يوما بعد الانهيار العظيم !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ٢٩ يوليو ٢٠١٤ الساعة ١٠:١٧ مساءً
بعد جمعة الكرامة النظام لم يستطع أن يمتص الصدمة بعد الانهيار العظيم لأجهزة الدولة و انشقاق علي محسن والسفراء . كان ذلك اليوم هو أخر يوم في نظام صالح . على محسن و حميد الأحمر و الشيخ الزنداني و غيرهم الكثير الكثير و منهم ايضا الحوثين, كان لهم الفضل الكبير بدون شك في سقوط النظام, الغريب أن الحراك ظل خارج الحدث لذلك سوف يخسرون في القسمة كما هي العادة . 
 
الرئيس صالح انتقل إلى السعودية و بداء الثوار و الإطراف اقتسام السلطة حسب الاستحقاقات الثورية التي لن يستطيع الشعب أن ينازعهم عليها, لن ينظر احد الى المظاهرات في تعز او اب او الحديدة فهن مجرد تحصيل حاصل و لن ينظر احد وقتها إلى اسر الشهداء والجراحة وقت القسمة . 
اللواء على محسن لن يستطيع أن ينازعه الآمر احد و كان هو رئيس المرحلة لأنه حسمها هو بالفرقة الأولى مدرع و قد تم الاتفاق مع الإصلاح على 4 سنوات انتقالي و ثلاثة نواب رئيس . العميد القشيبي محافظ لعمران و بيت الشيخ الأحمر سوف يكون لهم فضل أخر كما حصل في مؤازرة الشيخ الأحمر الأب للثورة في 62 ,فبناء في داخل الدولة دولة له بمثل تلك المؤازرة ولا داعي أن احكي اكثر من ذلك فما العجب أن طلبوا أيضا ثمن لذلك اليوم.
الإصلاح سوف يسعى بعد النصر إلى تملك الحكومة و أخونة مفاصلها و كل شيء في المجتمع و سوف تتكرر التجربة المصرية هنا و لكن بنوع اشد لاسيما انه لا يوجد في اليمن أقباط. الشيخ الزنداني مع مجموعاته سوف يستنسخ هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, و التي كان قد بدء فيها أيام النظام السابق. الشيخ حميد الأحمر دعم في الثورة و جاء الوقت بعد سقوط النظام أن يطالب باستحقاقات تجارية او سياسية اقلها نائب رئيس جمهورية و ليس مستبعد حقول النفط الباقية, فهو لم يكون له أي صفة رسمية بعد التغير و يستقبل كرئيس وزراء عند مرسى مثلا. لذلك اقل طلب هو تسهيلات تجارية و احتكارات و نائب رئيس وقتها و هذا حقه وقتها.
 
المنشقون من طابور النظام السابق سوف يعودون من الباب الثاني و مش مستبعد وقتها يربون اللحى. المؤتمر الشعبي سوف يتم استئصاله برغم الكوادر الموجودة فيه كما حصل في مصر مع الحزب الوطني الديمقراطي. الشباب سوف يصلون إلى مناصب قيادية من دون خبرة إذا كانوا متحزبين و يجيدون الخطابة و الصراخ و سوف يعملون على إلغاء الأخر, و قد رأينا الشباب و غيرهم في الحكم الرشيد و العدالة الانتقالية في الحوار كيف انتقموا من المغتربين و أصحاب الجنسيات الأخرى في أول فرصة كانوا الأجدر ينتصروا للمبادئ و لكن العجرفة و عدم تفهم متطلبات العصر او الوضع أظهرت الأقنعة, وما المصالحة هذه الأيام إلا برهان سبق و ان نبهت منه أثناء الحوار و أنهم لن يعزلوا صالح او نظامه و إنما المغتربين و الكوادر في خارج الوطن و لم يفهموا ذلك . 
 
الحزب الاشتراكي سوف يحاول أن يمشي مع التيار و سوف تعطى رئاسة البرلمان الدكتور ياسين مرة أخرى و مش مستبعد يسمو حزبهم وقتها الحزب الاشتراكي الإسلامي . ألقوميين تحصيل حاصل و اكبر شيء سوف يكون منصب مستشار لحزبهم. 
الحوثيون سوف يعدوا للكفاح المسلح في صعدة كما هو الحال, الشهداء و الجراحة سوف يكون لهم اهتمام افضل بعد القسمة لكن سوف نتفاجاء وقتها أنهم ليسوا 2200 و إنما اضربوهم بعشرة إن لم يكون عشرين. طبعا هذا في حالة أن النظام سلم و هرب و أنصاره تقبلوا ذلك من باب الصدمة في الحدث.
 
نسيت أن أقول لكم أن النائب الثاني وقتها سوف يكون عبد ربه منصور هادي أم الثالث فهو من نصيب حمود المخلافي. بنت كرمان سوف تكون من غير نوبل و سوف تكون مديرة لقناة تلفزيون على اغلب الأحوال; و لكم أن تتخيلوا البلد كما تشاءون فلن تحدو كثير عن ذلك. و يظل السؤال مطروح, هل سوف يكون حالنا أفضل مما هو عليه الان؟
و مختصر الأمر نحن لم ندافع على قيم لا في الثورة و لا بعدها و لا في الحوار و لا بعد الحوار. لم نفهم أن الثورات قيم لا تتجزأ و ﻻ يمكن تدعم الثورة بمكان و تقف ضدها في اخر . فعندما لم ندرك ان القيم لا تتجزأ استبدالنا النظام فقط و ليس الفكر. فهل كان انتصار الثورة بمثل هذا السيناريو كان سوف يوصلنا إلى دولة المساواة و العدالة و المدنية .
 
فهذه حكومة الوفاق الم تخرج من رحم الثورة حتى و ان كانت مناصفة من الثوار, و كثير من الشباب الم يدبرون امورهم و تركوا المفاهيم في رفوف الذكريات, و هذه لجان لم نرى للكفاءات فيها مكان و إنما سابوهم للمنتديات, و هذا حوار لم يستقطب فيه خير ما في الوطن و هذه صراعات من دون قيم، فماذا صنعوا إلى الآن غير استنساخ للأمور السيئة السابقة. فانتصار الثورة تقاليد و عادات جديدة نموت فيها, من اجل كرامة إنسان واحد او من اجل مبدأ هو أساس. فهل حصل مثل ذلك؟
 
تعرفون لماذا إسرائيل تنتصر علينا العرب؟ السبب بسيط و ليس معقد , هم ينتصرون للشخص و القيم و نحن عكس ذلك, فمثلا حتى نفهم ذلك هم وعدوا ابنائهم المقاتلين أن يعودوا بهم إلى البيت مهما كلف الأمر و الثمن. لذلك يذهب الجندي يقاتل و هو يعلم أنه سوف يعود حتى و ان مات او اختطف. و نحن عندنا ثلاثة دكاترة من الجامعة مخطوفون في مأرب منذ ثلاثة اشهر و لم يسأل احد عنهم لأنهم يمنيين. و عندنا الجرحى لم تعرهم السلطة و المجتمع اى اهتمام, إلا بعد أن سمع العالم صراخهم من الألم.
 
هذا هو الجزء الأول, في الجزء الثاني هل نحن في الاتجاه الصحيح أم عاكسين خط في الوضع الحالي!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي