الإخوان المسلمين اخطاؤهم والهجمة الشرسة عليهم

محمد مقبل الحميري
الثلاثاء ، ١٢ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١٢:٥٩ مساءً
‏الإخوان المسلمين بشر ككل البشر لهم أخطاءهم وسقطاتهم البشرية ، ولكنها أخطاء بشرية قابلة للإصلاح والتعديل ولا ترتقي الى مستوى الجرائم وسفك الدماء ، وبالمقابل لهم تاريخ مشرف في قضية فلسطين منذ بدايتها في 48م وحتى اليوم لولا الخيانات العربية التي خذلتهم ، وكانت سبب النكبات المتواصلة في الدول العربية عامة وقضية فلسطين خاصة من قبل هذه الزعامات الخائنة ، وتأملوا معي العدوان الإسرائيلي على غزة أثناء رئاسة الرئيس الشرعي محمد مرسي القادم من قلب حركة (الإخوان المسلمين )والعدوان الإسرائيلي على غزة أثناء رئاسة الرئيس المنقذ السيسي الذي حرر مبادرة مصرية لم تجرؤ اسرائيل نفسها ان تحرر مثلها نطرا للشروط التي فرضت فيها على حركة المقاومة الفلسطينية بما يضمن القضاء علي المقاومة وأي مقاومة قادمة ضد الاحتلال، وأثبتت الأحداث والوقائع أن الاخوان من الشرفاء الذين يحملون هم الأمة ولكنهم ليسوا الوحيدين الذين يحملون هذا الهم ، وان كانوا أحياناً ينفردون في المقدمة ، ولا نبريهم من أخطاء وتجاورات يرتكبونها أحيانا ، ولكني أكرر أنها أخطاء قابلة للعلاج ، وهم بحاجة الى ان يراجعوا بعض المنهجيات في تربية أعضائهم يتجنبون بها الأخطاء التي تنفر الآخرين منهم وتجعل المغرضين والحاقدين عليهم يدخلون من خلالها لدغدغة مشاعر العامة للأساءة للإخوان ونفث سمومهم ضدهم ، ولا شك ان هذه الأخطاء البسيطة التي يهمل الإخوان سرعة علاجها تسهل للحاقدين مهمتهم ، واليوم الهجمة شرسة على الإخوان ورماهم الأعداء  من الداخل والخارج بقوس واحدٍ ، من العرب والعجم والصليبين  والشرق والغرب ، ولا شك ان هذه الهمة رغم شراستها وإيلامها الشديد جداً وإيداع الآلآف منهم في سجون بعض الدول العربية طلما ودوانا وقتل البعض الآخر تنفيذاً لمخطط اكبر مملي على القائمين على هذه الجرائم من قبل أعداء الأمة وخير شاهدٍ ، موقف حماس في غزة وثباتها الأسطوري وهي بنت الحركة الإسلامية ( الإخوان المسلمين) والتي شرفت الأمة كلها وهي تدافع عن شرف وكرامة الجميع ، وبالمقابل التحالف المخزي الذي تجاوز قيم الدين والقربى والعدل والإنصاف من قبل بعض الزعامات العربية مع الكيان الغاصب المدنس لأولى القبلتين وثالث الحرمين وضد المقاومة الفلسطينية في غزة أطهر مقاومة في هذا العصر ، هذه المواقف الخائنة للدين والعروبة لم نشهد لها مثيل ، وهذا الإجماع الحاقد على المقاومة في غزة ما هو إلا شهادة براءة بصدق توجههم وخطرهم على العدو الصهيوني الغاصب وعلى أعداء الأمة  ، ولله در القائل :
قولوا لمن بصروف الدهر عيرنا....هل عاند الدهر إلا من له خطر،
 
       جرت العادة ان من يقول كلمة حق بحق الاخوان المسلمين يرد عليه مباشرة انه منهم وان كلامة هذا ماهو الا حق وثبت على انتمائه ليشككوا بآرائه ويقللون من شأنها وحتى لا يسمعها الباحثون عن الحقيقة ، ولكن مثل هذا الكلام الذي يراد منه ان من يريد تبرأة انتمائه للاخوان ماعليه الا ان يهاجمهم ويركب الموجة في اتهامهم ، والله ان مثل ذلك لن يجعلنا نفجر في الخصومة وندنس كرامتنا بالافتراء عليهم لنكسب الشكر بالباطل فنخسر انفسنا امام الله وامام انفسنا ، اقول كل ماذكرت وشهد الله أني اختلفت معهم كثيرا وأول دائرة وقعت فيها المواجهة بين الإصلاح وبين الآخرين عام 2003 م قبل الانتخابات النيابية مباشرة كانت دائرتي ، ومعظم ابناء تعز المهتمين بالشئون السياسية يعرفون ذلك جيدا ، واجهوني وواجهتهم ، كادوا لي وكدت لهم ، عنفوني وعنفتهم ، ولا زال البعض منهم يحمل في نفسه عليّ الى اليوم ، ولكني أتمثل قول الحق سبحانه : ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) ، 
 
قبل الختام أهمس في أذن قيادات الإصلاح وفي أدان كل كوادره فأقول لهم انتم احد أمل هذا الشعب ، رغم الهجمة الشرسة ، ولكن اذا تخليتم عن الانعزال والتمحور حول بعضكم وانفتحتم على الآخرين انفتاح حقيقي ، وقدمتم الاكفأ والانزه في أي منصب يعرض بعيدا عن التعصب الحزبي والانتماء السياسي او القبلي او أي اعتبار مخلٍ ، واندمجتم مع المجتمع اندماجا كاملا واحتظنتموهم بحب وعاطفة صادقة ورجياشة ، وتناسيتم أي صراعات او خلافات مع الآخرين من أجل الوطن وسلكتم مسلك التضحية والايثار على مسلك الكسب والأثرة من اجل الوطن الذي يمر بأخطر مراحله ، فأنتم الأكثر تهيئة من أي قوة أخرى إذا سلكتم هذا المسلك ، ولا ترهبكم هذه الهجمة التي تستهدفكم ، ولا تكرهوها وعساها تكون خيرٌ لكم لتصحيح مساركم ، فأنتم بشر مثل كل البشر لستم في غنى عن النقد والمراجعة المستمرة لمسيرتكم ، فوسعوا صدوركم وخذوا نقد الآخرين بعين الجد والمسئولية ، ولا تأخذكم العزة بالإثم فتستصغرون نقد الآخرين ونصائحهم وتعجبون بآرائكم ومواقفكم ، فآفة الرأي الهوى ، وقد تعلمنا انه لا تجود جهة او شخص مهما علا شأنهم اكبر من ان يقدم لهم النصح ، وليس هناك شخصٌ أصغر من ان يَنْصَحْ .
 
وفي الختام هذه نصيحة أردت أضع فيها خلاصة ما أراه صائبا وأؤمن به بغض النضر عن ردة الفعل من قبل هذا او ذاك ، فالحياة موقف والكلمة أمانة .. فإن أحسنت فيما ذهبت اليه فمن الله وان أسأت فمن نفسي ومن الشيطان .
 
       والله من وراء القصد وهو الهادي الى سبيل الرشاد.
 
 
* عضومجلس النواب/عضومؤتمرالحوارالوطني الشامل.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي