أنا مع حقوق الرجل

هند الإرياني
السبت ، ١٩ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٠٠ صباحاً

سيبكم من حقوق المرأة، خلونا نتكلم في حقوق الرجل. طبعاً هذه الجملة حتعجب الكثير من الرجال خاصة وأنهم بيستخدموها في كل مرة يحاولوا يهونوا من المصايب التي تعاني منها النساء.

 
أنا ححكيلكم عن الظلم الذي يواجهه الرجل وانتو قيسوا على هذا الأساس بما تعانيه المرأة، إذا كان هذا الرجل الذي بيآخذ حقوقه وبيعاني بهذا الشكل فكيف بالمرأة المستضعفة. أنا حركز في الرجل اليمني بما أني عارفه معاناة الرجل اليمني.
 
غالباً الرجل اليمني يعاني الأمرين منذ الطفولة، إذا أراد أن يعبر عن مشاعره وينزل دمعتين يصيح عليه والده ووالدته "عيب تبكي أنت رجال"، يرى الفتيات ويفكر بأن يلعب معهن، يقال له: "عيب تلعب مع البنات، أنت رجال"، يكبر الطفل وهو مكبوت عاطفياً. 
 
يصل لسن الشباب، يحاول انه يتعرف على فتاة مثل بقية شباب العالم ويحبها وربما تكون شريكة حياة، ولكن المجتمع يقول له بأن الفتاة اللي تتعرف عليه فتاة سيئة والمفترض أن والدته أو أخته أو أي امرأة في العائلة هي اللي تتكفل باختيار الزوجة المناسبة. 
 
ولكن هذا الرجل المسكين يقع في حب إحدى الفتيات فيذهب لوالدته يقترح عليها بأن يتزوج من يحب فترفض والدته وتقول له "يا أنا يا هي.. لو تتزوجها حغضب عليك ليوم الدين".
 
يضطر الرجل أن يتخلي عن فكرة الحب ويتزوج من فتاة من اختيار نساء العائلة، وإذا كان حظه كويس ممكن يشوف صورة لها قبل الزواج وإذا حظه عظيم ممكن يشوفها في أيام الخطوبة. 
 
بعد الزواج يفكر في الاستقلال عن أهله ولكن الأهل طبعاً يرفضوا، ويبدأو يتدخلوا في حياته بكل تفاصيلها وتندلع حروب بين زوجته وأهله. ويهرب الرجل لجلسات القات مع أصدقاءه الرجال ويرجع متأخر للبيت يرى أبناءه في العطلة وسويعات الغداء، لا يعرف الكثير عنهم وعن تربيتهم ودراستهم هذا من شأن المرأة هكذا فهمه المجتمع. بعد سنين يشعر بالحاجة للحب فيتعرف على فتاة أخرى ويتزوج منها ويتحمل مصاريف فتح بيتين ومشاكل زوجتين.
 
وهكذا يعيش هذا الرجل طوال حياته في معاناة فهو يعاني إذا قرر اختيار ما يريده ويعاني إذا قرر أن يتحمل ما لا يريده من أجل المجتمع وبعد أن يُمارس عليه هذا الاضطهاد يقوم هو بدوره بممارسته على النساء المستضعفات. وتستمر الحكاية.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي