عندما نفهم الحرية بالمقلوب

محمد مقبل الحميري
السبت ، ١٤ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٣٢ مساءً
عندما تفهم الحرية بالمقلوب نصبح جميعنا مخربين بمبرر الدفاع عن الحريات ، فالذين يمارسون التقطع انا يمارسون حريتهم والذين يضربون أبراج الكهرباء إنما يمارسون حريتهم وقد أصيب أحدهم في إحدى المرات بالخبطة التي ألقاها فأحترق جزء من جسمه وإذا بقبيلته تنتفض عن بكرة أبيها مطالبة الدولة بتسفيره وعلاجه على حساب الخزينة العامة كونه أصيب وهو يمارس حريته .
 
وكذلك المليشيات التي تعتدي على الجيش اذا رد الجيش عليها يجب على الدولة تحمل تبعات هذا الرد وتحكيم قيادة المليشية واعتبار قتلاها شهداء لانها تم الاعتداء عليها وهي تمارس حريتها ، ويجب على الدولة تحكيمها والاعتذار لها جراء مضايقتها وهي تمارس حريتها ، وإذا حرض الإعلام على الوطن وعلى النسيج الاجتماعي وعمل على رعاية التخريب فلتحذر الدولة ان تعتدي على حريته التي كفلها قانون الفوضى وإلا فهي ضد الحريات وحقوق الهواية المفضلة لهذه القنوات وكل المخربين ، وتجد ان كل من يتعارض معها في القضايا الأخرى متضامن معها في قضية التخريب تضامنا مطلقا ..
 
ولم يبق مع الدولة من صلاحيات سوى رعاية حقوق المخربين والمفسدين في الأرض ، ولا مانع ان تمارس سلطاتها على البسطاء من أصحاب المفارش والعربيات ، ولو فكرت في رفع الدعم تعويضا عمَّا تخسره جراء ضرب أنابيب النفط وأبراج الكهرباء فهذا من صلاحياتها .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي