القضاة.. تَطَرُّفٌ مِنْ نَوْعٍ آخر !

عزام احمد محمد نعمان
الاربعاء ، ١٦ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٥٢ مساءً
 
تلوذ المجتمعات إلى فهم معنى التطرف وتهوى ان تقيم دراسة حول ذلك وقضية نقاش تطرح اليوم وهي تطرف من نوع آخر وهو (تطرف) نادي القضاة فانا عندما اطلقت هذا المصطلح بعد دراسة عميقة لما يدور في الواقع وحول مستقبل هذا النادي الناشئ وحول ما اذا كان يحتاج الى سياسة معينة لبناء استراتيجيته ومرور هذه الفترة دون صنع أي انجاز يذكر ومفهوم حول ما هي التداعيات الاخيرة للإضراب .
 
عندما عنونت بداية مقالي عن التطرف وعن مدى فهم المجتمع لمعنى التطرف وعن ظهور تطرف جديد من نوع اخر فان هذا التطرف جاء من جهة لم يفكر أي منا حصوله ولو لحظة من قبل (السلك القضائي) ، حيث انه لم يصنع أي انجاز يذكر منذو تأسيسه وحتى الان لاسيما انه جاء  لتصحيح اوضاع القضاة وبناء استراتيجية مستقبلية تساعدهم في مواجهات المشكلات المستقبلية التي قد تواجههم ومن اهمها توفير المناخ المناسب للقاضي في اداء عمله وما الى ذلك من توابع ناهيك انه وعلى الرغم من مرور عام لم يؤسس قواعد تحكمه ولم يستوفي معايير تنميته  بل انه اسم يطلق دون عمل يبرز ، حيث انه جاء ليدمر امال واحلام الكثيرين من القضاة والمتقاضين لاسيما وانه جاء ليبعث الشك في نفس المجتمع ولان هناك امور مفتعلة  لتعرقل مسار تحول ديمقراطي او عرقلة تحول المشهد السياسي او تحقيق غرض معين لا يخدم القضاة بل يخدم  اصحاب سوابق بالفساد ممن كان لهم وطئت رجلٍ او فرعنة حزبٍ على هذا النادي الذي ومع احترامي له تأسس وفق معايير حزبية واستخدم لغة الاحزاب في تصرفاته اكثر من مرة  ليدمر ما وجد من مبادئ قضائية سابقة على  تشكيله .
 
ان نادي القضاة انتخب من اجل ان يغير مجرى الامور لخدمة السلك القضائي ولكنه زاد الطين بله حيث انه اضعف دور القاضي واهمله حيث جعله الة بيده فمتى ما شاء وجهه بالاضراب الذي لا مبرر له ومتى ما شاء علق الاضراب وامره بالعمل فبدلا من ان يرتقوا بانفسهم لانهم لم يتخرجوا من دائرة محو الامية وانما تخرجوا من ارقى الكليات الاكاديمية في الدولة وهو (معهد القضاء العالى) أي انهم اكثر الناس دراية والماماً في المجتمع فهم اكثر فهماً وعلماً .
 
والسؤال الذي يطرح نفسه الان هو لماذا اهم سلطة بالدولة تمارس فن التقليد وفن التمثيل وكأنها احدى النقابات العمالية.
 
ان اكبر خطأ ارتكب هو انتخاب نادي القضاة لان الاستراتيجية  الفكرية التي ينتهجها في هذه المرحلة ستؤثر على مستقبل اليمن المرهون بيد القضاة فلا تفسدوا تاريخكم وتحذفوا نقطة  ليصبح (نادي الفضاة) أي انه لا يوجد عمل لكم سوى تحديد متى الاضراب  .
 
والناس في هذه المرحلة جميعا يحتاجون الى القضاء لانه لا توجد جهة كفيلة بانصافهم سوى القضاة علما ان هناك رابط  قوي ما بين القضاء وما بين الامن فتوقف عجلة القضاء هو توقف عجلة الامن ثم توقف عجلة القانون ثم يسود القانون الجاهلي وهو ان كل شخص كفيل بان ياخذ حقوقه بنفسه سواء بالقتل وتسود البلطجة او ما الى ذلك فانا اناشد منظمات المجتمع المدني لرصد كل الجرائم التي تمارس نتيجة غياب القضاة لكي يتم محاكمة نادي القضاة  ولان تسويق فكرة (الاضراب) جاءت حزبيا ولم يتم تسويقها نتيجة مفهوم حيادي حيث ان هذا الاضراب يأتي نتيجة اختطاف قاضي تم الافراج عنه ونحن نعرف ان اختطاف القاضي هي قضية مجتمعية قبل ان تكن قضية تخص النادي ولكن عدم وضع تشريعي عقابي خاص ضد من يعتدي على اعضاء السلطة القضائية سهل ارتكاب هذه الجرائم بين الفينة والاخرى اما اننا سنظل امام هذه المسرحية الهزلية   وكانهم يضربون لانه  لم تعد توجد مشكلة عالقة امامهم فالقضاء والعدل يسودان ارجاء المعمورة حتى ان اضرابهم يعد في نظرهم ترفيهيا عما قاموا به من اقامة العدل ولا يعلمون ان تاريخ بعض القضاة اسود مجرد من الدين والامانة والقيم الانسانية ومعظم احكامهم تصدر بمقابل وهؤلاء هم من اساءوا الى القضاة الشرفاء والحقيقة (ان تأسيس نادي القضاء للقضاء على القضاء دون وضع حل للاعتداء على القضاء فمات القضاء)
 
فثمة اضراب في دولة اوربية او عربية لمدة يوم او يومين تؤدي الى خروج الشعب برمته لمناشدة الحكومة ومناشدة للدول المجاورة لانقاذهم من الظاهرة الخطيرة المتمثلة في اضراب القضاة فلا يستمر الاضراب عندهم سوى يوم او يومين بالكثير لانه يسبب لهم عرقلة بالاقتصاد القومي للبلد وعرقلة للتنمية وعرقلة لاداء الحكومة وعرقلة لاداء الامن ان دولة من الدول قام القضاة بالاضراب وخرج عامة الشعب فلم يستمر غير اثنا عشر ساعة فقط اما نحن فحدث ولا حرج فما بين اسبوع وشهر وشهرين واكثر حتى اعتقدت في نفسي انه تم التنجيم لعدد الايام عبر كاهن فما بين ثانية ودقيقة يأتون بمطالب وكاننا دولة عملاقة  كامريكا والمانيا وايطاليا فنستطيع تنفيذ هذه المطالب على وجه السرعة ولا يعلمون اننا في مرحلة يرثى لها فالحكومة في الوقت الحالي لا تتحمل حتى اضراب عمال النظافة نتيجة التراكمات المختزلة على عاتقها سواء من حراك الجنوب او من مشاكل الشمال  .
 
اصنعوا من نادي القضاة نادي لحل المشاكل وصياغة الحلول لا نادي لعب كرة لرصد اهداف وهمية  يفوز الحكم المستفيد من اللعبة السياسية في الوقت الحالي دعونا وشأننا فوطننا يئن وبحاجة الى سواعدكم لتحضنوه وتنصفوه اما ان يجتمع الاثنين الوطن يئن والقضاء يئن فحان للشعب ان يموت.
 
ان اضرابكم  ليوم كفيل بان يقتل المئات وما دام والقاضي قد افرج عنه  فان على القضاة ان يعودوا الى المحاكم للعمل وتشكل لجنة من النادي لمتابعة  الجناة  وايداعهم السجون أي ان تمشي الامور كل في اتجاه  اما ان يتم  العبث واصطناع مطالب زائفة  ومبررات واهية لمزيد من الاضراب فهذا كلام غير صحيح فنحن اذا لم تعودوا للعمل فاننا سنشكل لجان شعبية من ابناء البلد علماء ودكاترة جامعات  يتربعون على كراسي المحاكم ويتم الاشراف عليهم ونخرج للشارع لنطالب بقطع الرواتب على اعضاء النادي وتسليمها للجان الشعبية كي تسلم الى من يقومون بالواجب لان اضرابكم في هذا الوقت العصيب يخلق ظاهرة ستعاني منها اليمن مستقبلا وتكون نقطة تحول للفوضى وخلق الازمات وتسود اعراف الجاهلية.
 
اخيراً اعزي نفسي وجميع الــ الشعب على موت ولد ناشىء (النادي) كنا نامل منه كل خير وان يقوم بمهام والده (المنتدى) ليأتي الابن اكثر اهمالا من والده (المنتدى) مع ان اباه كان غائبا يؤذي  نفسه ولا يؤذي العامة  ولكن الوشلد الناشئ (النادي) جاء ليؤذي نفسه ويؤذي العامة.
 
اخيراً اعتذر عما سلف مني سابقا لاني قدمت رسالة مجتمع لان هناك اطراف هي من تفتعل الاضراب لتحقيق اغراضها الدنيئة ونتمنى منكم ان تعود لانقاذ المجتمع من شيخوخة اليأس  وتعملوا وفق ما يرضي الله  ويرضي القانون .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي