بقالة الفقراء !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٢٠ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٨ مساءً
النظام الرأسمالي الغربي له عدة ركائز تعمل على استمراره و تجديده كالثورة العلمية و الصناعية و المستعمرات القديمة و الحديثة و رأس المال المتحرك و المتجدد و العابر للقارات و الاحتكارات تحت بنود العولمة و الخصخصة و التجمعات التجارية، و التي لا تتوفر في يمننا او عالمنا العربي بشكل عام . و حتى نفهم قوة النظام الرأسمالي اضرب لكم بعض هذه الامثلة:
 
شركة بنسونيك إيراداتها في سوق المال العالمية توازي دولة الكويت. و شركة فولكس فاجن الالمانية كان إيراداتها 136 مليار دولار في عام 2012 و مثل ذلك ايضاً في 2013 مما جعلها اكبر ثاني شركة في العالم في مجالها، و هذه طبعا اكثر من الإحتياطي النقدي في اليمن 22 مرة بحكم ان الاحتياط النقدي في اليمن مابين 5,4 و 6 مليار دولار. و البنك الالماني"بنك تجاري خاص" يدير اكثر من2281 مليار دولار ، و التي تعادل ثلثي دول افريقيا و الخليج العربي.
 
و فقط في احد البرامج البحثية خصصت المانيا 650 مليون دولار لعشرة مشاريع فقط بينما ميزانية التعليم العالي في اليمن 130 مليون دولار، و التى هي اكبر من المانيا مرة و نصف تقريبا مساحةً. و لم اتعرض بعد لعشرات بل مئات البرامج البحثية بارقام فلكية في المانيا، و التي جعلها تسجل اختراعات اكثر من بريطانيا و فرنسا معا.
و بولندا المسيحية الكثوليكية الفقيرة مقارنة بالمانيا كان فيها معدل الدخل القومي اكثر من 460 مليار دولار و هذا اكثر من معدل الدخل القومي لدول الخليج مجتمعة بنفطها و غازها. و سنغافورة الصغيرة لديها 300 مليار دولار احتياطي نقدي، و هي اصغر من ربع محافظة تعز و القائمة تكاد لا تنتهى.
 
و خلاصة القول يجب ان نخجل في افتعال الازمات و التعقيدات في يمننا. فاليمن
باقاليمها و حكوماتها و احزابها و شعبها "23 مليون نسمة و 5 مليون مغترب" و نفطها و غازها و شواطها لديها حالياً 6 مليار دولار لاتكفي اكثر من 8 شهر اذا لم يتوفر الاستقرار و التنمية المستدامة، و هذا المبلغ اقل من تحويلات المغتربين الهنود في الخليج، و التي هي 7,3 مليار دولار في السنة للهند. و اقل من الديون الخارجية لليمن ، و التي تبلغ 7,4 مليار دولار و اقل من نصف الميزانية المعتمدة للسنة الحالية 2014م ، و اقل من الصدقة التي قد تاخذها اليمن من المانحين اذا رضوا عنا، و التي هي 8,2 مليار دولار في علم الغيب.
 
و لا اتهكم لو قلت اننا لو سلمنا اليمن لادارة الالدي "بقالة الفقراء في المدن الالمانية " لارتفع الاحتياط النقدى من 6 مليار الى 53 مليار دولار. فهذة السلسلة من البقالات كان ايرادها في 2012م مايقارب من 63 مليار دولار، من دون دعاء و ابتهال و توسل من الفقراء او الادارة.
و مختصر الامر الاعتماد على قيادتنا و التوكل عليها أصبح آفة تنخر في الجسد اليمني، فاقيادتنا عندما توجهها مشكلة مجالس و لجان "الدعاء و الابتهال و التوسل" هي الحل مثل إمام المسجد دائما يُقاتل اليهود و أعداء الإسلام بالدعاء "فهو في نظره الحل" و من كثرة الطرح لا ينقص الا ان يقنعنا، انه كلما زاد الصراخ في الدعاء، كلما انتهت كتيبة من اعداء الاسلام. فلا مجالس و لجان "الدعاء و الابتهال و التوسل" لوحدها سوف تنهض باليمن و لا الدعاء دون ان يتبعه عمل سوف يهزم اليهود و أعداء الإسلام. !!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي