم هذا الفصيل الأمر بعد الوقائع المتكررة مما أضعف موقفه في واقع الحياة السياسية وبدأ يضع الف حساب لتحركاته وقرارات ، وربما تحمل مظالم وعدوان ولم يغامر بالرد الصريح عليها وان كان بعض أعضائه ربما واجهوا هذا العدوان هنا او هناك بصفتهم الشخصية والقبلية وليس بصفتهم الحزبية او تحت مظلة التنظيم ، مما جعل طرف آخر يتغول ويتوسع برعاية محلية وإقليمية ودولية في ظل هذه الأجواء التي هيئت له وقلمت اضافر خصومه القادرين على مواجهة فكره وحركته ، لكني اعتقد ان الأمر اذا استمر بهذه السلبية المحلية والإقليمية والدولية فإن ذلك سيجر البلد الى فتنة كبرى وفرز طائفي وحرب أهلية لا يستطيع المرء التكهن بنهايتها في بلد أهلها عبر القرون متعايشون متداخلون متصاهرون لا يؤمنون بالطائفية ولا بالمذهبية يصلون خلف بعضهم دون تطرف او تحسس ، 
 
      فهل كانت المبادرة الخليجية والقرارات الأممية جادة وصادقة مع اليمن وشعبه أم كانت خدعة كبرى ومكيدة لتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وتفكيك الدولة على نارٍ هادئة.
 
   لا شك ان الجميع خطأ بما فيهم قيادة البلد وقيادات الاحزاب والنخب كونهم ارتهنوا للخارج ارتهانا كليا ، ولم يراهنوا على شعبهم وارادته ، في سذاجة لا تليق برجال السياسة وقادة الامم.
 
  السؤال الاهم الذي يطرح نفسه ماهو المخرج وكيف لنا استدراك ما أخطأنا به وكيف لنا ان نحافظ على وطننا موحدا سالما ونحافظ على نظامه الجمهوري ، وتطبيق مخرجات الحوار الوطني .
 
الأمر يحتاج وضوح وصدق  ومكاشفة من قبل قيادة البلد مع الشعب ، وتشكيل حكومة كفاءات تحمل الهم الوطني وتبتعد عن المحاصصة الضيقة التي أوصلتنا الى هذا الفشل الذريع ، كما يتطلب من قيادات الاحزاب ان تدرك أنها كانت جزء من المشكلة وعليها ان ترتقي الى مستوى الوطن وحبذا لو ان القيادات المهلهلة تركت قيادة هذه الاحزاب لكفاءات جديدة تكون بمستوى الحدث الذي يهدد الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ، ويعمل الجميع على البدء بالتنفيذ الفوري لمخرجات الحوار التي اجمعت عليها كل مكونات الوطن واطيافه ، وتتمحور قيادة وطنية كفأة تتعامل مع الخارج بلغة المصالح المشتركة لا بأسلوب التابع الضعيف ، ومالم ينزع السلاح الثقيل والمتوسط من حوزة المليشيات والقبائل وكل الجهات التي تملكه ويبقى بيد الدولة فقط فإننا نحرث في بحر .
 
                                              محمد مقبل الحميري.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي