الرئيس هادي و ابو جعفر المنصور!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ٢٥ يوليو ٢٠١٤ الساعة ١٢:٢٢ صباحاً
لو كان هناك طرف يسعى للإنقضاض على السلطة، كان ذلك حدث اليوم من حيث أفضلية الترتيب الزمني و المكان و الشحن العام، مما يعني ان الدولة ليست هشة. لقد كانت جنازة العميد القشيبي مثلاً احسن فرصة حتى تكون الشرارة لفرض امر واقع سوف يتم تقبله من اطراف كثيرة في الوقت الراهن، لو كان هناك طرف اخر يريد التخلص من الرئيس هادي فعلاَ. 
 
لكن يبدو ان الرئيس هادي كان يدرك ذلك و يدرك ايضاً انه لو لم تكن الحياة صعبة في اليمن لما خرج اليمنيين من بطون امهاتهم يبكون، كما ورد. و حتى يفوت أي فرصة لمثل ذلك لم تصل جثة العميد القشيبي الا بعد ان هدأت الأزمة في قلوب الناس و تقبلو الامر الواقع. الغريب ان الكهرباء عادت الى عمران و حجة و صنعاء بشكل افضل و معها المشتقات النفطية و المنحة السعودية، و كأن اللواء 310 هو السبب، او ان الدولة تريد ان تكافئ الشعب على هدؤ القلب و هدؤ الأعصاب و هدؤ الحياة و الجلوس في البيوت وسط تراكم الازمات.
 
الرئيس هادي أذكى كثيراً من سلفه و خصومه و لديه صبر و هدو لا يتوفر عند سلفه، فهو لا يريد ان يظل رئيس توافقي يتجاذبه الجميع كما في السنوات الأولى، و انما اكاد ان اكون على يقين انه قرأ "سياسة المنصور" في مسك زمام الدولة.
 
فهناك اليوم شبه كبير بين ابو جعفر المنصور و الرئيس هادي، حيث ان الاول لم يمسك امور الخلافة الا بعد إزاحة أبو سلمة الخلال، و عبدالله بن علي، و اخرهم ابو مسلم الخرساني، و الذين كانوا اساساً دعائم الثورة وقتها و وصول بني العباس الى الخلافة. و اليوم الرئيس هادي يمسك زمام الأمور، بالذات بعد أن أزاح بيت الاحمر، و علي محسن، و الاصلاح في المحصلة من فرض ارادتهم و نفوذهم بإستحقاقات ثورية كما كانوا يظنون. جميع هذه الاطراف لن تستطيع ان تصرح تصريح مختصر او تنديد، لان راس مالها بالنسبة للرئيس هادي فتح صنعاء امام الحوثي، و الذي لن يكتفي الا بعد ان يفجر بيوتهم في صنعاء و يسحبهم واحد واحد، و بالذات قائد الحروب الستة.
 
لذلك سوف نرى في مقبل الايام ان الجميع سوف يلتزم الصمت و سوف يطالبون بالدولة المدنية و نزع السلاح، مش حباً في المدنية و انما من اجل ان ينامون بهدؤ من دون شبح الحوثي و تفجير البيوت.
لم يبقى الا ان يردد الرئيس هادي عبارات ابوجعفر المنصور "اليوم صارت خلافة عباسية خالصة لا ينازعنا الملك احد، امانة نتورثها جيلا بعد جيل الى ان نسلمها الى المهدي المنتظر". 
 
و خلاصة الامر زيارة الرئيس اليوم الى عمران لها أهميتها و توصل لجميع الاطراف رسائل هامة كلاَ يفهمها على حسب نيته هو لا على نية غيره، و ربنا يستر ماتكون "نهاية المحنش للحنش" على قولة أحد الزملاء.!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي