يا لفاجعة السبعين..!

كتب
الاربعاء ، ٢٣ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٢١ مساءً
  د.سامية عبدالمجيد الأغبري جاءني خبر تفجيرات السبعين، وكنت ألقي محاضرة على طلابي بكلية الإعلام عن كيفية الكتابة المهنية المسؤولة، وإذا بأحد طلابي يقول لي: هناك تفجيرات في السبعين. ظننت في البداية أنها حادث روتيني بسيط، وبعد لحظات قيل لي: هناك أربعين شهيداً وجرحى. وتواصل الطلبة مع أصدقائهم، وتأكد لهم أن عدد الشهداء وصل لحوالي مائة شهيد من الجنود، وأن من قام بعملية التفجير بحزام ناسف هو شاب، وتضاربت الأنباء، ولم يكن هناك سوى قناة اليمن اليوم التي غطت الحدث. كم تعرض شعبنا لأحداث عنيفة ودامية، ولكن هذا الحادث الفجائي أصابني وأصاب الجميع بفاجعة هزت كياننا، ودقت جرس الإنذار بصوت قوي، لتكشف لنا النقاب بأن هذا الحادث بداية نحو طريق مظلم. ما يؤلمني حقاً أن إعلامنا مازال يركز على الحادث من زاوية تأثيره النفسي، ويقدم الموضوع بأسلوب عاطفي، ويلقي بالتهمة لقوى خفية، ولا يسعى للبحث عن حقيقة ما وراء مثل هذه الحوادث الإجرامية.. سنجد الإعلام التابع للنظام السابق يلقي بالتهمة جزافاً على قوى المعارضة، بينما قوى المعارضة تلقي بالتهمة على النظام والرئيس السابق. فاجعتنا لا تقتصر على هذا الكم من الضحايا الأبرياء وحسب بل فاجعتنا تزداد حين لا نتمكن من القبض على الجناة بعد التعرف على هويتهم ومن وراءهم. أي إجرام هذا؟ هل سيمر كغيره دون حساب وعقاب؟ أين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟ أين الإعلاميون الشرفاء؟ ألا يوحّد هذا الحادث المفجع والأليم كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والحراك الجنوبي والحوثيين في تحالف واحد ضد الإرهاب أياً كان مصدره؟. إلى متى ستظلون تحللون وتفسرون حوادث الإرهاب، وكل طرف يلقي بالتهمة على الطرف الآخر؟. نريد أن نلم الصفوف، وتتوحد جهودنا للبحث عن الفاعلين الحقيقيين، لا نسكت وكل شخص يعمل ما يقدر عليه، كل في مجاله. إذا لم نكشف من وراء جريمة تفجيرات السبعين وبالدليل القاطع ستتعقد الأمور في بلادنا نحو مزيد من العنف المنظم، ولن تقوم لنا قائمة. وسيظل التعتيم الإعلامي والتحيز الإعلامي في نقل الأحداث، وسيصيب المواطنين بحالة من التشويش والبلبلة، بحيث لا يعرف أين تكمن الحقيقة في هذا الحدث وغيره؟. اعذروني أعزائي القراء.. لم أتمكن من إكمال المقالة فما حدث مهول، وما سيأتي أكثر فظاعة إذا لم نتدارك الأمر ونوحّد جهودنا. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي