الحركات المسلحة الحوثية والاخوانية وثقافة التكفير والتخوين ؟

عبدالله العيدروس
الأحد ، ١٧ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٠١ مساءً
الحركة الحوثية هي حركة اسلامية جهادية تم تأسيسها بنفس الاسس لحركة طالبات باكستان ونهج الثورة الاسلامية الايرانية وثقافة المقاومة لطائفة الشيعية في جنوب لبنان .
 
الحركة اسست نتاج صراعات سياسية شمالية سابقة بين شركاء ثورة سبتمبر فالقوى التي قامت بثورة انقسمت بين قوتان قوه تمسكت بالحركة اليسارية وقوه تمسكت بالاتجاه اليميني  فانتج العنف الثوري وممارسة الاقصاء من الفريق الذي مسك بزمام السلطة.
 
 فأقصى الطرف المنتسب للهاشمين ووجهة الاقصاء لهاشمين الشمال وتم تخفيض التمثيل لقبيلة بكيل في السلطة باعتبارها القبيلة المقربة من النظام الملكي فصعدت قبيلة حاشد ذات الاقلية للسلطة وسيطرت على مقاليد النظام الثوري .
 
 فبعد حصار السبعين تم الاقصى النهائي لتيار الثوري المشارك في السلطة فبعد الدورة الاولى لأول انتخابات ديمقراطية للعام 93م تحالفه القوى السياسية التي اسست المؤتمر الشعبي العام ووجهة جميع الاجنحة لخوض الصراع .
 
فتجمع الحوثيين في مؤسسة سياسية وهي حزب الحق وحصل الحزب في اول دوره انتحابيه على مقعد وبعد حرب العام 94م اصبح الاخوان حزب سياسي له ثقلة فتم املا الفراغ السياسي للحزب الاشتراكي من القوى السياسي الجنوبية وتوزعت بين حزب الاصلاح وحزب المؤتمر .
 
فطلب الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام من الحوثيين المشاركة معه في حربه على الجنوب فشاركت كل القوى السياسية وتقاسموا غنائم حرب الجنوب  بينهم , فمنهم غنم له اسلحه وخزنها وبداء النفوذ لكل طرف منهم يتقوى بعد الحصول على الاسلحة .
 
كان هناك مشروع ديني للحركة المسلحة الاخوانية التي اسست مشروعها السياسي والفكري والايدلوجي مستندة الى الفكر الاخواني لجماعه الاخوان المسلمين وتأسس حزب الاصلاح كفرع لتنظيم الاخوان في اليمن ؛ ثم عمل عملية تحسين لايدلوجية الحزب فخلطها بالفكر السلفي الجهادي الوهابي وتبنا فكر المجاهدين الاخوان كفكر جهادي عسكري وتقرب الى حدا " تنظيم القاعدة الذي اصبح التنظيم العالمي البديل للمجاهدين الافغان ".
 
 ومع وجود السلطة ورغبت صالح في اذابت المذهب والطائفة الشيعية مع وجود الاقلية السنية تم الاستفادة من تأسيس معهد دماج للشيخ مقبل الوادعي ليعاود نشاطه السابق الذي كان الهدف منه تقويض الفكر الحوثي .
 
 خاض النظام سته حروب لإيقاف المد الحوثي عن عاصمة الاخوان عمران حصل فيها الحوثيين على الاعتراف بحقوقهم الثابتة واصبحوا محافظة تحكم بالحكم الذاتي قبل ثورة مصر كانت السعودية تبدو مخاوفها من الحركة الحوثية وكانت تعتمد على العشائر الشمالية من حاشد وبكيل لمواجهة المد الحوثي الشيعي بعد ثورة الربيع العربي وامتدادها لليمن دفع الحوثيين والاخوان اعضائهم ليظهروا بثقل في الثورة الشبابيه للاطاحة بالنظام  الدكتاتوري لعفاش .
 
 فاصبح شعار الحوثيين وصرختهم يسمعها الشعب في صنعاء كما كان يسمع اصوات الثوار الاخوان برغم انهم شركاء في السلطة وعلى ما يبدو ان الديمقراطية لم تعمل فعلا على عدم ممارسة العمل السياسي بين افراد القوات المسلحة فالحركة الحوثية كان لها جناحها في المؤسسة العسكرية والحركة الاخوانية كان لها جناحها بوضوح يمثله الجنرال على محسن والقشيبي ومجموعه من القيادات العسكرية التي يبدو انها استوطنت الفرقة الاولى مدرع .
 
 فبعد الانتهاء من صراع خلع صالح من السلطة وانتخاب الرئيس هادي من قبل الشعب شعر الحوثيين انهم القوه المؤهله لملى الفراغ لحزب المؤتمر والحزب الاشتراكي  فاعلنوا عن تأسيس حركتهم السياسية التي اسموها حركة انصار الله .
 
وعند عقد مؤتمر الحوار الوطني شارك فيها كل الاطراف تقدمة حركة انصار بملف يخص قضية صعدة مقابل ملف القضية الجنوبية وقدم كل طرف جذور قضيته وسبل الحل وخرج الجميع بوثيقة وطنية لمؤتمر الحوار الوطني التي تضمنت وثيقة خاصة بالقضية الجنوبية سميت وثيقة الضمانات والحلول للقضية الجنوبية .
 
 ومع الجلسة الختامية للمؤتمر بداءات المؤامرات لقتل مؤتمر الحوار , لكن القوى الوطنية وحكمت الرئيس  استطاعوا تفويت الفرصه على قوى الشر وتم  الاقرار  بالإجماع على و ثيقة المؤتمر كوثيقة وطنية وتم تشكيل لجنة الاقاليم وتم الاعلان عن تقسيم اليمن الى سته اقاليم اربعه اقاليم في شمال اليمن واقليمان في  جنوب اليمن وتم تطبيق الاسس الدولية وفقا لمبدا الحدود المتوارثة .
 
 قسم الشمال وفقا لما كان يسمى بولاية اليمن في عهد الاتراك وقسم الجنوب وفقا لما كان يسمى بمملكة حضرموت ومملكة اوسان اقتنع الجميع طالما والتقسيم طبق الحدود الموروثية .
 
 ووفقا لحدود الدولتان كانت الحركتان ( الحوثية والاصلاحيه ) تعملانعلى  دفع أبناء  الجنوب لرفض الدولة الاتحادية لكي يتحمل الجنوبيين العرقلة للانتقال لليمن الاتحادي كما كانت تعمل على التحريض لعدم المشاركة الجنوبية بالمؤتمر! لكن  احبط الجنوبيين محاولاتهم وفي حيله سياسيه اظهر الحوثيين انهم يدعموا القضية الجنوبية لكن بين اروقة المؤتمر ضاع الدعم بل انهم من استفادوا من التحالف الجنوبي معهم واصبح لديهم قضية برغم انهم كيان وطني من كيانات الدولة الشمالية وليس كيان سياسي شرك في مشروع الدولة الموحدة.
 
 بدأت الصراعات السياسية والتراشق الاعلامي بين حزب المؤتمر والاصلاح بان الاصلاح يصفي كوادرهم ولان حركة انصار الله والحوثيين لم يكنوا ضمن الاطراف الموقعة على المبادرة الخليجية لم يشاركوا في السلطة التوافقية والسلطة الانتقالية بعد مرحلة التعديل والاصلاحات بدأت الصراعات المسلحة بين الحركتان المسلحة على ارض الواقع في عمران بعد انتهاء الازمه السابقه لأطراف الحرب بالوكالة عن الاخوان من خلال الاستفادة من السلفيين الجهادين في دماج.
 
 فبعد انتهاء صراع دماج وترك المحافظة وتوقيع اتفاقية للسلام بين الحوثيين والسلفيين بقيادة الحجوري اصبح  الطرفان من الحركات المسلحة  التي تمارس سياسة  فرض قانون الامر الواقع فنشر الحوثيين ثقافة التكفير ضد الاخوان فوصفتهم بالتكفيريين وهدمت مساجدهم ومنازل بعض رموزهم استفاد الحوثيين من دعم القوى التي مورس عليها الاقصى والتهميش في عمران للانضمام للحركة المسلحة فتم احتلال عاصمة الاخوان وطردهم في ظل  وجود قوه عسكرية في المحافظة يعود انتماء قائدها لجماعة الاخوان .
 
استطاعت الحركة الاخوانية ان تلعب بهذه الورقة وتدفع بالدولة والجيش الوطني الى حرب الدفاع عن عمران عاصمة التنظيم الاخواني فرفضت المؤسسة العسكرية التدخل في الصراعات والحروب الاهلية لان الطرفان يملكون اسلحة ثقيلة ومتوسطة وهم اطراف سياسية في مؤتمر الحوار وقعت على وثيقة الوطن وملزمة بها .
 
فكان موقف القوات المسلحة هو الحياد وحماية حدود الدولة والمواقع الاستراتيجية وأثناء ذالك كان يتم  ممارسة الارهاب الفكري لطرف الاخوان الاصلاحي الشريك في السلطة التوافقية والانتقالية فكانوا يمارسوا الضغوط على السلطات لاستخدام امكانيات الدولة والجيش الوطني في حرب استنزاف للدفاع عن عمران .
 
سجلت اللجنة الرئاسية كل الخروقات وانتهاء الصراع وزار رئيس الدولة المحافظة وكان الجميع من المواطنين يعتقدون ان الصراع صراع  عباره عن عنف وتصفية حسابات لمراحل سابقة وخاصة ان الصراع لم يستعدي كل ابناء المحافظة بل رموز منها .
 
 الحركة الحوثية  ازدادت أرهابا واصبحت تعلن ان لديها مشروع المسيرة القرائية فتحشد قواتها وتحرض ابناء المحافظات على بعضهم البعض مستقلة حالات الصراع السياسي والاجتماعي والديني فنقلت الصراع  الى الجوف برغم انها قد قامت في اوقات سابقة بنشر بعض النقاط اظهرت الحركة تحالفها مع عفاش ليس لأجل عفاش بل لان النفوذ القبلي الذي يملكه عفاش هو مع قبيلة بكيل بعد تخلي حاشد عنه وتخلى عنها ومع الصراع العشائري .
 
وجد شيخ مشائخ بكيل ناجي الشائف ان هناك مصلحة في اضعاف الشيخ صادق الذي نصب شيخ مشائخ اليمن خلفا" لوالدة فاصبح أضعافه يشكل قوه لزعيم بكيل فلم تتحرك بكيل ضد المد الحوثي الى محافظة الجوف فاصبح هناك تحالف مبطن بين الحوثي وعفاش عبر طرف ثالث وهو الزعيم القبلي المؤتمري الشيخ الشائف .
 
تطور الصراع الى الشرق ووصل الى محافظة مارب معقل السنه ومنطقة الخطر لإدخال اليمن في حروب اهلية طائفية شيعيه سنية ومع العمليات الارهابية في محافظة حضرموت وحادثة ذبح الجنود من قبل التنظيم الارهابي والتصريحات التي اطلقها بان الجيش تحوث وان الجنود هم رافضين فستغل الحوثي الحادث كما استغله الاخوان بإيجاد تحالف في منطقة خلف النفوذ الحوثي بالنسبة للاخوان .
 
وبالنسبة للحوثيين ايجاد منفذ للحركة ومشروع حلم لتغيير الخارطة لدولة الاتحادية فلم يكن اليمن يسمع بثقافة التكفير ولم يكن يسمح بثقافة التخوين الحركة الاخوانية تحرك اعضائها للتظاهر لإقالة وزير الدفاع متهين له بالخيانة في سقوط عاصمتهم ودعم الحوثيين لتغطية هزيمتهم وفشلهم  .
 
القوى الارهابية تعمل على اسقاط الدولة وعلى وجهة الخصوص في المحافظات فلم تدين الحركة الاخوانية الفاعليين لجرائم الارهاب بل تدين الفعل ولم يسمع الشعب من جمعية علماء اليمن التي يسطر عليها الاخوان دعم لدولة والجيش الوطني وتحريم التنظيمات وافعالها وعلى المستوى الشعبي لم يسمع الشعب ادانه واستنكار لجرائم الحركة الحوثية والحركة الاخوانية .
 
  ويعملون لخلق الفوضى  من خلال مبداء التظاهر السلمي لإسقاط الحكومة تحت أذرع مختلفة  ثأره باسم الفساد وتاره باسم الانفلات الامني وتاره باسم التدخل الدولي لمحاربة الارهاب من خلال استخدام القوه الجوية لتحالف لطائرات بدون طيار وهي خطط مبطنة يريدون عبرها جر البلد الى نفق مظلم  .
 
فبرغم  من المبادي التي اطلقها الرئيس هادي للاصطفاف الوطني ضلت الحركة المسلحة الحوثية والحركة المسلحة الاخوانية تدعم انهيار اليمن وجرها الى نفس مخطط تدمير أفغانستان من خلال تبادل الادوار و الاعمال التي تقوم بها  بعض الجهات  اليمنية التي تعتبر قوى سياسية وشريكة في مؤتمر الحوار والتنظيمات الارهابية جميعهم يعملوا لتحقيق هدف تدمير اليمن  اليمن وايصالها لدولة الفاشلة من أجل الحفاظ على مصالحهم والاستمرار بنهب ثروات الشعب .
 
 فلم يستفيد الشعب من تواجدهم سوى نشر ثقافة التكفير وثقافة التخوين وجميعهم  يعملون على  تدمير المشروع الاتحادي اليمني فقرار الدولة السعودية باعتبارهم تنظيمات ارهابية كان قرار صائب يصب في مصلحة الامن القومي السعودي ولكن  اليمن من الصعب اتخاذ مثل هذ القرار دون الدعم الشعبي ولن يتحقق ذلك الا عندما يكون شعار اليمنيين اليمن فوق الجميع .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي