لكَم الخناجر المسمومة و لشعبنا المطحون الطعون الموجعة !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ٢٤ مارس ٢٠١٤ الساعة ١١:٥٨ مساءً
اولاً: فكر حركة الحوثي طفرة غير طبيعية لا يلائم الألفية الأولى من التاريخ , و لايصلح حتى في مجتمعاتنا النامية و النائمة بصراحة. فالحركة لا تخلق الرزق و لا توجده ولا تخلق العلم و لا تريد ان توجده ولا تخلق الحداثة و لا تريد ان توجدها و لا تخلق المساواة و لا تريد ان توجدها ايضاً, و لكنها تسلبك العقل و التفكير حتى تصل في المحصلة الى قيمتك كعبد كما يريد لك السيد في احسن الاحوال. فالحركة الحوثية أخذت حيّزاً هائلاً من الاهتمام ودار جدل واسع على الصعيدين الداخلي و الخارجي بخصوصها ولكنها لم تخرج عن توصيفها كطفرة بدائية بكل معنى الكلمة في معجم المعاني الجامع و الوسيط و التي اساءت للشعب اليمني الواحد. فاهي فكرة عبرت الكهف فصارت خنجر "مسموم" مع الحراك المسلح في الجسد اليمني الواحد بعد ثورة التغيير اعاقت إحداث تغيير ملموس, و لذى لن يكتب له النجاح اكثر من البقاء في منطقة محصورة في صعده حيث تنعدم المدارس والمعاهد التى تطلق حرية الفكر على احسن الاحوال.
فقرار القضاء على فكر الحوثي المربوط بالدم والهدم و جماعته المسلحة على ارض الواقع و الحراك المسلح في الضالع مسألة وقت لا اكثر, يبدو انه اتخذ من القيادة العليا حسب المؤشرات الداخلية و الخارجية فعلاً , مما سوف يفقد الحوثي مكاسبه واحدة تلو الاخر في الاشهر القادمة الى ان يعود الى نفس الكهف الذي خرج منه. فهل يدرك ذلك و يرمي السلاح حتى يضمن الاستمرارية و البقاء في المكان الذي هو فيه و المحافظة على اصحابه و قبلها على فكره لمن اراد ان يكون زنبيل و تابعاً, و كذلك الحراك المسلح؟ أرأيتم الجهل كيف يمكن ان يوصل إلى قتل صاحبه بجهله؟
ماذا لو كان الحوثي تبنى قضية وطنية حساسة و طالب بالاراضي اليمنية المفقودة كاقليم سابع او القضاء على شيوخ التخلف و الفساد, الن يكون وقتها بطلاً وطنيً بدلا من أن يصبح طائفي و منبوذ داخليً و خارجيً؟ اكيد كانت حينها اجتمعت شرائح عريضة حوله و حول مشروعه و في مقدمتهم الاكادميين و المثقفين اليمنيين و العرب , مما يكتب له النجاح  في اقل تقدير كحزب سياسي داخلياَ يملأ الساحة و يحكم الدولة بعدها كما يشاء.
ثانياً: الغريب ان الحراك الجنوبي المسلح لم يحسن الصنع ايضاَ لانه اراد تقمص ثوب السيد من دون سيد, فأضاع بكل معنى الكلمة قضية بلد! سألت نفسي كثيراً , لماذا لم يعلن او يطالب الحراك تقسيم اليمن الى دولتين لشعب يمني واحد, يحق لكل يمني من اى منطقة في يمننا يريد المدنية و دولة القانون و يهرب من التخلف ان يعيش فيها؟ كان لقي مثل هذا المشروع ليس فقط دعم داخلي من ابناء الشعب التواقيين للمدنية و دولة القانون  بل خارجي من جميع الاطراف. و انا على يقين ان ابناء اليمن وقتها سيقفون صف واحد من اجل ذلك بعيد عن هيمنة التخلف و الجهل, و في اسوأ الاحوال كان برز الحراك الجنوبي كحزب عريض على ساحات اليمن يرسم المستقبل كما يطمح بعيد عن الاحزاب العتيقة. لقد نسوا في ظل مرحلة حرجة و مصيرية تمر بها المنطقة ان اليمنيين كانوا يمنيين حتى بوجود التشطير و قبلها الاستعمار. بدلا من ذلك ارادوها دولة لشعب الجنوب و الذي كان الطرح يخفي بين سطوره عدم الواقعية و قبلها استعلاء و عنصرية و كره ضد التاريخ و الدم و الصلة و القربة بين ابناء الوطن الواحد و النسيج الاجتماعي الواحد منذو ابونا سام ,فكيف لهم ان ينجحوا في ذلك ؟ فالحراك الجنوبي السلمي كان مؤهل لان يصنع التاريخ لمستقبل اليمن و المنطقة بشكل عام لو كانوا ادراكو ذلك في ثورة التغيير. و لا اغالي لو قلت لكم انها كانت الفرصة الوحيدة للقيادات الجنوبية ان تكبر في نضالها و ان تدير الدولة بعد سقوط النظام السابق لو كانوا احسنوا الارتهان, فلا هم طالوا بلح الشام و لا القضية الجنوبية طالت عنب اليمن.
و اخيراً هل من المعقول ان يكتب التوفيق و النجاح لمن يغرس الخنجر المسموم في خاصرة الوطن ليصعد على حطامه. هل عرفتم الان ان المشاريع الصغيرة لا يكتب لها النجاح مهما كان الصراخ و العويل و النحيب ان لم يكون الهدف سامي و الغاية نبيلة تكسب ود عدوك قبل الصديق !!!!!؟
 
*رئيس قسم علم الحاسوب في جامعة مجدبورج في المانيا
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي