لو تكلمت تعز

أحمد غراب
السبت ، ١٠ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٣١ مساءً
تصوروا معي لو أن تعز تكلمت ماذا ستقول ؟
" انا تعز العز ، خاصرة اليمن ، والموطن الاول للثقافة ، ومأوى الحرية ومهد الفضول وايوب.
زمان سموني يابان اليمن وقلدوني للمدنية وشاح ، واشرق من ثقافاتي نور الصباح وبنى ابنائي المغتربين المدارس والنجاح قبل ان تبنيها الحكومة يا صاح ، وكان ابنائي في عز اختلافهم يتضاربون بلاسلاح والجميع يحسدهم على هذا الخلق الوضاح.
اما اليوم فقد بنى ابليس للفوضى عرشه وفتح لعصبية السلاح ورشة وكل من حمل سلاح و ربى قعشة والمواطن المسكين شارع حتى باع فرشه.
زمان كنا نصيح من ابورأس جاء ابورأسين صحنا منه ، اليوم لا استضينا رأس ولارقبة !!
لايغرك ان شرارة الثورة اندلعت من عندي ، فيني مديريات خارج نطاق المشاريع الحكومية من الستينات ماحصلت شي من ثورة سبتمبر عادها بتحصل من ثورة المحاصصة ؟! 
اسأل جبل حبشي بيقولك انا من المشاريع ما شفتي شي ، لاطريق ولاماء وكهرباء ولا أي شي ، ولو مش مصدقين اسألوا عبده فشفشي فاهم كل شي.
خبر جبل شمير بيقولك لوشي ضمير ان توزيع المشاريع للصغير والكبير ، واذا فيك طافة اطلع جبل صبر بيغني لك صبرت صبر الحجر في مدرب السيل واعظم.
اسأل الصلو والمسراخ وسامع وغيرها من المديريات الرشوة منتشرة وكل شي اخس والطم ، ومافيش قانون واذا رحت تشتكي ما بلا خسارة فلوس.
صبحت المدنية مشيخة وكل واحد يشتي دولة على مقاسه وكل حزب يقولك شلوا بصوتي والا اخرجوا من بيتي وانا ومديرياتي نصيح بالصوت شاموت عطش والماء قبال عيني ، ولاحد سامعنا.
انا بلدة طيبة وحضارتي منتشرة و ابنائي مافي مكان في العالم ولا في اليمن الا وهم فيه وامتلك مناطق سياحية ووديان خضراء وزراعة واجبان وهريسة وميناء وعقول قادرة على تحويلي الى دبي لو اجتمعت وفكرت وقدرت لكن من اكلم قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي علي حجر حتى قلعتي القاهرة شوفها مقهورة والباب الكبير يرفع يده ويقولك اصبر و ربك كبير.
وبيت هائل ماقصروا وظفوا وبنوا وعملوا لكن يد واحدة ما تصفق 
مشكلتي مع المياه اجيال وراء اجيال وماء المشروع مثل هلال رمضان ما يصدق الناس يجي تسمع أصوات الزفة ، والبرع ، والمحجرات !
" سامع" شكت لمن لا يسمع ! والصلو خرجت من دوري الخطة الخمسية الى دكة الاحتياطي! وفيروز غنت لجبل حبشي "يا جبل اللي بعيد " ! ومشروع طريق شرعب شيب وعاده شباب !
و"المسراخ" زحفت صراخ ، والحجرية هتفت " لاذا ، ولاذيه" !
الامل موجود بالله ثم بإبنائي المخلصين والاعبوس تقولي : "إضحكي يا اماه تعز علشان الصورة تطلع حلوة "! والاعروق تقول اعتبريني مصباح علاء الدين بين يديك يا تعز !
ومديرياتي كلها ما في مثلها اعيذها بالله من شيطان السلاح الرجيم ومن شجرة زقوم التعصبية قبلية كانت او حزبية ومن الرشوة والبيروقراطية وكل ما يعكر صفوها او يفسد امنها او يفتن بين ابنائها.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي 
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين
الحجر الصحفي في زمن الحوثي