مساعدات المؤسسات الخيرية لا تساوي ما تنفقه على الدعاية والإعلان

مسعد غليس
الخميس ، ٢٤ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠١:٤٣ صباحاً
 
فى كل عام يهل علينا شهر رمضان الكريم  ، وتهل معه التباشير بقدوم الشهر الذي طال انتظاره عند المسلمين بفارغ الصبر ، وبحجم المكانه و الشعائر التى يتميز بها شهر رمضان لدي المسلمين يقوم كل مسلم باستغلال هذا الشهرالكريم بالطاعات والاستغفار والرجوع الى الله وتقديم كل ما يمتلكه الفرد لكى يفوز بمرضات الله.
 
فى اليمن....توجد شريحه كبيره من المجتمع تعيش تحت خط الفقر حسب تقارير ودراسات وبحوث اعدتها عدة جهات متخصصه ، وبرغم الاوضاع الاقتصاديه المترديه التى تمر بها اليمن وشحة الدخل القومي وقلة الامكانيات لدب الدوله من ما شكل عجز كبير لتوفير سبل الراحه والعيش الكريم للمواطن اليمني...
 
الاسر اليمنيه تحصل على قوت يومها بعد مشقه وتعب ، سوى بكد وتعب ما يتحصل عليه عائل الاسره الذى لا يكاد ان يكفى ما يتحصل عليه من اجر يومي لتغطية احتياج الاسره ليوم واحد من الاحتياجات الضروريه ، الامر لا يختلف عند الموظف اليمني فالمرتب الذى يتقاضاه عدد من الموظفين والجنود لدى الحكومه والقطاع الخاص التى يظهر ضئالت وعجز المعاش عند اقرب وعكة صحيه يتعرض لها فرد من افراد الاسره ويستوجب عليه بعدها الدخول فى اقرب مركز صحى فيجد نفسه عاجز عن تسديد فاتوره العلاج ، فتسوقه الحاجه الى التدين حتى يستلم مرتبه، اوبيع ما يمتلكه في منزله من كيس بر (حب) او دبه غاز.....الخ .
 
تزيد حجم المعاناه عند المواطن والموظف البسيط  بالتساوى ، عند قدوم شهر رمضان الكريم ويتليه عيدى الفطر والاضحي ، فمتطلبات كل واحد منها معروفه وضروريه ، ويتوجب على عائل الاسره توفيرها لكى تعيش اسرته بشئ من السعاده والهناء...حتى ولو كانت ايام معدوده.
 
باليمن وفى رمضان...تشاهد الاعلانات والضجه الترويجيه تملاء الشوارع والصحف وشاشات التلفزه... وغيرها من وسائل الاعلام ، فيقودك الفضول الى الاطلاع على ما يتم توزيعه على الاسر الفقيره والمحتاجين من افراد المجتمع ، حينها ستجد نفسك مشفق ومتعاطف مع اطفال صغار وارامل ثقالا وعجائز كبار ذكور واناث ، ساقتهم الحاجه الى الوقوف وسط الشارع بين حر الشمس و صكيع البرد ناهيك عن الجوع والعطش الذي يعتصر بداخلهم بسبب الصيام ومكوثهم الطويل بشكل طوابير امام بوابه الجمعيه الفلانيه او المنصه العلانيه...وقتها يسارع المشرف الاعلامي لتلك الجهه ، بإخذ كيمرته والتقاط الصور ومقاطع الفديو لجمع من الناس البسطاء والمحتاجين ، ويصور ما يتم توزيعه على المواطنين من سله غذائيه..او قطمة سكر او رز او كيلوه تمر.... وقتها تصيبك الدهشه وقد تجد نفسك عاجز عن اخفاء دموع تدحرج من عينك من الالم والحسره والرحمه بحال تلك الطوابير من البشر امام تلك المؤسسه او المنظمه او الجمعيه... وما تقدمه من مساعدات قد لا يتراوح قيمت ما يعطوه للفرد الواحد الفين ريال ولا انسي بإن ما يوزع على الفقراء من ارداء الانواع والاصناف من المنتجات او من شارفت على انتها الصلاحيه ، لا شك بعد ما تشاهدة من طوابير وما يتم توزيعه يقودك الفضول الى التسائل عن موارد تلك المنظمه او الجمعيه وبرامجها التنفيذيه ، فتطرح سؤلك عن حجم الدعم و المساعده التى يتلقوها  وعن الاليه التي يتم التوزيع بها...؟؟؟ ولاكن لا تجد لسؤالك اجابه عند مسؤلي تلك الجمعيه او المنظمه او..او...الخ.
 
بكل تأكيد كل يغني على ليلاه....قد اكون مجازفا ان قلت بإن اغلب تلك المنظمات والجمعيات والمؤسسات لا تقوم بالدرجه الاولى بإيصال رساله انسانيه واجتماعيه و توزيع ما استائمنو به من اصحاب الخير ورجال الاعمال لمساعدة بعض الاسر المعدمه واحياء روح التكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع اليمني ، ولكن هدفهم الاول والاساسي هو الجراى وراء اطماعهم واشباع خزائنهم من المساعدات التي يتلقوها من الداخل والخارج....كيف لا والتكتم والسريه معتم على اروقة هذه الجمعيه او تلك  المنظمات والمؤسسات والتلاشي من التحدث عن حجم الدعم الذي يتلقوه وكيف يتم توزيعه...!
 
شكرا لمن ادوء الامانات الى اهلها ، شكرا والف شكر لرجال يعملون بصمت مرتجيين مرضات الله  صدقوا ما عاهدوا الله عليه فحرصوا بانفسهم وتفقدوا احوال المعسرين وطرقوا ابواب الفقراء والمساكين لايصال ما وهبهم الله من نعمة ومال الى الحالات المستحقه فإسعدوا اسر بما جادوه لهم بسخاء وكرم واغنوهم من فضل الله.
 
مقترحات سريعه 

ماذا لو تم التنسيق بين تلك الجمعيات والمؤسسات والمنظمات وعبر نقابه تقوم بتوزيع الادوار بينها ، وتتكفل كل جهه بتسجل حالات من الاسر الفقيره وتكون بصوره دائمه مسؤله عن توفير احتياجات تلك الاسره على طول العام.
 
كيف لو قامت اي جهه بتكفل عشرين اسرة وتوفر لهم جميع احتيجاتهم بل عن ما توزعه على مئه او مئتان اسره من قطمه سكر او رز اوغيره.
 
لماذا لا يستغلون الاموال التى تهدر و تنفق بالدعايه والاعلان ...وهناك من هو بالحاجه اليها.
 
غياب كامل فى المدن الفرعيه والارياف لعدد من الجهات العامله بهذا الجانب.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي