حقيقة الصراع في اليمن

تيسير السامعي
الثلاثاء ، ٢٩ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٠٠ مساءً
ما يحدث لليمنيين من أزمات ومشاكل ما هي إلا محاولات من قبل أعداء الوطن و الإنسانية الذين هم أنفسهم مراكز القوى وأصحاب المصالح الذين نهبوا ثروة اليمن طوال عقود من الزمن من أجل تركيعهم حتى يتنازلوا عن مشروعهم الكبير الذى خرجوا من أجله إلى ساحات الحرية وميادين التغيير ,وهو بناء الدولة الديمقراطية الحديثة, فنحن اليوم نعيش مرحلة الصراع بين مراكز القوى وأصحاب المصالح وحملة مشروع الدولة “ أو ما أحب أن أسميهم دائماً البسطاء”.
لا تقولوا لي نظام سابق ولا نظام لاحق , ولا مؤتمر ومشترك كل هؤلاء جزء من الشعب وجزء من مشروع بناء الدولة, وإن اختلفت وسائلهم لكن هدفهم واحد.. لقد حاول البعض بكل الوسائل إفشال مؤتمر الحوار الوطني ولم ينجحوا. الآن يعملون على إعاقة تنفيذ مخرجاته بافتعال الأزمات وإثارة النعرات وتفجير الصراع وزرع الأحقاد بين أبناء الشعب وضرب الأحزاب والجماعات بعضها ببعض, الثور ة الشعبية وخروج الشعب إلى الساحات والميادين أحدث تغييراً كبيراً في منظومة التفكير عند المواطن اليمنى وهذا شكّل خطراً كبيراً على مراكز النفوذ وأصحاب المصالح لذلك عملت وبدعم من قوى خارجية على احتواء هذا الثورة ومحاولة تغيير مسارها لكنها لم تستطع أمام إصرار وعزيمة القوى الثورية, لاتزال المحاولات مستمرة وستستمر حتى ينتصر أحد الطرفين على الآخر, أما أن ينتصر مشروع الدولة و تحقق تطلعات اليمنيين التي ناضلوا من أجلها عقوداً من الزمن و أما أن تنتصر مراكز القوى وأصحاب المصالح ومن ثم تعود اليمن إلى ما كانت عليه قبل انطلاق الثورة الشعبية. 
لذلك علينا جميعاً أن ندرك أولاً حقيقة الصراع حتى لا ننجر إلى قضايا ثانوية وخلافات جانية وننسى القضية الأساسية. يحب إعادة رص الصفوف وتوحيدها والترفّع عن المكايدات السياسية والحزبية وجعل مصلحة اليمن فوق كل اعتبار حتى لا تضيع علينا الفرضة. لقد قطعنا شوطاً كبيراً وحققنا انتصارات عظيمة أهمها على الإطلاق وثيقة محرجات الحوار الوطني التي صار تنفيذها على أرض الواقع هو بمثابة واجب وطني وأي تراجع أو مماطلة في تنفيذ هذه المخرجات يعنى انتصاراً لمراكز القوى و أصحاب المصالح وهزيمة قاسية لحملة مشروع الدولة, ووأداً لتطلعات وأحلام البسطاء وخيانة عظيمة لدماء الشهداء. 
إن تحقيق المنجزات العملاقة وبناء الدول الديمقراطية لا يمكن أن يتم بدون تضحيات ومعاناة ,هذه سنة الله في خلقه, فلابد من دفع ضريبة التغيير والانتقال إلى دولة المؤسسات , لابد من الصبر والوعي والنظر إلى المستقبل بعين التفاؤل والأمل وعدم الانجرار وراء الأصوات التي تريد زرع الإحباط واليأس , والعودة إلى الماضي, فإن النصر مع الصبر. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي