الحاكم الذي نريد.. الصحافة التي نأمل

كتب
الثلاثاء ، ١٧ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١٠:١١ مساءً


عارف أبو حاتم
لا نريد صحافةً تعلمنا كل صباح كيف نسبّح بحمد الحاكم، كيف نقول له: “سبّوح قدّوس أيها الحاكم المعجزة”؟.
فالصحافة الحكومية تموّل من المال العام، بمعنى أن ميزانيتها تؤخذ من قوت أولادنا، ومن حقنا عليها أن تعبر عنا، وتتحدث باسمنا.
ومنذ تشكيل حكومة الوفاق، وعودة الزميل سمير اليوسفي إلى رئاسة تحرير هذه الصحيفة، وجد الناس - لأول مرة منذ ثورة سبتمبر 1962 - صحيفة حكومية تنتمي إليهم، تنطق باسم الفقراء والمسحوقين والمقهورين، وتتحدث عن هموم الناس وآمالهم، وتكتب عن أحلام البسطاء ومعاناتهم، تكشف عن الوجوه المقنعة، وعن الفاسدين بأسمائهم وصفاتهم، دون أن يكون بيننا مقدس أو محرم أو “تابو”، فبعد أن سقط “هبل” يجب أن تكشف الصحافة عن جميع “الطهابيش” بمختلف انتماءاتهم ومستوياتهم، وإلا فالأشرف لها أن تحتجب.
وأتمنى ألا يكون نهج “الجمهورية” تكتيكاً مرحلياً رسمه الساسة، كإجراء اعتيادي مع صعود نظام سياسي، واختفاء آخر.
في مقابل ذلك، لا نريد حاكماً يقول لنا: اذهبوا فأنتم الطلقاء، فقد غفرت لكم، أو حاكماً يصدر في كل عيد وطني قراراً بالعفو العام، فمن أنت حتى تحاسب وتعفو؟!.
لا نريد حاكماً يوزع خيرة أبناء البلاد على المنافي، ودول الجوار، فارين من بطشه، وهاربين من جوعه، لا نريد حاكماً يسحب الجنسية من أحد، مهما كان خطؤه؛ فهناك قضاء مستقل وقانون للعقوبات العامة، وكلٌ يخضع لسلطة القضاء والقانون.
لا نريد حاكماً يتعامل مع وظيفته كسلطة مطلقة، ويتعامل مع الوطن كميراث شخصي.
لا نريد حاكماً يصنف نفسه وعائلته وحاشيته من الثوابت الوطنية، كما فعل مرافقو خال الرئيس السابق “علي مقصع” حين اختطفوا الزميل جمال عامر، وقالوا له أثناء ضربه: لا تتجرأ على الثوابت الوطنية!!.
تخيلوا علي مقصع من الثوابت مثله مثل الدستور، هذه الثوابت المتكاثرة هي من قذفت بعلي عبدالله صالح إلى خارج أسوار قصر الرئاسة.
مع إطلالة العام2011 أشرقت في الناس حيوية الحياة، بعد أن كانت الأشياء تستنسخ نفسها، بتكرار يبعث على الملل، فجرت مياه أكثر مما توقعنا، جرفت معها أصناماً حاكمة ركّعت الشعوب عشرات السنين، فبدت حقيقتها جوفاء واهية.
بحر السياسة الذي جف منذ أكثر من أربعة عقود، تجدد وخرجت الشعوب تهتف لحريتها، وفجرها المنتظر، وفي موازاة ذلك اندلعت الثورات المصاحبة: ضد الفساد، ضد الظلم، ضد الصنمية، ضد الاستحواذ على المناصب والثروات، ضد استغلال الوظيفة العامة، ضد المسكوت عنه، وهذا الأخير هو ما يعنينا أكثر من غيره؛ لأنه متى ما نهض الناس ينتزعون حقوقهم وحريتهم ضد من كان، فتأكد أن الحياة بخير.
[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي