هدى وعرفات مرة أخرى

محمد مقبل الحميري
الثلاثاء ، ٠٤ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٠٥ مساءً
قضية الشابة السعودية هدى التي وصلت الى اليمن قبل عدة أشهر بهدف الزواج من الشاب اليمني عرفات بعد معرفة وحب طاهر لم يشبه أي سلوك مشين يخدش في العرض، هذه القضية أخذت حيزاً كبيراً في الإعلام اليمني بين مؤيد ومعارض، كما سيّرت مسيرة تأييد للحب، أعتقد ان هذا التفاعل سببه بالدرجة الأولى تفاعل الرأي العام مع ما يعانيه المغترب اليمني في دول الجوار الشقيقة، وبعض الأقلام انفعلت كثيراً بسبب هذا المؤثر وأنا واحد منهم . 
    إن مثل هذه القضية تحتاج إلى تفكير متأنٍ ومعالجة تراعي كل الأطراف بعيداً عن التشنج والانفعالات ، ويجب ان ننظر لها كقضية إنسانية بامتياز ، فكما نراعي المحبين والمخاطر التي تهدد حياة هدى في حالة عودتها لأهلها ، علينا أيضاً أن نستشعر وضع أسرة هدى وموقفهم الاجتماعي أمام المجتمع المحيط بهم، وكيف يمكن أن يحفظ لهم ماء وجوههم وكرامتهم امام الرأي العام مهما كانوا مخطئين في رفض تزويجها ممن أحبت، وما لا نقبله لأنفسنا يجب الاّ نقبله لغيرنا. 
  قرأت أن محكمة بني الحارث بصنعاء وجهت رسالة للسفارة السعودية عبر وزارتي العدل والخارجية لإبلاغ ولي أمر هدى بالحضور لتزويجها، ومع احترامي للقضاء الذي اتبع الخطوات القضائية في مثل هذه الحالة، إلا اني أعتقد أن الحل الأمثل يجب أن لا يكون بهذه الطريقة ، وإنما يجب على الدبلوماسية اليمنية أن تتحرك ودياً مع الجهات الرسمية السعودية، على ان تنطلق الرؤية اليمنية السعودية من منطلق إنساني بحت بعيداً عن التعصبات والشد وأن لا يفكر مسئولو الدولتين بعقلية القبيلي، ولكن بنظرة ثاقبة وواقعية تحفظ لأسرة الفتاة كرامتها وللشابين حلمهما ويتم الزواج برعاية مسئولي البلدين بعد ترضية الأسرة ورد اعتبارها وحفظ ماء وجهها بين الناس.. وأذكركم بحادثة مقتل ابنة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله عليه ، وكيف كان الموقف متأزماً فتبنى موقف المصالحة الملك حسين بن طلال، رحمة الله عليه، وبعث وفداً رفيع المستوى إلى اليمن، وأنهيت القضية ودياً رغم كبر الجريمة. 
    نتمنى على الحكومة اليمنية رغم مشاغلها والتحديات التي تواجهها أن تكلف لجنة ذات كفاءة دبلوماسية لتسعى بحل لهذه القضية وفقاً لما طرحناه آنفاً على قاعدة “لا ضرر ولا ضرار” كونها قضية إنسانية، ولا نتمنى لهذه القضية أن توتر العلاقات بين دولتين شقيقتين جارتين.. وبهذا نكون قد وفقنا بين رغبة الشابين بالزواج على سنة الله ورسولة، وحافظنا على كرامة وسمعة الأسرة، وحققنا للفتاة حلمها بزواجها ممن أحبّت ومحافظتها على علاقتها بأسرتها التي لا غنى لها عنها، كونها لا تستطيع أن تعيش مقطوعة من شجرة، ونكون أيضاً قد حفظنا الود بين الدولتين الشقيقتين الجارتين. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي