حقيقة صنف من الناس!!

محمد عبدالله اليدومي
الثلاثاء ، ١١ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٣٣ مساءً
قال الله تعالى : 
(( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ، ويشهد الله على مافي قلبه ، وهو الدّ الخصام . وإذا تولى سعى في الأرض ليُفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد . )). 
 
يقول الشهيد سيد قطب _ رحمه الله تعالى _ في تفسيرة لهذه الآيات : (( هذا المخلوق الذي يتحدث ، فيصور لك نفسه خلاصة من الخير ، ومن الإخلاص ، ومن التجرد ، ومن الحب ، ومن الترفع ، ومن الرغبة في إفاضة الخير والبر والسعادة والطهارة على الناس .. هذا الذي يعجبك حديثه . تعجبك ذلاقة لسانه ، وتعجبك نبرة صوته ، ويعجبك حديثه عن الخير والبر والصلاح .. 
 
(( ويشهد الله على مافي قلبه )).. زيادة في التأثير والإيحاء ، وتوكيداً للتجرد والإخلاص ، وإظهاراً للتقوى وخشية الله .. " وهو الد الخصام " ! تزدحم نفسه باللدد والخصومة ، فلا ظل فيها للود والسماحة ، ولا موضع فيهاللحب والخير ، ولا مكان فيها للتجمل والإيثار . 
 
هذا الذي يتناقض ظاهره وباطنه ، ويتنافر مظهره ومخبره .. هذا الذي يتقن الكذب والتمويه والدهان .. حتى إذا جاء دور العمل ظهر المخبوء ، وانكشف المستور ، وفضح بما فيه من حقيقة الشر والبغي والحقد والفساد : (( وإذا تولى سعى في الأرض ليُفسدفيها ويهلك الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد . )) . 
 
وإذا انصرف الى العمل ، كانت وجهته الشر والفساد ، في قسوة وجفوة ولدد ، تمثل في إهلاك كل حي من الحرث الذي هو موضع الزرع والإنبات والإثمار ، ومن النسل الذي هو امتداد الحياة بالإنسال ..
وإهلاك الحياة على هذا النحو كناية عمَّا يعتمل في كيان هذا المخلوق النكِد من الحقد والشر والغدر والفساد ..
مما كان يستره بذلاقة اللسان ، ونعومة الدهان ، والتظاهر بالخير والبر والسماحة والصلاح .. (( والله لا يحب الفساد )) ..
ولا يحب المفسدين الذين ينشئون في الأرض الفساد ..
والله لا تخفى عليه حقيقة هذا الصنف من الناس ، ولا يجوز عليه الدهان والطِّلاء الذي قد يجوز على الناس في الحياة الدنيا ، فلا يعجبه من هذا الصنف النكد مايعجب الناس الذين تخدعهم الظواهر وتَخفَى عليهم السرائر )).
الحجر الصحفي في زمن الحوثي