والناس ثلاثة أقسام : قسم اكبر متضرر وصابر (عامة الشعب) 

وقسم متشفيين (أنصار الصراع).

وقسم لم يجدوا حظهم من المناصب والمصالح فسعوا إلى هدها على طريقة بيت مالك مكان فيه فخرابه أولى.

حكاية أن هادي لديه عصا مثل عصا موسى يرميها في الهواء فتتحول إلى يمن يسعى ويضرب بها الحجر فينبجس منه دولة مدنية متطورة ويومئ بها للبحر فينفلق خمسة أقاليم في دولة اتحادية واحدة هي نوع من المعجزات وزمن المعجزات ولى فضلا عن انها لاتحدث إلا للأنبياء المعصومين.

أما هادي فهو مواطن يمني عادي لم يسع وراء السلطة ولم يطلبها بل وجد نفسه متورطا فيها فأراد أن يخرجها إلى بر الأمان، منذ اليوم الأول لتوليه الحكم ونحن نشعر انه في ورطة مع انه لم يتحدث عما يواجهه واكتفى بالعمل بصمت تاركا للناس ما يظنون وليس خافيا على احد سيناريوهات الارباكات والتعقيدات التي واجهها اصغرها اشبه بجبل ثلج في محيط صاخب الامواج.

لو احضرت ادهى رؤساء العالم في ظروف اليمن لوجدته اشبه بالمشلول في ظل حالة التعقيدات والتلغيم المتقن والسم الذي تم دسه في عسل السلطة 

نحن نتحدث عن بلد لايوجد فيه دولة مؤسسات يستحيل على الفرد ايا كانت قدراته أن يسيطر عليه ودولة المؤسسات هذه لم توجد على مدى اكثر من مائة عام ومن المستحيل ايجادها في ثلاثة اعوام بل أن الاهتزازات تجعل الحاضر أسوأ لأنه تم تكعيف الوضع الجديد وحملوه ما لاطاقة له به من التسويات والمحاصصات الحزبية والتعويضات والمعالجات والصراعات وكلٌ له مشروعه الخاص ويستغل الحالة لتحقيق هدفه ولو على حساب المشروع العام للبلد اضف إلى ذلك توجيه ضربات تخريبية قوية لمصادر الايرادات من انابيب النفط والغاز وخسائر الكهرباء وتهريب المشتقات النفطية التي كلفت المليارات واستثمار التوتر الامني والسياسي لإفراغ الاقتصاد من محتواه واثقال كاهله.

كلما اطفأها من مكان اشعلوها من مكان آخر، نريد من هادي أن يكون محاربا ومن الجنون أن يتورط في حروب كبرى والبلد على شفا جرف اقتصادي هار.

ربما على المرء منا أن يجلس مكان هادي يوما واحدا ليدرك كم حروبا يجب عليه أن يجنب البلد وكم ازمة عليه أن يواجه وماذا يعني حكم بلد ظل تحت وصاية نظام ثلاثة وثلاثين عاما ؟

نعم توجد اخطاء وسبق وتناولت الكثير منها لأن هذا لايعني بأي حال استثمار الحالة الحرجة للبلد لإدخالها في اتون فوضى ادهى وأمر.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي 

اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين