تعز الشموخ والاصطفاف الوطني

محمد مقبل الحميري
الجمعة ، ٢٢ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٣:١٤ مساءً
هذه هي تعز ، تعز الشموخ تعز المشروع الحضاري ، تعز اليمن كل اليمن ، خرجت اليوم بقضها وقضيضها تقول نعم لمشروع الوطن الواحد ، نعم للمواطنة المتساوية ، نعم للوحدة والجمهورية ، نعم لمخرجات الحوار ، ولا وألف لا للمشاريع الضيقة ، لا للعنصرية لا للمناطقية ، لا للسلالة .
 
مسيرة اليوم الخميس 2014/8/21م لم تكن مسيرة واحدة بل مسيرات بجبال من بشر أتوا الى المدينة من مختلف المديريات والعزل والقرى تلبية لدعوة الاصطفاف الوطني ، لم تخرج هذه الجماهير المليونية تلهث وراء مصالح شخصية او مناطقية ضيقة او مصالح حزبية ولكنها خرجت من اجل الوطن كل الوطن رافعة شعار الاصطفاف الوطني من اجل المواطنة المتساوية والوحدة والجمهورية ، لا ترضى بغير ذلك بديلا ، وطالما وهذه هي تعز التي راهن البعض على انه باستطاعته تخديرها وخداعها وحرفها عن مسارها المعتاد فهاهي اليوم تقول لكل الواهمين انتم واهمون فاصحوا من غفوتكم واستيقضوا من سباتكم ، فتعز الثورة والوحدة والحرية لا يمكن ان تتنكر لتاريخها الناصح ولطريق رجالها الأعلام الذين سطروا لنا تاريخا ناصعا بدمائهم ، ولم يبخلوا يوما على وطنهم ، وعلى رأس هؤلاء الاعلام الاستاذ النعمان والشخ محمد علي عثمان والحاج عبدالغني مطهر وأبطال السبعين يوما الذين دحروا الرجعية والكهنوت وعلى رأسهم الشهيد عبد الرقيب عبدالوهاب والشهيد محمد صالح فرحان ، ولا ننسى بطولة وتضحية الشهيد عيسى محمد سيف ، والشهيد عبده محمد المخلافي والشهيد عبد الحبيب سالم مقبل ، والمرحوم الشيخ احمد عبدالرحمن صبر والمرحوم المناضل عبدالقادر سعيد العريقي وكل مشايخ تعز الذين يحملون مشروعا حضاريا ولم يكونوا يوما من الايام متسلطين عابثين ، وأدباء تعز وسعرائها وعلى رأسهم الفضول الذي أنشد ( لن تر الدنيا على ارضي وصيا) ، وكوكبة من المناضلين الشرفاء لا يتسع المقام لذكرهم، فهؤلاء جميعا قدوتنا ونحن على نهجهم سائرون.
 
تعز خرجت اليوم لتقول عمليا لكل اخواننا في صنعاء وعدن وذمار وحضرموت وصعده والضالع وشبوة وكل محافظات الوطن تقول لهؤلاء جميعا إن تعز لن تخذلكم ولن تخذل مشروع الوطن ، ولن تؤتوا من قبلها أبداً ، فتعز الأخ الأكبر الذي يتحامل على جراحاته ليضمد جراحات الوطن ، ويتناسى همومه ليحمل هم اليمن كله ، بكل آباء وشموخ مهما زايد المزايدون ، او تنكر الجاحدون ، او تربص المتربصون ، وسيظل تعز شامخ شموخ جبل صبر المطل على مدينته الفيحاء .
 
الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي نرجو ان تكون قد وصلت إليكم رسالة تعز صافية واضحة فهي تصطف معكم من اجل الوطن ولم تتردد بالخروج تلبية لندائكم للاصطفاف الوطني ، حفاظا على الوحدة والجمهورية والديمقراطية ، رغم الملاحظات التي تسجلها والإهمال الذي طال هذه المحافظة  والمعاناة التي تعانيها ، ولكنها أرادت ان تحمل الهم الوطني معكم وفي نفس الوقت تقول لكم ان الشعب يعاني وان التردد في اتخاذ القرارات الشجاعة يجعل الوطن يدفع أثماناً غالية ، وان عدم المساواة عواقبه وخيمة ، وان الفساد المستشري يجب ان تضعوا له حداً فاصلا ، وان معاناة المواطن يجب ان تكون في مقدمة اهتماماتكم فلا تتركوا الفرص للانتهازيين يستغلون هذه المعاناة لتحقيق مآربهم ، والوطن والمواطن أمانة في اعناقكم ، وان أي حكومة قادمة يختارها الأحزاب والقوى المتصارعة ستكون أكثر كارثية ، ونرحب بحكومة تكنوقراط متخصصة تدرك واجبها يكون ولاؤها للوطن  وتخضع للنظام والقانون وليس للأحزاب التي تمن عليها بأنها هي التي اختارتها ، ولا مانع ان يؤخذ بالاعتبار تنوع الأطياف في تشكيل الحكومة.
 
تحية لتعز الثورة والجمهورية والديمقراطية ، تحية لكل أحرار وحرائر اليمن .. ونمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل ابناء اليمن قاطبة دون استثناء ونناشد الجميع ان يضعوا ايديهم بأيدي بعض لبناء الوطن وفق هذه الثوابت الثلاث ( الوحدة والجمهورية والديمقراطية) .. ولنعمل جميعا على تنفيذ مخرجات الحوار كاملة دون انتقاص منها او التفاف عليها.
 
وصدق الحق سبحانه القائل : (فأما الزيد بيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض)
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي