البسطاء.. ومشروعهم الكبير

تيسير السامعي
الثلاثاء ، ١٨ مارس ٢٠١٤ الساعة ١٠:٠٠ صباحاً
قناعتي التي وصلت إليها من خلال متابعتي اليومية للأحداث أنه لا يوجد في بلادنا اليمن نظام, لأنها تعانى منذ عقود طويلة من غياب النظام لو كان يوجد نظام ما قامت ثورة.. ما يحدث حالياً هو صراع بين البسطاء من أبناء الشعب الذين يتطلعون لدولة ديمقراطية قوية موحّدة ومراكز النفوذ وأصحاب المصالح الذين لا يريدون هذه الدولة خوفاً على مصالحهم.. البسطاء هم السواد الأعظم من أبناء الشعب لهم تواجد في كل الأحزاب والمنظمات والجماعات فهم يعتبرونها وسيلة لتحقيق الغاية التي يسعون جميعاً إلى تحقيقها وإن اختلفت قناعاتهم, أما مراكز النفود وأصحاب المصالح فهم شلة قليلة العدد لكنها كبيرة التأثير ينتمون إلى الأحزاب والجماعات، لكن ليس كما ينتمى البسطاء, إنما بشكل آخر ولغاية أخرى. 
الصراع هذا سوف يظل مستمراً ولن يتوقف وهذه ليست المشكلة، إنما المشكلة الحقيقية هي أن يغفل البسطاء عن مشروعهم الكبير وينشغلوا بالمشاريع الصغيرة التي تفرق شملهم وتمزق وحدتهم، بالتالي تتمكن مراكز القوى وأصحاب المصالح من الحفاظ على مشاريعهم العائلية والطائفية والجهوية التي تعيق بناء الدولة. 
لقد قطعنا شوطاً طويلاً ولا تزال أمامنا مراحل هامة حتى نصل إلى تحقيق مشروعنا الكبير، وهذا يحتاج منا إلى صبر وحكمة ومزيد من التلاحم والتوحد والتسامح. 
 بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني الذى انتصرت فيه إرادة البسطاء على دسائس ومؤامرات مراكز القوى وأصحاب المصالح، وصلنا إلى محطة هامة من محطات الثورة اليمنية وهي صياغه العقد الاجتماعي «الدستور» الذى سوف ترتكز عليه الدولة, وقد صدر في الأسبوع الماضي قرار جمهوري بتشكيل اللجنة التي سوف تقوم بكتابة الدستور. 
علينا أن لا نُشغل بشخوص اللجنة إنما بما سوف تقوم به، فمن تم تعينهم في هذا اللجنة هم من أبناء اليمن وفيهم الخير فلا بد من إعطائهم الثقة من أجل أن يكونوا عند مستوى المسئولية، وأن يعملوا بكل إخلاص من أجل صياغة دستور يليق باليمن وتاريخ اليمن ويلبي طموحات وتطلعات البسطاء ويكون مفخرة لكل يمني.. 
إن أعضاء لجنة صياغة الدستور أمام تحدٍ تاريخي كي يخلدهم التاريخ كعظماء كان لهم دور بارز في وضع أهم لبنة في بناء الدولة المدنية الحديثة، وعليهم أن يترفعوا على كل الانتماءات الصغيرة أن يعملوا بكل إخلاص من أجل اليمن ولا شيء غير اليمن.    
لابد أن يدركوا أن أهم هدف يجب أن يحققه الدستور القادم وهو سعادة الإنسان وتحقيق حلم البسطاء بالحرية والكرامة والعيش الكريم وإغلاق كل المنافذ التي يمكن أن يتسلل منها الاستبداد, سواء الاستبداد الديني أو السياسي أو الاقتصادي. 
خاطرة: 
هناك من يريد الحياة أن تسير وفق هواه وتفكيره وقناعاته, غير مدرك أن الحياة تسير وفق نواميس وسنن إلهية وفيها آخرون يشاركونه فيها لهم تفكيرهم المختلف عنه, هذا التفكير يتولد عنه عدم الاعتراف بالآخرين على أنهم شركاء، ومن هنا تتشكل نظرية الصراع التي تحرم الإنسان من متعة التمتع بالجمال الذى منحه الله لهذا الكون. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي