ما يربك المشهد السياسي !!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ١٨ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٥٨ مساءً
تصوير الازمة بين الرئيس هادي و الرئيس السابق صالح يذكرني بالحرب الباردة بين أمريكا و الاتحاد السوفيتي، حيث وقتها ظهر مصطلح حرب النجوم و هو اسم برنامح اطلق على مبادرة الدفاع الاستراتيجي، و التي تم إنشاؤه من قبل الرئيس الاميركي رونالد ريغان في 1983 لاستخدام الأرض و النظم الفضائية لحماية الولايات المتحدة من هجوم بالصواريخ النووية الباليستية. الرئيس ريغان ركز على مبادرة الدفاع الاستراتيجي بدلا من الاستراتيجية السابقة المخالفة للعقيدة التدمير المتبادل. المهم هو انه رصد لذلك وقتها ميزانية فلكية اي مايقارب 26 مليار دولار على مدى 5 سنوات في أقصى درجات السرية، برغم ان الصحافة كانت ماتقصرش في سرد و تضخيم الامور. و كما اورد الصحفيين وقتها ان هذا البرنامج يمكنه كشف الأسلحة عن طريق أجهزة قياس الحرارة حيث إن مدة عمل الصاروخ كان وقتها لا تزيد عن 5 دقائق، و تستخدم برامج كمبيوتر تسمح للصورايخ أكتشاف الصواريخ المعادية رغم الدخان و اللهب و هي أيضا مايعرف بأشعة الموت وفق نظام يدعى القاتل . طيب و نحن في اليمن ايش دخلنا في ذلك.
 
منذ عدة ايام يبدو ان الرئيس هادي تمركز في الستين و الزعيم صالح في السبعين يديرون نفس نسق الحرب الباردة بوجود شحن اعلامي وحشد اطراف خارجية و داخلية و متفرجين و انزال الدرع الصاروخي و الترسنة العسكرية من عيبان الى مكان اخر، مما يضع علامة سؤال ما الداعي لذلك في هذا الوقت، مما يربك المشهد السياسي. فما لا نريد أن نتمناه و نؤمن به أن هناك حربٌ خفية نحن فيها لم تعلن القيادة السياسية اسمها، تارة بحجة اسلحة دمار شامل في قبوات الجامع، و تارة اخرى استنفار الدفاع على الدستور كما بدأ الحشد الان او راية ال البيت كما رأينا شمال الشمال و بني مطر وهمدان او القاعدة و التي لم ندري بعد اين وصلت. فحرب النجوم لم تتوقف عند الغرب برغم انهيار المعسكر الشرقي، و لكنها بدأت على مايبدو بعدها باكثر من 31 سنة عندنا فيما قد يعرف عنها حرب الجوامع، و التى لن تتوقف حتى لو استسلم الخصم، و بالذات عندما يكون هناك اطراف لها مصالح مشتركة في الفريقين.
 
و حتما الذي سوف يقود هذه الحملة ليس لديه منهج بناء، تم دفعه من قبل الطابور الخامس في الداخل او الخارج ليؤجج في البلاد حتى لا يهنئ فيه المواطن المنهك اصلاً و القلق على بقية رمق الحياة. أنها قد تكون حرب إرباك الوطن و جعله في حالة استنفار و تلاسن و تحارب من اجل تمرير اهداف غير شريفة او استخلاص استحقاقات غير معلنة. هي ايضاً قد تكون حرب المزايدات و المنابر و الشخصيات ، و في النهاية من يكتوي فيها هم الغلابة كما هي العادة في عالمنا . فهل من مصلحة الوطن المثقل بالمشاكل و الحامل بمستقبل مجهول، و لا سيما في وقت كهذا أن تظهر فيه مثل هذه الأزمات التي لا تخدم استقرار المجتمع.
 
فالقاسم المشترك عند الجميع في برنامج حرب الجوامع، هي كيف تزرع روح الانتقام و التسلط ضد الاخر، الذي يتملك قلوب جميع القيادات، و الذين بدورهم ينشرون هذه الثقافة على قواعدهم الحزبية او الدينية او القبلية، حتى اذا أتت قيادة جديدة سيبقى هدفهم هو كيف نسيطر على الحكومة و مفاصلها. طبعاً الهدف الغير معلن في حرب الجوامع، كيف نسيطر على الوظائف و مقدرات الدولة، و من ثم نُذيق الطرف الاخر نفس الكأس و نزيد له من العذاب ضعفين، و كذالك الطرف الاخر الان يشعر بنفس الشعور. أضف الى ذالك الوساطات و الوجاهات و الأموال في تحديد قيادات المناصب، يعني كلاً يفكر كيف نغزو و نغتنم . فمتى سيقدمون شىء ذو معنى في هذه الحياة للوطن بدلاً من الذهاب الى حرب الجوامع ؟ متى سيدخلون انتخابات حقيقية ببرامج و ليس بحقد دفين و معارك متبادلة بعيدة عن وصاية الخطاب الديني او القبلي او الحزبي؟. كيف لنا إقناع الجميع بتقديم برامج مثلاً عن كيفية تطور التعليم و الصحة و الأمن و الانتاج، تؤدي في المحصلة الى انتشال الوضع الاقتصادي من حالة التدني الذي يعيشه الوطن و الانهيار الوشيك و الاعتماد على الذات في بلد لايدرك عامل الزمان، بدلاً من العك في برامج حرب الجوامع بدلا من برامج حرب المشاريع و التنمية و الرفاهية؟. .!!!!!
 
*رئيس قسم علم الحاسوب في جامعة مجدبورج في المانيا
الحجر الصحفي في زمن الحوثي