عن العراسي.. وصحافة المقايل

كتب
الاثنين ، ٣٠ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١٠:٣٤ مساءً
  غمدان اليوسفي جمعتنا بالسكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية الأستاذ يحيى العراسي جلسة غداء ومقيل في منزله بمعية مجموعة من الصحفيين.. كان اللقاء للتعارف وجلسة ودية كأي مقيل في منزل أي سياسي. فجأة عند السادسة مساء نشر في موقع (عدن أونلاين) خبر لم أقرأه ولم أعلم به إلا يوم أمس، أي بعد أربعة أيام، مفاده أن العراسي تحدث في ذلك المقيل عن جامعة الإيمان وعن الزنداني وأنه يجب إغلاق جامعة الإيمان لأنها تخرج إرهابيين. حين قرأت الخبر شعرت أن مهنة الصحافة أصيبت بتلوث هائل وهي بحاجة لنوع من التنقية والتحصين والحجر الصحي الأخلاقي إذا لزم الأمر، كون الجراثيم انتشرت بكثافة خلال الأزمة التي مرت بها البلاد وقبلها أيضاً بقليل. مادار أثناء الغداء وفي مقيل السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية كان مجرد نقاش حول المبلغ الذي صرف للشركة المقاولة لجامع جامعة الإيمان وبشكل اعتيادي وصلنا لما يشبه قناعة بين الموجودين بما فيهم العراسي أن الموضوع كان يفضل التأجيل بالبت فيه وليس وقته الآن، في حين قال العراسي أساساً إنه ليس لديه تفاصيل حول الأمر. ربما ما أكتبه هنا ليس دفاعاً عن العراسي بدرجة رئيسية بقدر ما أدافع به عن نفسي أولاً كوني كنت متواجداً وشاهداً بما دار، وهذا لنفسي أولاً وللحقيقة خصوصاً بعد أن احتفت وسائل إعلام كثيرة بخبر (عدن أونلاين) بكل ما احتواه من تشوهات خلقية وأخلاقية. لست أدري كيف تورمت كلمة العراسي وخرجت عن السيطرة وأصبحت فجأة مطالبة بإغلاق جامعة الإيمان. ربما يتخوف كثيرون من الرجل بأنه سيصبح بورجي آخر وهذه إساءة ربما له بالدرجة الأولى وإساءة لعبد ربه، فالعراسي ليس بورجي وعبد ربه ليس علي صالح، وحل التوجسات ليس بالكذب الممقوت وفبركة أخبار (مخيطة بصميل). الأدهى من فبركة خبر الزنداني ماجاء في خبر الموقع حول تغيير سمير اليوسفي وأن العراسي قال إن التغيير جاء بسبب رفض اليوسفي نشر إضاءة للرئيس عبد ربه في (الجمهورية). هناك قلة عقل ربما، وأحياناً (قلة أدب صحفي)، وبرغم أني لست مقتنعاً بحكاية تغيير سمير اليوسفي إلى هذه اللحظة لكني هنا أدافع عن الحقيقة كشاهد، فالعراسي لم يذكر اليوسفي لا بسوء ولا بخير، وتحدث بما ظهر في وسائل الإعلام من ترشيحات وبينها ترشيح اليوسفي كوكيل لوزارة الإعلام بدون كل هذا التهويل وابتكار الحكايات السمجة. وبمناسبة ذكر موضوع «الجمهورية» وسمير اليوسفي لم أعرف حتى اللحظة ما الغرض أساساً من تغيير اليوسفي خصوصاً أن الرجل على علاقة جيدة بموظفيه والصحيفة عاد لها وهجها واعتبارها وأصبحت الأكثر انتشاراً الآن؟. ربما هناك تذمر من السقف العالي للمادة الصحفية والذي فتحته الصحيفة لجميع الأطراف، وإذا كان هذا هو الحاصل، فالأمر ظاهرة صحية وإن لم يكن كذلك فليحل بالنقاش مع اليوسفي وليس بالعقاب، إذا كانت بعض الأطراف كما تقول تريد التهدئة الإعلامية. صحيح أنه يجب التغيير مهما كان الأمر، ونتمنى مع كل هذا أن يتم التغيير للأفضل، وأن يتم مساعدة الصحيفة لكي تتمكن من طباعة عدد أكثر من النسخ لأنهم يعانون حالياً من الأمر. في الأخير نحن بحاجة لقليل من الأخلاق تعود لهذه المهنة، وخبر كالذي نشره موقع عدن أونلاين يستحق لفتة من نقابة الصحفيين ومن الصحفيين أنفسهم بأن يقولوا لأمثال هؤلاء: “عيب، كفانا حرائق”.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي