اليمنيون وأخدام نيجيريا

سامي غالب
الثلاثاء ، ١٧ يونيو ٢٠١٤ الساعة ١٠:٢٩ مساءً
الرياضة تخرج أجمل ما في الشعوب من فنون وأخلاق، وأسمى ما في الغريزة البشرية.
 
لكن في اليمن، الذي لا يتصور أن يبلغ منتخبها النهائيات في الأمد المنظور، تحدث أشياء عجيبة لا تمت إلى الرياضة بصلة.
 
خلال اليومين الماضيين تحول المنتخب النيجيري لكرة القدم إلى "أخدام الله" في كتابات ومنشورات العديد من الأصدقاء. لا منقصة في أن يخدم المرء الله، لكن مفردة "أخدام" في اليمن تحيل على المهمشين المحرومين من اليمنيين من ذوي البشرة السمراء؛ تحيل على أقبح ما في المجتمع اليمني من رذائل؛ على فئة تقدر بمئات الآلاف تعييش في أحياء لا تتوافر على أدنى فرص الحياة الكريمة، ولا يتمتع سكانها بأية حماية من أي نوع. تحيل على "جيتو" اسمر (أو أسود) في بلد تتحدث كل مكوناته السياسية والثقافية والاجتماعية عن دولة مدنية عصرية، وعن الفرص المتكافئة.
 
ازعجني أن يتورط أصدقاء أعزاء، عن حسن نية لا سوء طوية، في اطلاق وصف "أخدام الله" على نجوم المنتخب النيجيري لمجرد انهم من ذوي البشرة السمراء ولمجرد أنهم يواجهون المنتخب الإيراني الذي صار يمثل في المخيلة اليمنية الرياضية البائسة "أنصار الله".
 
للكلمات مفاعيلها، وهي تستحيل خناجر مسمومة لا تمت بصلة إلى الروح الرياضية، وإلى المونديال الكوكبي، الذي صار اعظم مناسبة كونية للقاء الشعوب وتلاقح الثقافات.
 
أعرف ان الوصف لا_ ولن_ يؤذي نجوم منتخب يبدعون ويتألقون في سياق مختلف. لكني اعرف أن لمفردة "أخدام" محمولات ثقيلة ورديئة في السياق اليمني، وإنها المفردة التي لا يمكن نزعها من سياقها اليمني بكل ما في هذا السياق من معان توحي بالتمييز والنبذ والعنصرية على أساس اللون، والله المستعان على ما تصفون!
 
من حائط الكاتب على الفيس بوك
الحجر الصحفي في زمن الحوثي