«الطريق إلى واشنطن» ليس من هنا..!!

عزوز السامعي
الجمعة ، ١٣ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٥٨ مساءً
حينما يتعلّق الأمر برغبة في تأديب الولايات المتحدة الأمريكية؛ يتعيّن عليك أن تفكر بطريقة موضوعية من أين يكون الطريق, وكيف تكون البداية. 
 
 من المحتمل أن الجماعات المسلّحة هنا سلكت بدايات غير طبيعية في مشوار «التأديب» ومن ثم فإن ذلك سيعني تعثُّرها في تحقيق هدفها؛ وربما يكون لذلك أثر حاسم في تدمير حماستها المشتعلة لتأديب أمريكا. 
 
حتى اللحظة لم تحظ جماعات العنف المسلّحة في اليمن بشرف منازلة «المارينز» إنها غارقة في حروب ومعارك عبثية هنا؛ ضحيّتها هم الناس, في أقصى مدى لقذائف مدفعية الحوثي يمكن أن تنغرز في منارات مساجد ثلا وقُهال وعيال سريح؛ وبالطبع فثمة مساحة شاسعة تقدّر بآلاف الأميال بين ثلا وقُهال وعيال سريح وأبراج نيويورك ومجمّع وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون”..!!. 
 
 في المقابل سنحتاج إلى جهود مكثفة لكي نقنع عناصر «القاعدة» بأن أبين محافظة يمنية يقطنها مواطنون بسطاء يعملون في النجارة والحدادة والطلاء؛ وليس ثمة ما يغري للسيطرة عليها ـ عدا فيلا طارق الفضلي ـ الأب الروحي للجماعة بالطبع. 
 
 لا ندري أين يكمن الخطأ, ومن الذي كان من المفترض ألا يكون متواجداً على ظهر هذه الأرض: واشنطن أم جماعات العنف المسلّحة؛ غير أننا الآن في حاجة ماسة إلى أجوبة منطقية عن تساؤلاتنا: لماذا علينا دائماً أن ندفع ثمن حروب الجماعات المسلّحة الطامحة لتأديب أمريكا، وماذا يعني أن تسجّل تلك الجماعات بجثثنا نقاط انتصار على الولايات المتحدة..؟!. 
 
أنا غارق حتى أذنيّ في كراهية أمريكا, وأتمنّى لو أن الله يرسلها إلى الجحيم في خطوة استثنائية تستجيب لنداءات أرواحنا المحشورة في كل تفاصيل الهمجية الأمريكية. 
 
 من يُخبر جماعات العنف هنا أننا جميعاً كذلك, وأن المنطق العادل يقتضي أننا نشترك جميعاً في هذا الشعور؛ ومن ثم فإننا لا نستحق أن نُساق إلى مذابح هذه الجماعات بمبرّر أننا نسخ مكرورة لأولئك الضباط والمجنّدين الذين امتهنوا الإنسانية وداسوا على منظومة القيم في سجون «جوانتاموا وأبوغريب»..؟!. 
 
في مشوار تأديب الولايات المتحدة الأمريكية؛ أخفقت جماعات العنف على نحو ذريع, واستطاعت فقط في أبرز إنجازاتها على هذا الصعيد؛ خلق كراهية لها في نفوس الناس تفوق كراهيتهم لأمريكا بعشرات الأضعاف؛ ومن غير المستبعد أن يتشرّب الجيل القادم هذه الكراهية وتنقلب المعادلة عكسياً في المستقبل على النحو الذي يجعل من الولايات المتحدة نموذجاً للبطل المعوّل عليه إنقاذه من جحيم هذه الجماعات ومذابحها اليومية في حقّه. 
ثمّة حاجة وطنية إلى الخلاص من مخالب جماعات العنف واجتياز أفخاخها المنصوبة في كل كيلومتر من التراب الوطني؛ ولا مشكلة ـ على سبيل الرغبة بالخلاص ـ في إرشاد هذه الجماعات إلى الطرق المؤدية إلى واشنطن بوصفها خلاصة غايته هذه التي سرقت منا الوطن والنوم، والأهم أن يعود الوطن وننام، و«طز في أمريكا»..!!. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي