لست شجاعة

هند الإرياني
السبت ، ٢٤ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٢٢ مساءً
 
هذا سؤال خطر في بالي حينما وصفني أحدهم بأنني "شجاعة"..شعرت بأني لست شجاعة بما فيه الكفاية، هو ربما يعتقد بأني شجاعة لأني اقول افكاري السياسية حتى لو عارضها المقربين مني، ربما لإني قررت أن أختار كيف أريد أن أكون وليس كيف يريدني المجتمع أن أكون.. ولكنّي لازلت أخاف وأضع حسابات كثيرة تفرضها علينا مجتمعاتنا رغم أن هذه الأشياء تعتبر حقوق أساسية في دول أخرى ولا يتعرض صاحبها للخطر أو حتى للهجوم والسباب.
 
بنظره سريعة للتاريخ سنرى أن الشخصيات التي غيرت الكثير في هذا العالم هي شخصيات قررت أن لا تخاف، هناك مقولة لنجيب محفوظ عجبتني جداً.. قال فيها: بأن الخوف لا يمنع الموت ولكنه يمنع الحياة.
 
فكرة أني لست شجاعة بما فيه الكفاية تبادرت لذهني عندما سألتني إعلامية عن رأيي في موضوع حساس، هذا الموضوع الحساس لا أستطيع أن أتحدث عنه اطلاقاً بسبب الخوف، وبالطبع حين سألتني عن رأيي حاولت الهروب، تذكرت أن هذا الموضوع قد يغضب الكثيرين، تذكرت المجتمع الأهل القضايا التي تهمني، لي أولوياتي التي لا أريد أن يؤثر عليها أي رأي سيحدث بلبله..
 
لذلك رميت شجاعتي وقلت لها لا أريد أن أتحدث عن هذا الموضوع، هي تفاجأت ظناً منها بأني شجاعة وقد أتحدث عن كل شيء، ولكني وقتها تأكدت أن شجاعتي لازالت محدودة وأنني لم أصل للمرحلة التي أستطيع أن أتحدث فيها عن كل شيء دون خوف.
 
والتفت لزميلتي الأخرى التي تحدثت بكل تلقائيه وبدون خوف وقالت رأيها، ممكن أن يكون السبب أنها من مجتمع مختلف عن مجتمعي ومساحة الحرية فيه أوسع، إلا أنني شعرت بأنها فعلاً شجاعة، بالتأكيد أن مجتمعها كان في الماضي لا يتقبل حرية الرأي وهناك شجعان قبلها فتحوا الطريق لها للتعبير بحرية..
 
هناك أشخاص أيضا في مجتمعنا اليمني تحلوا بالشجاعة وتحدثوا في مواضيع كانت وقتها تعرضهم للهجوم ولكنها مهدت لنا الطريق لنصبح على ما نحن عليه الآن..هؤلاء هم الشجعان.
 
وسأعترف للمرة الثانية..أنا لست شجاعة بما فيه الكفاية وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أقول فيه كل آرائي دون تردد ولا خوف. ولعل اعترافي هذا يشفع لي وتعتبروني نوعاً ما شجاعة..أتمنى ذلك.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي