الكلام و الواقع !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٢٠ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١٠:٢٦ صباحاً
 
عندما دخلت المانيا كنت دائما اتغنى بتراثنا الحضاري ، بشريعتنا، بعاداتنا، كرمنا، ثقافتنا، و حتى قبائلنا و بالامان و بالذت الذي يعيشه الاجنبي في اليمن .
كنت استمتع جدا عندما اذهب الى مطعم الطلاب انا و الاخ عمر العديني و كيف كنا ندير الجلسة ما بين العرب و الذين كانوا دكاترة مسيحين، دروز، يزيدين، مسلمين و معنا اثيوبيين لقربهم منا. اكثر ما كان يشدني انهم كانو ينصتون لى انا و الاخ عمر، و كيف كنا نكمل بعض في العرض و الحجة و بالذات عند الحديث عن حضارتنا، ثقافتنا ،تسامحنا مع الاخر و الامان و بالذت الذي يعيشه الاجنبي في يمننا .
فكان الكل مجمع على ان اهل اليمن، هم اهل حضارة و ثقافة و تراث و ادب و دين.
واكثر ما كنت ارتاح اليه هو الدكتور بسام مسيحي، و الذي كان يكبر كلما دمغنا الحجة بقوله "لله دركم يا أهل اليمن انتم العرب و انتم الحسب و النسب لايمل الانسان منكم وقد اشتقنا نزور اليمن". استطعنا ان نقول للكثير من حولنا من قناعتنا و تربيتنا، اننا اهل حضارة و تراث نحن اهل اليمن لا يظلم عند قبائلنا احد و لا يبتز و لا يهان احد ولا نكره احد.
صحيح ان قبائلنا لم تتعلم، و لكنها كانت مدارس اخلاق و فضيلة حسب فكري وقتها. لم يستطع احد ان يقول ان قبائلنا مختطفين او قتلة او طائفيين او مرتزقة وقتها. كبرنا و كبر نشاطنا الثقافي و صرنا لا نتوقف على الامسيات الثقافية اليمنية، و كلنا هنا كنا نروج لليمن السياحي من تراثنا و اخلاقنا.
بعدها صار كل من يريد ان يذهب الى اليمن من محيطي يمر علي، و عندما يعودون يمرون حتى يسردون ما رأوه، و كلى فخر و اعتزاز ببساطة الانسان اليمني و طبيعتنا البرئية و التى كانو يعرضوها لي بالصور. و في احدهن مثلا جاءتني ممرضة و كانت لديها البوم صور لم انساها من ضمنها صور لعبد ربه هادي و هو يقص شريط و اوقف القص الى ان تقف الالمانية مع عجلتها و صاحبها بقربه، و ماصدق لقى و احدة افرنجية تتصور بجانبه، فقالت لى شكله مهم في اليمن انه ماسك مقص و انتظرني الى ان اخذت موضعي قبل ان يقص. كان وقتها نائب او وزير دفاع لا اذكر.
و جائني مصور تلفزيوني و كان فخور جدا في اليمن و يريد ان يعود اليها و كذلك الفرقة الالمانية التي شاركت في احتفالات العيد العاشر للوحدة، و كان تعليقهم السيء فقط انه كان هناك ضابط مهم لم يفارقهم، مما اعطاهم عدم الشعور بالامن. كان صورة الضابط هو احمد على عبدالله صالح. لاحظت ان العسكر نغص عليهم الاحساس بالامان و ذلك بعد احداث ابين.
بعدها بدأت الاختطافات و قلت الامكانيات اننا نعمل محاضرة على اليمن، لانني لن اجد ما اقوله. و اذكر في عام 2002 انها كانت اخر محاضرة في المركز الثقافي هنا مع امسية ثقافية حضر فيها شخصيات مهمة في جامعتي بعدها حرجت جدا.
و السبب انني بعد ان ختمت المحاضرة ، كان قبلها بيومين عملية اختطاف و نزلت في الاخبار. فقلت في نفسي الناس هنا سوف يهرونني اسئلة، على الابتزاز عن طريق الاجانب و تخلف القبائل و موقف علماء الدين، فلن يبقى هناك معنى لا للثقافة او العرف او الدين و حصل الذي توقعته حيث وقفت و احدة، و ياليتها ما وقفت.... الباقى غدا !!!!! 
 
*رئيس قسم علم الحاسوب في جامعة مجدبورج في المانيا
الحجر الصحفي في زمن الحوثي