قد يكون آخر الدواء الكي!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ١٨ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٣٧ مساءً
قبل كل شئ علينا أن ندرك أن ما جرى و يجري في اليمن هو ترحيل للأزمة إلى حين, فطريق الخروج من ترحيل الأزمات كان و مازال يكمن في ثلاثة امور صعبه و في نفس الوقت سهلة ان كبرنا و كبر فكرنا و عقلنا معنا:
 
أولا: مطلوب بروز قيادات جديدة في اليمن يكون هدفها بناء الوطن و المواطن و ليس المتاجرة بأزماتنا، و أن تجعل اولوياتها البناء عبر وضع برامج سياسية علمية واضحة و قابلة للتحقيق بإمكانيتنا اولاً, و التي تتضمن تفصيلا زمني لما يستهدفون القيام به في مجالات السياسة و الاقتصاد و التعليم و الزراعة و الثروات السمكية و المعدنية و توفير الخدمات الأساسية بما فيها الكهرباء و المياه و غيرها و تخفيف الأعباء بحيث تصبح الحياة أكثر تحمّلاً مما هي عليه بالنسبة للمواطن اليمني. لذا في هذه المرحلة الأجدر ان تكون لدينا حكومة تكنوقراط اي حكومة كفاأت بعيدة عن الحزبية و المحاصصة. فمن يريد ان يكسب معركة بناء يدفع بخير ابنائه و ليس اسوأهم مثل فريق كرة القدم لايمكن ان نكسب المباراة من دون محترفين.
 
ثانياً : أن تقتنع الدول العربية و الغربية الشقيقة و الصديقة على قولهم و على رأسها الخليجية، أن ما يجري في اليمن هو شرارة خطر قد تخرج عن السيطرة , بسبب فرض اجندتهم "هم" على الشعب اليمني هذا من ناحية و من ناحية أخرى بسبب طيش و عنجهيه و تخلف مجموعه من أولاده, تهدد الأمن الحيوي لهذه البلدان و للعالم اجمع و ما داعش عنا ببعيد. و الحل بناء شراكة حقيقية مصحوبة بخطة علمية مزمنة لإنتشال الوضع تنمويا, و خاصةً بعد ان صرنا تحت الوصاية الدولية, هذا ان كانوا فعلاً يريدون الخير لليمن و التي اشك فيها.
 
ثالثا: أن يدرك الجميع أن المشكلة اليمنية قبل أن تكون مشكلة إرهاب تهدد مصالح الغرب أو قضية حوثية أو قضية حراك جنوبي تمزق النسيج اليمني او نظام سابق و الذي اساساً كان وجع في الجسم اليمني، هي اعتلال و فشل وظيفي لمنظومة الدولة بسبب حال الارتجال و العشوائية و الفساد المنتشر كسرطان في الجهاز الحكومي قبل كل شي, و ان حوارتهم ونقاشاتهم لم و لن تفلح في انتشال اليمن من معاناته اذا لم يصاحب ذلك تغيير جذري في الجهاز الاداري للدولة اليمنية مع ظهور تقاليد ابداعية جديدة و غير تقليدية.
 
هذا ما وصلنا اليه بعد تجييش الحشود و الاعلام و المناكفات السياسية و المشاريع الضيقة و الطائفية و التي عطلت الكثير من خطوات الاستقرار و التغيير و محصلة ذلك هجرة راس المال و العقول و ترحيل المشاريع الاستثمارية و التنموية في البلد و هدم محور السياحة الهام. لكن في نفس الوقت يجب ان لا ننسى اننا نحن الذي من اثبت للقاصي و الداني اننا عجزنا ان نحكم انفسنا و ندير امورنا فلا داعي اليوم للبكاء من الوضع الاقتصادي فقد يكون آخر الدواء الكي.!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي