اعلنوها حرباً مقدسة

نبيلة الوليدي
الأحد ، ١١ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
الحرب على الإرهاب عنوان مشوه المعنى في أذهان البعض ..! 
 
 ربما لأنه مسمى أطلقه الآخر على بعض فئات من بني جلدتنا..! 
 
أو ربما لأنه مسمى مموه, ليس له محددات واضحة, ويطلق أحيانا على فئة مجاهدة, صاحبة حق..! 
 
وربما لأنه مسمى ذو ارتباط بعقيدة الولاء والبراء , والجهاد في سبيل الله , وإرهاب أعدائه ..! 
 
لكن المسلمة- التي لا مراء فيها - هو أن الإرهاب الذي دعا الرئيس "عبد ربه هادي" لحربه, واستئصال شأفته من بلادنا هو أبشع أنواع الإرهاب السلبي؛ بل ويمثل أوضح صور الإفساد في الأرض..! 
 
 والأمر الجلي, والمؤسف حقا هو أن كل الأطراف على الساحة السياسية استعملت عصا الإرهاب, وقصمت بها ظهر الوطن, بشكل من الأشكال..! 
 
بشهادة من أعرفهم _ شخصيا _ قتل إرهابيو اليمن الأبرياء من أبنائه, استمالوا الشباب الغض العود, والعقل لمنهجهم المتطرف بتضليل ذكي, وتشويه لمفاهيم الدين, وبأكذوبات خرافية؛ وبحفنات من المال, وكل ذلك للوصول لمأربهم المتمثلة في الثروة, والسلطة..! 
 
كفاكم نخراً في جسد هذا الوطن..! 
 
وكفاكم تشويها لصورة الدين..! 
 
عن أي جهاد تتحدثون؟! 
 
هل أرض اليمن أرض جهاد؟! 
 
هل أستنفركم ولي الأمر للجهاد؟! 
 
ومن تجاهدون في دولة هي مهد للإسلام؟!! 
 
أقرأوا أبواب الجهاد في كتب الأئمة لتدركوا حجم الأغلوطات التي عبئت بها رؤوسكم, ولتعلموا كم بالغتم في مجاهرة الله بسفك دماء الأبرياء, وكم أفلحتم في تشويه دينه لدى الآخر, الذي غدا أقرب لمعرفة الدين الحق بسبب نظم الاتصالات والعالم المفتوح..! 
 
والذين لولاكم, ولولا دعواكم الجاهلية لدخلوا في دين الله أفواجا..! 
 
لقد منحتم إبليس إجازة من مهمة صرف الناس عن دين الإسلام بتوليكم لهذه المهمة, وتأديتها ببراعة منقطعة النظير!! 
 
لو كنت من أهل الفتوى لما توانيت لحظة عن إعلان حرب الدولة على الإرهاب حربا جهادية مقدسة ضد الفساد والإفساد في الأرض! 
 
وأعلنت أن كل من يأوي واحدا منهم, أو يتستر عليه خائنا للدين وللوطن, ومؤيا لمحدث, فلعنة الله تغشاه إلى يوم الدين ..! 
 
أخيرا: 
 
ماذا لو نجحنا في مكافحة هذه البذرة المسمومة المغروسة في فكر الأمة؟ 
 
وماذا لو تكاتفنا جميعنا لتوضيح الخلل في فكرهم ومنهجهم؟ 
 
وماذا لو تخلص اليمن منهم , ومن شرورهم , والويلات التي يجرونها على بلادنا؟ 
 
حينها فقط سيتعافى اليمن من نكسته, ويشتد عوده, وينهض؛ فنراه أمامنا يمنا جديدا, ماجدا, فذا, ننعم بالعيش على أرضه بحب, وسلام, ونعود من جديد لنعلم الكون بأن ديننا دين حرية واختيار, ونهضة وازدهار, وحب الخير للبشرية جمعاء..! 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي