تحاربتم كثيراً ولم ينتصر أحد

عارف الدوش
الاربعاء ، ٢٥ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٢٥ مساءً
أمام اليمنيون فرصة نادرة لا تعوض ولن تتكرر للخروج من النفق الذي بشر به الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر قبل وفاته يرحمه الله  أو عبور المضيق الذي تحدث عنه الدكتور ياسين سعيد نعمان إن هم احتكموا  إلى قاعدة التغيير وسمحوا ببناء دولة المؤسسات لا دولة المليشيات المسلحة التي  تعتمد قاعدة " من حمى صميله عاش " والتي نشاهدها ونقرأ عنها وتعبث بأمن ووحدة وسلامة الوطن والنسيج الاجتماعي؟
 
هناك متغيرات وهناك واقع جديد فرضته مبادرة خليجية وتسوية قبل بها الجميع وشاركت  فيها الأطراف القوية بالسلاح والمال والسلطة أو القوية بالسلاح والحشد والنفوذ كما شاركت فيها الأطراف الضعيفة المسحوقة المنهوبة التي لا حول لها ولا قوة لها سوى قوة الحق. 
وخرج الجميع بوثيقة حوار متفق عليها والآن نرى ونشاهد ونقرأ أن هناك من يريد خلط الأوراق ولم يعترف بعد أن المتغيرات مهما كانت والظروف مهما ساعدت لن تعيدهم  إلى السلطة والحكم سواء أولئك الذين قال لهم الشباب والرجال والنساء وحتى الأطفال لقد فشلتم فاذهبوا واخلدوا إلى الراحة، أو الذين قامت عليهم ثورة قبل أكثر من نصف قرن من الزمان فثورة الـ26 من سبتمبر 62م والـ 14 من أكتوبر 63م هما نبع النهر الثوري المتدفق برغم انتكاستهما بالتسويات السياسية  والحروب التي أضعفتهما.
 
 والدليل ثورة الشباب السلمية في 2011م التي اعتبرها الكثيرون امتداداً لثورة سبتمبر وأكتوبر ، لقد تحارب اليمنيون كثيراً في الشمال والجنوب بمبررات كثيرة وتخريجات متعددة ولم ينتصر أحد منهم فكل الأطراف انهزمت وانهزم الوطن فدخل في النفق المظلم أو لم يستطع عبور المضيق.
 والحروب اليمنية – اليمنية  التي تنوعت مبرراتها خلقت المآسي وهناك من لم يعترفوا بالواقع الجديد الذي تعيشه اليمن والذي كان ولازال يتم تجاوزه بالحرب منذ التغيير الثوري في سبتمبر 62واكتوبر63 أو التغيير السلمي في فبراير2001م وكلما لاحت لليمنيين فرصة للنهوض أعاده تجار الحروب وأصحاب الأجندات الخاصة  إلى مربعات العنف والحروب هروباً من استحقاقات التغيير التي تذهب باليمنيين نحو بناء الدولة وتحقيق المواطنة المتساوية..
والذين لم يعترفوا بالواقع الجديد سواء بعد ثورة سبتمبر وأكتوبر أو بعد ثورة فبراير 2011م هم من يرفضون إغلاق وطي صفحة الماضي بكل مآسيه وآلامه والمشاركة الفاعلة في بناء اليمن الجديد  وهم ممن لا يريدون أن يستفيدوا من الظروف المساعدة فينقلبون على كل تسوية وكل توافق بالحروب .
 
 إلى من يمتلكون السلاح والمال والنفوذ  لقد آن الأوان أن يرتاحوا من عناء الحروب وكوارثها ومآسيها  فقد جرب اليمنيون الحروب وحسموا خلافاتهم بالقوة لكن لم ينتصر أحد منهم فهل تغادر المليشيات المسلحة ومن يمتلكون القوة " المال والسلاح" مربعات القوة والحسم العسكري ويقبلون بالتعايش ؟ فكل الجماعات المسلحة وما أكثرها في البلاد وهي ليست محصورة في طرف معين وما أسهل أن يكون لدى الناس سلاح ويقتتلون في اليمن .
 
فاليمن تمتد مساحته على 555 ألف كيلومتر مربع ويتمتع بأكثر من 300 جزيرة بحرية واعدة ولديه سكان نشيطون يصل عددهم إلى 25 مليون نسمة وتنوُّع جغرافي كبير يدعم التنمية ويغذيها بمصادر لا تنضب و يطل على  أربعة بحار هي المحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأحمر وخليج عدن ولديه ساحل  متنوع في بيئاته البحرية يصل إلى حوالي 2000 كم وتنتشر فيها سلاسل جبلية عالية تعتبر ثورة سياحية  وحباه الله بأمطار موسمية لا تتوقف طوال أيام الصيف.
وبالتالي  فإن اليمن  قادر أن يصبح نموذجاً في المنطقة والإقليم والعالم لكنه للأسف يسجل نفسه نموذجا للحرب والدمار منذ عقود  ألا يعتبر الناس من الظلم والسحق والمحق والنهب والقتل والتشريد والعذاب !! إن اليمنيين اليوم مطالبون ومدعوون إلى مغادرة  تكتيكاتهم القاتلة والخروج من مربعاتهم الضيقية المذهبية والمناطقية والانتقام  والعمل على الخروج من " النفق أو عبور المضيق" والانتقال إلى ميدان بناء الدولة الوطنية التي يتساوى فيها الجميع والفرصة سانحة بعد أن تهيأت لهم مختلف السبل دعم إقليمي ودولي غير مسبوق . 
 
وأخيراً : ألا تعتبرون مما جرى ويجري لكم منذ عقود متى ستخرجون من النفق المظلم أو متى ستعبرون المضيق يا سادة يا كرام وما أسهل الأعذار والمبررات اتفقتم على مخرجات حوار لا تنقلبوا عليها فهذه المرة العالم يراقبكم ولن يسمح لكم ومن سيتجاوز الخطوط الحمراء بتعبير الرئيس عبد ربه سيتم مواجهته فعودوا إلى رشدكم وطاولة الحوار كفيلة بحل أي إشكالات واختلافات وإن تحاربتم ستكررون المآسي والنتيجة لن ينتصر أحد
الحجر الصحفي في زمن الحوثي