لماذا خرجنا مع الاصطفاف

مصطفى الظاهري
الأحد ، ٢٤ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١١:٣٤ مساءً
يتساءلون لماذا تخرجون ضد الحوثي رغم انه يطالب بمطالب شرعيه؟
 
نعم قد تبدوا كذلك, ونحن من قبلهم نطالب بالإصلاحات الاقتصادية ونطالب بتطبيق مخرجات الحوار وتغيير الحكومة , لكننا نرفض آن نكون كأولئك الأغبياء أو "المثقفين" المرتزقة مطيه لنزواته ومشاريعه العنصرية الخاصة لأننا نعي و وهو يطالب بتلك المطالب أنهم ليسوا سوى عصابة لم تصل ساحات صنعاء إلا بعد أن عبرت مئات المتارس وأبحرت على سيل من دماء الشعب والجند... فعسكرت على تخوم صنعاء ودخان البارود لا يزال يتطاير من على  فوهات سلاحها الذي ما زال على أكتافها وهي ترعد وتزمجر وتهدد "أنا لسنا هاهنا قاعدون " تارة, وتارة تقول "اقترب الوعد الحق " وكأننا مقبلون على فتح مبين وليست مجرد "مطالب شرعيه"
 
لأننا لسنا من أصحاب الذواكر القصيرة ونتذكر بوضوح أن صعده وعمرن لم يجتاحوها إلا بعد آن بدؤوا بمطالب تسمى أيضا "شرعيه" حين طالبوا بإقالة المحافظين وبعضا من المسئولين فإذا بنا نفاجأ بجحافل بربرية اعتلت الجبال واستباحت المعسكرات وقتلت الناس والجند وشردت المواطنين وأسقطت صعده ثم ألحقت عمران بإقطاعية السيد صاحب الحق الإلهي
 
لأننا نعي جيدا أن من طوعت له نفسه قتل الناس وتشريدهم من قراهم وتفجير مساكنهم لن تنزل عليه فجأة آيات الرحمة فيبحث عن هموم من لا يزال يقتلهم إلى حد اللحظة في الجوف ومناطق أخرى .
 
لأننا نعي أن من عاش أكثر من عشرة أعوام وهو يستنزف اقتصاد البلاد ويدك البنية التحتية للبلد ويعطل مسار التنمية بحروبه العبثية لن يهمه ارتفع الدولار أم انخفض زاد التضخم أم انخفض ,وأذكركم هنا أن قائمه حروبه الطائفية المشئومة لم تنطوي بعد , واقتصاد البلد لا يزال يخسر كل يوم بسبب حروبه الهمجية في الجوف مئات الآلاف .
 
لأننا نعي أن ذلك الذي جافاه النوم وهو يفكر في رفع الغبن عن الناس ويطالب بإلغاء الجرعة هو ذاته من يبيع لهم الدبة في إقطاعيته بـ 5000 ريال في الوقت التي تباع لمن ليس عليهم سلطان بـ 4000 بعد الجرعة  هو ذاته أيضا الذي يبيع الكيلووات من الكهرباء بـ 170 ريال في الوقت الذي تباع فيه بـ 20 ريال بعد الجرعة , هو ذاته الذي يفرض على هؤلاء الناس إتاوات تصل إلى 20% (الخمس) من دخلهم الذي بالكاد يشبع جوعهم ويعولهم في هذه الأيام القاسية , فأين همومك من هؤلاء أيها السيد؟
 
قد يقول البعض مهما كانت غاياته فهذا لا يهم ما دام انه يمارس الوسائل الشرعية للوصول إليها , أقول نحن لم نمنعه من الاعتصام السلمي بل على العكس فقد كنا نناديه إلى ممارستها مذ أن كان يعتلي جبال صعده لكنه أبى إلا العنف ونهج الحروب ,فمشكلتنا ليست مع وسيلته "السلمية" بل مع غايته الأنانية والعنصرية التي شاهدنها في صعده وعمران فإذا كانت الغاية لا تبرر الوسيلة فأهم من ذلك أن "الوسيلة لا تبرر الغاية"
 
لذلك خرجنا لنقول لست هنا أيها الحوثي فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين , نحن من سننزل لنطالب بتطبيق مخرجات الحوار التي من أهمها تسليم  سلاحك وعودتك إلى ببتك... لك ما لنا وعليك ما علينا كمواطنين متساوين في حقوق المواطنة نتعايش في وطن واحد لا نحرمك فيه حق الحرية الفكرية  ولا تحرمنا وتحاربنا في حريتنا الفكرية لك أن تصل  إلى  سدت الحكم لكن باختيار الشعب لك عن طريق صناديق الاقتراع الحرة والنزيهة وليس عن طريق متارس الموت ,خرجنا مع الاصطفاف ضد تمزيق البلاد وإدخالها في مستنقع الحروب الطائفية ,نطالب بدوله مدنيه حديثه تقوم على أسس الديمقراطية  والعدالة والمساواة
الحجر الصحفي في زمن الحوثي