جامع الصالح .. جلبة غير مفهومة

علي الفقيه
الأحد ، ١٥ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٠١ مساءً
حين قرر الرئيس عبد ربه منصور هادي استلام حراسة والقيام بمهمة تأمين جامع الصالح رفض صالح ومسلحوه هذا الأمر وأثيرت جلبة كبيرة حول الموضوع.
 
ليس هناك أي مبرر للجلبة الكبيرة والأخذ والرد في الموضوع، ومن الطبيعي أن يكون الجامع وكل المنطقة التي حوله في عُهدة الحماية الرئاسية، وأن يكون الحرس الرئاسي المسؤول عنها باعتبارها على بُعد مئات الأمتار من دار الرئاسة مكان عمل وإقامة الرئيس.
 
أنا شخصياً استغربت عندما عرفت أن أمن وحراسة الجامع لا يزال بيد عناصر تابعة لصالح ولا علاقة لقوات الحماية الرئاسية بالموضوع، وأدركت حينها عدم انتقال الرئيس هادي للإقامة في دار الرئاسة، حيث تبدو مرافق كثيرة داخل المنطقة الرئاسية غير خاضعة للتأمين الرسمي حتى الآن، ولا يزال صالح يتعامل معها كإقطاعيات تابعة له يتصرّف فيها كيف يشاء.
 
سمعنا، نهاية الأسبوع الماضي، عن دعوات لأنصار صالح إلى التجمّع في جامع الصالح لينطلقوا منه في تظاهرة مناهضة للرئيس وللحكومة، وبدا الأمر أشبه باستفزاز مقصود، خصوصاُ أنه جاء بعد احتجاجات رافقتها أعمال تخريب وقطع للشوارع في العاصمة ومدن أخرى، ونقلت معلومات أن كل هذه الأعمال كانت تُدار من غرفة عمليات واحدة تابعة لصالح.
 
 
أعتقد أن الرئيس تأخر كثيراً في اتخاذ إجراءات حازمة تجاه من يعملون على استغلال نفوذهم وعلاقاتهم والأموال التي نهبوها من قوت الشعب من أجل إعاقة عملية الانتقال السلمي للسلطة ومضوا في خطوات مُمنهجة مسّت مصالح الشعب مباشرة، خصوصاً تفجير أنابيب النفط وخطوط الكهرباء الذي يزيد من تعميق الأزمة ويعرّض البلد لانهيار اقتصادي شامل ليخرجوا في النهاية يهتفون في وجه الجميع "سلام الله على عفاش".
 
وليست المشكلة في قناة تلفزيونية أو جامع أطلق عليه اسم الرئيس السابق، وإنما تبدو المشكلة في استخدام كل هذه الوسائل في دعم وتشجيع أعمال التخريب والإرهاب ليعاقبوا الشعب الذي خرج ثائراً للخلاص من نظام أفسد كل شيء في البلد .
 
لا يشك عاقل في أن أجهزة المخابرات تعلم جيداً من يموّل ويشجّع مخربي أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ومن يساند ويوفّر المعلومات ويسهل التحركات لجماعات العنف وعصابات الاغتيالات، وبالتالي فليس من مصلحة المنظومة الأمنية أن تظل تلاحق أدوات التنفيذ بقدر ما هي بحاجة إلى اختصار الطريق وضبط الرأس المدبّر والإجهاز على غرف العمليات التي تدبّر وتخطط.
 
كما يحتاج الشعب إلى معرفة الحقائق دون مواربة ليكون على علم بمن يضرب مصالحه ومن يعيق خروج البلد من هذه الدوامة، فالشعب قدّم الكثير ويستحق أن يكون الرئيس والحكومة واضحين معه ليشعر بقليل من الثقة تخفف عنه أثقال المُعاناة.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي