مُدرس يتعرض للضرب نتيجة أكتشافه طالبين في وضعية مُخلة!

عبدالواسع السقاف
الاثنين ، ٠٧ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١٢:٠٠ صباحاً
 
·        مدرس يتعرض لضربٍ مُبرح من قبل طلاب المدرسة في العاصمة صنعاء، وذلك لأنه ضبط طالبين في وضعية مُخلة في إحدى القاعات الدراسية، وبلغ عنهما الإدارة التي لم تتجرئ أن تفعل أي شيء! وبدلاً من أن تعاقب المدرسة الطالبين ويُتخذ ضدهما إجراءت تأديبية ويُستدعي وليي أمريهما، عوقب الأستاذ الذي لن يتجرأ مرة أخرى على القيام بدوره التربوي!
 
·        طالبة تُجبرها مديرة المدرسة على غسل حمامات المدرسة بكل وساختها لأنها لم تكتب الواجب، وكأن الطالبة أجيرة لدى المدرسة!
 
·        سيارة تحمل مكبر صوت وتدور حول سور المدرسة في إختبار شهادة الثانوية العامة لتغشش الطلاب إجابة الأسئلة الوزارية! تتكرر هذه الظاهرة في أكثر من مدرسة!
 
·        مدرس يكتب إجابة أسئلة الامتحان على السبورة لينقلها الطلاب ويُحقق بذلك نسبة نجاح كبيرة تُبهر مدير المدرسة وأولياء الأمور، ولو كان ذلك على حساب مستقبل أطفالهم!!
 
·        طالب يضع المصحف تحت قدميه في إختبار مادة القرآن الكريم ليتمكن من الغش، ويضبطه المراقب، ولا يتم فعل أي شيء ضد الطالب سوى أن يُسحب المصحف من بين قدميه!
 
·        عصابات من الطلاب تتهجم على مدرسة بنات وتتحرش بالطالبات (عيني عينك) ودون خوف من أحد، ولا أحد يتدخل!
 
·        مدرسون يتحرَّشون بطالبات في المدرسة، ومديرة المدرسة تعلم بكل شيء ولا يحدث أي رد فعل يردعهم، ويستمرون في مزاولة نشاطاتهم الدنيئة، لدرجة أن بعض أولياء الأمور سحبوا ملفات بناتهم وسجلوهن في مدارس أخرى خوفاً من الفضائح!
 
·        طلاب ذكور كبار يتحرشون بطلاب صغار، وطالبات تجلب معها هواتف ذكية لتعلم الطالبات الأخرى برامج وأفلام أباحية، وغيرها من الشكاوي التي تقشعر لها الأبدان...    
 
تلك الظواهر أصبحت منتشرة بشكل كبير في بلادنا وفي أغلب المحافظات، ونفاجأ بين حين وأخر بخبر هنا أو هناك في الصحافة، وأحياناً موثق بفيديو أو شكوى رسمية، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي. أصبح التعليم في بلدنا الحبيب مغامرة ومجازفة يتحملها الأباء والأمهات عند أرسالهم لأولادهم للمدارس الحكومية بشكل عام والمدارس الخاصة أيضاً. الغريب في الأمر أن أغلب قيادات وزارة التربية والتعليم تعلم كل هذا وتفاجئنا أيضاً بتصريحات بين الحين والحين تتضمن أستنكار وأمتعاض لما يحدث وهو أقصى ما يمكن أن تقوم به! ولا ندري لماذا لا يتم القيام بحملات وزيارات ميدانية للتأكد من مطابقة المدارس لأقل معايير التعليم الذي يمكن أن يحقق الهدف الذي أنشأت من أجله، كيف لا وبعض مباني المدارس لا تنفع أن تستخدم محلات بقالة، وبعض مدراء المدارس حاصلين على شهادة الإعدادية، وهناك كم هائل من وكلاء المدارس الذين تم تعيينهم بالوساطة وهم لا يحملون أدنى درجات اللباقة واللياقة والتأهيل! الوساطة والمحسوبية تغلغلت في كل شيء في قطاع التعليم! لماذا لا يتم أتخاذ إجراءات تصحيحية ووقائية ومعاقبة كل من يخالف سياسة الوزارة؟ لماذا لا يتم مراقبة تأهيل المدرسين، ففي كثير من الحالات تجد أن المدرس نفسه لا يفقه أكثر من الطالب الذي يُدرسه!!      
 
كثيرٌ من الناس يتجادلون عن وضع البلد والفساد الكبير الذي توغل في كل أجزء ومرافق الدولة، ولم يعُد الأمل قائماً إلا على الجيل القادم الذي يرى البعض أنه إذا تربى على الأخلاق الحميدة وحُب الوطن فسيكون هو صمام أمان لمستقبل البلد! ولكن وللأسف الشديد إذا كان هذا هو حال قطاع التعليم و"التربية" التي أصبحت مجرد كلمة مرفقة بعنوان الوزارة ولكنها في الواقع "غير موجودة"! كيف لا ونسب الغش في بلادنا أصبحت من أعلى النسب في المنطقة، وتمثل كارثة على مستقبل الأجيال القادمة "كما أشارت إليها كثير من الدراسات والتقارير وحتى تصريحات قيادات وزارة التربية والتعليم"! لقد أصبح الغش ظاهرة مجتمعية يُنظر لها في بعض الأحيان بأنها حق من حقوق الطالب وتُسمى "مساعدة"!!    
 
وبالرغم من ظاهرة الغش التي يمكن لبعض الأسر المتعلمة تجاوزها من خلال تعليم أولادها في البيت، إلا أن الظواهر الأخرى المصاحبة هي المصيبة الأكبر! فكيف تأمن على أبنك أو أبنتك الذهاب لمدرسة لا رقيب فيها ولا حسيب، ويتم فيها القيام بكل تلك الأعمال المنافية للأخلاق والشرع والقانون؟ كيف يمكن أن تأمن على نمو عقل طفلك إذا كان الأستاذ "الذي يُفترض أن يكون هو المُعلم"، هو نفسه من يقوم بغش الطالب سواء بالمنهاج أو بالأختبار؟ كيف تأمن على مستقبل طفلك وهو الذي يعود من أول درس في المدرسة بكلمات سوقية (لم تسمعها طيلة حياتك) تعلمها في اليوم الأول من حياته الدراسية؟
 
هل من وقفة جادة مع ما يحدث في البلد؟ وهل سيستمر الحال بهذه الكينونة والكيفية التي تنذر بكارثة مستقبلية على أجيال برمتها؟ ألا ندرك أهمية وخطورة ما يحدث لأجيالنا القادمة، أم أن رغيف العيش ومرارة الحياة التي نعيشها شغلتنا عن أبنائنا ومستقبلهم، فلم يعد يهمنا أمرهم ولا إلى أين هم ذاهبون؟
 
لا أدري إلى متى وإلى أي جيل سنظل نكتب ونكتب ونكتب ولا أحد من المسئولين يولي ما نكتبه أهميه وردة فعل تليق به، وكأننا نعيش في فضاء غير الفضاء وأرض غير الأرض التي يعيشون عليها، وكأن كل ما يحدث للمواطن والوطن لا يعنيهم ولا يستحق منهم حتى الألتفاته أو حتى مجرد الفضوال لمعرفة ما يحصل في وطنٍ فضلهم وأختارهم ليكونوا حاميه مما يُحيق به! أيها الفضائيون الجُدد هلا زرتم كوكبنا وشاهدتم ما يحدث لأبنائكم الطلاب!!!    
 
* عضو المجلس العالمي للصحافة
الحجر الصحفي في زمن الحوثي